الديوان » مصر » أحمد الحملاوي » تهددني النوى آنا فآنا

عدد الابيات : 52

طباعة

تهدّدني النوى آنا فآنا

وشن الدهر لي حربا عوانا

وعاندني بخطب بعد خطب

وعن جلب الإساءة ما توانى

كأن له لدى اليوم ثأرا

ودينا لا أزال به مدانا

وقام بنصره قوم طغام

أراني بين اظهرهم مهانا

وقد ضاقت على الأرض طرا

بما رحبت فلم أجد المكانا

وغادرني الخليل فقلت يا ليتني

لم أتخذ أبداً فلانا

أراهم رفقتي في السلم لكن

رأيت الشهم في الهيجا جبانا

إلام النفس تصحب من تراه

دنىء النفس للشهوات دانا

يصافحني ويلقاني ببشر

وإن نكث الزمان العهد خانا

ولما أن رأيت الدهر أضحى

يحاربني وما أبدى حنانا

وولت رفقتي الأدبار عنى

وخلت الغدر من دهرى تدانى

لجأت إلى رسول الله طه

نبى بالمكارم قد أتانا

وأنزلت الشدائد في حماه

فنلت الأمن منه والأمانا

وقد ولت جيوش الهم عنى

وصرت بجاهه أبدا معانا

ونيران العدا أضحت رمادا

وأضحى الحرب بينهمُ عوانا

فجاهك يا حبيبي خير جاه

وعزّك للورى والكون كانا

وحبك لا يضام به نزيل

وليس يذل من بكم استعانا

رسول الله حاربني زماني

ولكني غلبت بك الزمانا

رسول الله حبك ملء جسمي

وقلبي في ودادك قد تفانى

وشرعك منهجى وبه اعتصامي

ونورك سيدي ملأ الجنانا

وقربى منك أورثنى ابتهاجا

ونلت بعزكم مننا حسانا

وفزت على الورى بجميل نطق

وملكت الفصاحة والبيانا

وكيف وأنت لي حصن حصين

إذا ما الدهر عاندني وعانى

فمن جدواك عمتنا مزايا

ومنك الفضل في الكون استبانا

ومنك الشمس قد نالت ضياها

وبدر التم منك قد استدانا

وراحك أغدقت نعماً فصرنا

بجود يديك تغبطنا عدانا

أقمت الدين والدنيا ظلام

وكان الكفر قد بلغ العنانا

فولّى جيشه الأدبار لما

رأى الإسلام منتصرا معانا

ونورك قد أضاء الكون لما

ولدت ووقتك الميمون حانا

بك الأصنام للأذقان خرّت

وقد لاقت بمولدك الهوانا

ونار الفرس أضحت في خمود

وكسرى بعد عز النفس هانا

وعين بحيرة الكفار غاضت

وفاض الخوف والشرك استكانا

وقد هرعت وحوش الأرض طرا

يبشر بعضها بعضا عيانا

وأهل الكفر مذ علموك قالوا

لعمر مناة ذا خطب دهانا

رسول الله كم لك معجزات

تكل لحصر أصغرها نهانا

فمشيك في رمال لم يؤثر

وصمّ الصخر للأقدام لانا

ومن بين الأصابع فاض ماء

لريّ الجيش والتطهير كانا

وأشبعت الجيوش ببعض خبز

فآبوا بعد أكلهم بطانا

عليك الضب سلم باحتشام

ومنك الوحش قد طلب الأمانا

وسبّح في يديك حصى وأما المغزالة

أجرزت منك الضمانا

أظلّتك الغمامة من هجير

عليك الظل أين تكون كانا

عليك العنكبوت بباب غار

لقد نسجت فلم تبصر هوانا

وعشّشت الحمامة ثم باضت

فكان الغيظ للأعداء شانا

عن الإسراء والمعراج حدث

بذا الخير الصحيح لقد أتانا

رقى السبع الطباق وفاق حتى

من الملك المهيمن قد تدانى

فنال الخير من رب كريم

وعاد إلى الفراش وما توانى

ذراع الشاة قد نطقت بسم

أمامك بعد ما وضعوا الخوانا

وقاك الله من كيد الأعادي

وظلت محصّنا أبدا معانا

وكم لك معجزات ظاهرات

وآيات بها الفرقان جانا

ففقت الأنبيا بلواء حمد

بيوم أنت فيه ملتجانا

إذا اجتمع الخلائق في صعيد

وجلّ الخطب وانحلّت قوانا

فتسجد ثم تشفع في البرايا

فندخل من شفاعتك الجنانا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الحملاوي

avatar

أحمد الحملاوي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-El-Hamlawy@

99

قصيدة

371

متابعين

أحمد بن محمد الحملاوي. أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف ...

المزيد عن أحمد الحملاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة