نُبِّئتُ أَنَّ زياداً ظَلَّ يَشتُمَني
والقَولُ يُكتَبُ عِندَ اللَهِ والعَمَلُ
وَقَد لَقِيتُ زياداً ثُمَّ قُلتُ لَهُ
وَقبلَ ذَلِكَ ما خَبَّت بِهِ الرُسُلُ
إِنَّ الأَذِلَّةَ وَاللئامَ مَعاشِرٌ
مَولاهُم المُتَهَضّمُ المَظلومُ
وَإِذا أَهنتَ أَخاكَ أَو أَفردتَهُ
عَمداً فَأَنتَ الواهِنُ المَذمومُ
اتقِ الأحمق أَن تصحبه
إِنَّما الأَحمق كالثوب الخلق
كُلما رقعت منه جانباً
حرّكته الريح وهناً فانخرق
وَلَئِن يُعادي عاقِلاً خَير لَهُ
مِن أَن يَكون لَهُ صَديق أَحمَق
فَاِربَأ بِنَفسِكَ أَن تصادِق اِحمَقاً
إِن الصديقَ عَلى الصَديقِ مُصدق
لا تَتَّبِع سُبُلَ السفاهَةِ وَالخَنا
إِنَّ السفيهَ معنَّفٌ مَشتومُ
وادّرعْ جداً وكداً واجتنبْ
صحبةَ الحمقى وأربابِ البخلْ
بينَ تبذيرٍ وبخلٍ رتبةً
فكلا هذينِ إنْ زادَ قتلْ
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ
فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً
كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا
يقولون لي ألفاظُ هجوك عندنا
إلى القَلبِ من ألفاظِ مدحِك أسبَقُ
فقلت لهم كذبٌ مديحيَ فيكُمُ
وهجوي لكم صِدقٌ وللصدقِ رَونَقُ
وَاللُؤمُ داءٌ لِوَبَرٍ يُقتَلونَ بِهِ
لا يُقتَلونَ بِداءٍ غَيرِهِ أَبَدا
وَلا خَيرَ في حُسنِ الجُسومِ وَطولِها
إِذا لَم يَزِن حُسنَ الجُسومِ عُقولُ
وَكائِن رَأَينا مِن فُروعٍ طَويلَةٍ
تَموتُ إِذا لَم يُحَيهِنَّ أُصولُ
شعارُ الفتى ذمُ الزمان الذي أتى
ومن شأنه حمدُ الزمانِ الذي مضى
ولمْ لا وفي الآتي أخو العيش يُجتوَى
وفي الزمن الماضي أخو العيش يُرتَضى
كَم حكمة عِندَ الغَبيّ كَأَنَّها
رَيحانَة في راحة المَزكوم
بَسمت مَحاسنها لِوَجه كَالح
ما أُضيع المِرآة عِند البُوم
فقل للشامتين بنا أفيقوا
سيلقى الشامتون كما لقينا
وما إن طبتنا جبنٌ ولكن
منايانا ودولة آخرينا