فإذا هجرتَ يعودُ لي سقمي وإذا وصلتُ برأتُ من سقمي
يانيل قد فاضت دموعي نيلاً شوقاً لمن بحماك بات نزيلاَ أضحى بواديك الخصيب منعماً وببعده جسمي يذوب نحولا يا نيلُ إن يكُفي رباك مقيلهُ فلهُ فؤادي قد خصصت مقيلاَ وأمام عيني لا يزال ممثلاً في كل آنٍ شخصه تمثيلاَ
قد جدد الشوق الشديد كتابكم بجوارحي وسرائري وضمائري فإذا نظرت على الوجود رأيتكم في كل موجود عيان الخاطر
لِغَير هَواكُم لَم يَمِل لحظَةً قَلبي وَها هُوَ مَوقوفٌ عَلى شَخصِكُم حُبّي سكَنتُم سُوَيداء الفُؤاد وَإِنَّهُ لتنظُركُم عيني عَلى البعد وَالقربِ
فَلَو كانَ لي قَلبانِ عِشتُ بِواحِدٍ وَخَلَّفتُ قَلباً في هَواكَ يُعَذَّبُ وَلَكِنَّما أَحيا بِقَلبٍ مُرَوَّعٍ فَلا العَيشُ يَصفو لي وَلا المَوتُ يَقرُبُ
يَشكُو هَوَاكَ إلى الدموع متيمُ لَمْ يَبقَ فيهِ للِعَزَاءِ نَسيِسُ لَولاَ الدمُوعُ تحرقَتْ مَنْ شوقِهِ يَومَ الَودَاعِ قِبَابُكُم وَالعيِسُ
يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها
وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ
يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بِغَزوَةٍ
وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ
يطيب خبيث العيش بالقرب منكم
ويخبث عندي بعدكم كلّ طيب
نأيت بشخص في البلاد مشرّق
وقلب اليكم بالحنين مغرّب
إذا ذكرتها النفس حنت وأرزمت
وودت لفرط الوجد أدركها الفتك
سلام على تلك الديار وقدست
نفوس بمثواها ثوى العلم والنسك
إذا ذكرتها النفس حنت صبابة
وجادت شؤون العين بالعبرات
إلى أن أتى دهر يحسن ما مضى
ويوسعني من ذكره حسرات
ولو أنني أسطيع من فرط حبه
لما زال من كفى ولا غاب عن كمى
يا غائباً ذكرُهُ في القلب محتَضَرُ
صبرتَ عنّي وما لي عنك مصطبَرُ
قد يحسن العذر ممن كان مجترِماً
وما اجتَرَمتُ فصِف لي كيف أعتذرُ
إذا ما غاب مَن أهْواهُ عَنِّي
فإنَّ لِقاءَه عندي كِتابُ
فَكَم قَد بَكَت عَيني عَلَيكِ وَعالَجَت
مُقاساةَ طولِ الليلِ بِالسُهدِ وَالذِكرِ
وَما تَشتَفي عَينايَ مِن دائِمِ البُكا
عَلَيكِ وَلو أَنّي بَكَيتُ إِلى الحَشرِ
أعلّلُ القلب عنكم في تقلّبه
وأخدع النفس لكن ليس تنخدع
ترجو الوصال فما تنفكّ من طمع
يذلّها وهلاك الأنفس الطمع
فليس قريباً مَن يخافُ بِعَادُهُ
ولا مَن يرجَّى قُربُهُ ببعيدِ
قد طالَ شَوْقي وعادَني طَرَبي
من ذِكْرِ خَوْدٍ كَرِيمَةِ النَّسبِ
غَرّاءَ مِثْلُ الهِلالِ صُورَتُها
أَو مِثْلُ تِمْثالِ صُورَةِ الذَّهَبِ
وَإِن أَلقَها أَو يَجمَعِ اللَهُ بَينَنا
فَفيها شِفاءُ النَفسِ مِنّي وَداؤُها
أَمسَت زِيارَتُنا عَلَيكَ بَعيدَةً
فَسَقى بِلادَكِ ديمَةٌ مِدرارُ
تُروي الأَجارِعَ وَالأَعازِلَ كُلَّها
وَالنَعفَ حَيثُ تَقابَلُ الأَحجارُ
تَذَكَّرتُ عَهداً كانَ بَيني وَبَينَها
قَديماً وَهَل أَبقَت لَنا الحَربُ مِن عَهدِ
فَما مُغزِلٌ أَدماءُ ريعَت فَأَقبَلَت
بِسالِفَةٍ كَالسَيفِ سُلَّ مِنَ الغِمدِ