الديوان » مصر » أحمد الحملاوي » ضاق الخناق وزاد الخرق واتسعا

عدد الابيات : 52

طباعة

ضاق الخناق وزاد الخرق واتسعا

واستعذب الكل ثدي البغي وارتضعا

وغيم الجو من جور ومن طمع

ودام دهرا فما ولى ولا انقشعا

فأمطرتنا الغوادي وهي حافلة

منها علينا عذاب الهون قد وقعا

وأنبتت من بذور الشر ما دفنت

يد الزمان فشب الزرع وارتفعا

وأثمر الزرع عدوانا وتفرقة

شلت يدا من بذور الشر قد زرعا

نفوس شح على الأطماع قد ربيت

وزادها الحرص في أطماعها طمعا

إن الشحيح وإن أعليت منزله

إلى مناط العلا لا يترك الجشعا

وإن غذته المعالى ثدى نعمتها

فلا ورب الورى لا يعرف الشبعا

تلك الصفات فشت في الناس وانتشرت

حتى غدت كلسان النار مندلعا

سيان ذو العلم والجهال في صفة

منها بها انتبذوا المرعيّ والورعا

والخطب جل فلا حول ولا حيل

وطاش لب الورى من وقعه جزعا

وسلّ كلّ قوي سيف نقمته

على الرءوس فكم آذى وكم صرعا

وبات كل ضعيف من مخاوفه

على فراش الضّنى والبؤس مضطجعا

في فحمة الليل يدعو الله مبتهلا

وصوته خافت والدمع قد همعا

يقول والقلب مكلوم ومضطرب

والليل ساج ونجم الصبح ما طلعا

مولاي فرج فإن النفس قد سئمت

طيب الحياة وثوب الصبر قد نزعا

وأعمل الدهر فينا سوط سطوته

وما رعى الله فينا قط فارتدعا

والغدر بالحر قد راجت تجارته

والختل أصبح كالعادات متبعا

واستأثر الأقويا بالخير بل خدعوا

لب اللبيب فراح الكل منخدعا

وهل أتاك حديث القوم إذ أكلوا

مال اليتيم فزال الرأي وانصدعا

وأرهفوا السيف للعدوان وادرعوا

درع العداء فكم أدمى وكم قطعا

وفي سماء المخازى طار طائرهم

من بعد ما جاب في الآفاق منتجعا

من شحهم لم يرقبوا في مؤمن أبدا

إلا ولا ذمّة واستمطعوا الطمعا

كأنما شرعة الإنصاف قد محيت

آثارها وشعار العدل ما شرعا

تلك الحقائق قد قامت أدلتها

كالشمس مشرقة والصبح إذ لمعا

باتت نفوس ذوى الألباب واجمة

والصدر صار بخطب الدهر مصطلعا

والأرض في الناس قد ضاقت بما رحبت

والعدل ولى من الدنيا وما رجعا

وكم أتاهم من القرآن مزدجر

وما وجدنا لآي الكذر مستمعا

وكم حوى الشعر من نصح ومن حكم

لكن على القلب رين الحرص قد طبعا

ازرع جميلا ولو في غير موضعه

فلا يضيع جميل أينما زرعا

إن الجميل وإن طال الزمان به

فليس يحصده إلا الذي زرعا

لذا تفرّق شمل الكل وانخذلوا

وأصبح الناس في أغراضهم شيعا

يا قوم قوموا فللأيام منقلب

واستيقظوا فلسان الدهر قد خدعا

وكم وكم ملئت أيامه عبرا

كل رآها وما راء كمن سمعا

فلا المناصب فيكم قط باقية

ولا المراتب ترضى الحرص والطمعها

إن المنايا بكم لا شك واقعة

ويسأل المرء عما خلقه جمعا

وعن قريب يرى الميزان منتصبا

للعدل فينا وأنف الغدر قد جدعا

وفي الصحيفة ما قد كان من عمل

قد سطرته كرام لا تقول لما

مولاي سلّط على الجاني جنايته

واصنع به مثل ما بالناس قد صنعا

فكم وكم يده بالجور قد بسطت

واسلبه نعمته فالكل قد هلما

أنت الرقيب وقد عودتنا كرما

رد الحقوق لمن قد ذل واتضعا

مولاي عيني بطول الليل ساهرة

أدعوك والطرف يا مولاي ما هجعا

إن لم تجبني فمن يا رب أسأله

وما سواك علمنا قط مطلعا

مولايَ جودك مرجو لسائله

وباب فضلك مفتوح لمن قرعا

وقد مددت يدى أرجوك تنظر لي

وبانكساري وذلي جئت مدرعا

فاقبل دعائي ولا تقطع مواصلتي

واجعل مقامى بحسن الحظ مرتفعا

وامنن علي بإقبال وعافية

وحسن خاتمة فالشيف قد وزعا

واجعل بفضلك أعلى الخلد منزلتي

في مقعد الصدق لا أستشعر الفزعا

بحرمة المصطفى المختار من مضر

من كفه بزلال الماء قد نبعا

غوث البرايا واسمى الكون منزلة

وصاحب التاج خي الرسل والشفعا

صلى عليه إله العرش ما بزغت

شمس وما الورق فوق الغصن قد سجعا

والآل والصحب والأنصار قاطبة

وكل من لرسول الله قد تبعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الحملاوي

avatar

أحمد الحملاوي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-El-Hamlawy@

99

قصيدة

371

متابعين

أحمد بن محمد الحملاوي. أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف ...

المزيد عن أحمد الحملاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة