الديوان » السعودية » محمد بن عثيمين » خليلي مرا بي على الدار واربعا

عدد الابيات : 27

طباعة

خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى الدارِ وَاِربَعا

لِنَشعَبَ قَلباً بِالفِراقِ تَصَدَّعا

وَإِن أَنتُما لَم تُسعِداني عَلى الأَسى

فلا تُعدِماني وَقفَةً وَتَوَجُّعا

بِمُستَوحشٍ من شبهِ آرامِ عينهِ

تَناوَحُ فيه الهوجُ بداءاً وَرُجّعا

أَما إِنَّهُ لَو يَومَ جَرعاءِ مالكٍ

غَداةَ التَقَينا ظاعِناً وَمُشَيِّعا

تَبَيَّنتُما عَيناً تَجودُ بِمائِها

وَمَحجوبةً تومي بِطَرفٍ وَأُصبُعا

لَحَسَّنتُما لي صَبوَتي وَلَقُلتُما

جَليدٌ وَلكِن لم يَجِد عنهُ مَدفَعا

وَأحورَ مَهضومِ الوِشاحينِ زارَني

عَلى رَقبَةِ الواشينَ لَيلاً فَأَمتَعا

مِنَ الّاءِ يَسلُبنَ الحَليمَ وَقارَهُ

إِذا ما سَحَبنَ الأَتحمِيَّ المُوَشّعا

وَإن مِسنَ أَخجَلنَ الغُصونَ نَواعِماً

وَإن لُحنَ فَالأَقمارَ حاكَينَ طُلَّعا

أَبَت صَبوَتي إِلّا لَهُنَّ تَلَفُّتاً

وَنَفسِيَ إِلّا نَحوَهُنَّ تَطَلُّعا

وَخادَعتُ نَفسي بِالأَماني مُعَلِّلاً

وَكانَت عَاديهِنَّ في الفَودِ نُصّعا

إِذا صَحِبَ المَرءُ الجَديدَينِ أَحدَها

لهُ عِبراً تُشجيهِ مَرأى وَمَسمَعا

صَفوُها لاقي إِلَيهِ مُسَلِّماً

وَأَوسَعَهُ بِشراً أَشارَ مُوَدِّعا

فَلا تَكُ وَلّاجَ البُيوتِ مُشاكِياً

بَنيها وَلَو تَلقى سِماماً مُنَقَّعا

فَأَكثَرتُ مَن تَلقى مِنَ الناسِ شامِتٌ

عَلَيكَ وَإن تَعثُر يَقُل لكَ لا لَعا

مُناهُم بِجَدعِ الأَنفِ لَو أَن جارَهم

يلاقي من الأرزاءِ نَكباءَ زَعزَعا

مِنَ القَومِ تَهتَزُّ المَنابِرُ بِاِسمِهِم

وَيُصبِحُ ما حَلّوا مِنَ الأَرضِ مُمرِعا

مَطاعيمُ حَيثُ الأَرضُ مُغبَرَّةُ الرُبى

مَكاشيفُ لِلغُمّى إِذا الأَمرُ أَفزَعا

ذَوو النَسبِ الوَضّاح مِن جذمِ وائِلٍ

بِهِم وَإِلَيهِم يَنتَهي الفَخرُ مُجمَعا

أَجاروا عَلى كِسرى بنِ ساسانَ رغاِماً

جِواراً أَفادَ العُربَ فَخراً مُشَيَّعا

وَهُم سَلَبوا شوسَ الأَعاجِمِ مُلكَهُم

وَساموهُمُ خَسفاً مِن الذُلِّ أَشنَعا

وَيَومَ أَتاهُم بِاللُهامِ يَقودُهُ

سَعيدُ بنُ سُلطانٍ عَلى الحَربِ مُجمِعا

سَفينٌ كَمُلتَفِّ الإِشاءِ يَقودهُ

لِمَورِدِ حَتفٍ لَم يَجِد عَنهُ مَدفَعا

فَثاوَرَهُ قَبلَ الوُصولِ ضَراغِمٌ

خَليفِيَّةٌ تَستَعذِبُ المَوتَ مَشرَعا

وَساقَوهُ كَأساً مُرَّةَ الطَعمِ عَلقَةً

عَلى كُرهِهِ أَضحى لَها مُتَجَرِّعا

فَأَدبَرَ لا يَلوي عَلى ذي قَرابَةٍ

وَما زالَ مَزؤودَ الفُؤادِ مُرَوَّعا

وَما كانَ خَوّاراً وَلا مُتَبَلِّداً

وَلكِنَّ مَن لاقى أَشدَّ وَأَشجَعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد بن عثيمين

avatar

محمد بن عثيمين حساب موثق

السعودية

poet-Mohammed-bin-Uthaimin@

48

قصيدة

436

متابعين

محمد بن عبدالله بن سعد بن عثيمين عام 1854،ولد الشاعر في مدينة الخرج جنوب مدينة الرياض بقرابة ثمانين كيلومتراً،نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار، أتصل ابن عثيمين ...

المزيد عن محمد بن عثيمين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة