لن يُدرِكَ المجدَ أقوامٌ وإن كَرُموا
حتّى يذلّوا وإن عَزّوا لأقوام
ويُشتَموا فترى الألوان مُسفِرةً
لا صَفحَ ذُلّ ولكن صفحَ إكرام
وَذُو النَباهَةِ لا يَرضى بِمَنقَصَةٍ
لَو لَم يَجِد غَيرَ أَطرافِ القَنا عِصَما
وَذُو الدَناءَةِ لَو مَزَّقتَ جِلدَتَهُ
بِشَفرَةِ الضَيمِ لَم يَحسِس لَها أَلَما
يا عدل طَال الانتظار فعجِلِّ
يا عدل ضاق الصبر عنك فأقبل
يا عدل ليس على سواك مُعوَّل
هلا عطفت على الصَريخ المعْوِل
جارَت بَنو بَكرٍ وَلَم يَعدِلوا
وَالمَرءُ قَد يَعرِفُ قَصدَ الطَريق
حَلَّت رِكابُ البَغيِ مِن وائِلٍ
في رَهطِ جَسّاسٍ ثِقالِ الوُسوق
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا
فَلَيسَ لي معدل عنهم وإن عدلوا
وكل شيء سواهم لي به بدل
منهم وَمالي بهم من غيرهم بدل
ما أحسنَ العدلَ والإنصاف من عَمَلٍ
وأَقبحَ الطيشَ ثم النَّفْشَ في الرجُلِ
العدلُ فرضٌ وبذلُ الفضلِ نافلةٌ
يا ابنَ الكرامِ فعدلاً ثم إفضالا
ملكتَ مالكَ جُوداً لا يُقامُ له
والعدلُ أفضلُ ما ملكتَهُ المالا
جارت على مهجتي ظلما وما عدلت
فليت شعري إلى من في الهوى عدلت
فيملأ الأرض التي قد دحيت
عدلا وقسطا مثل ما قد ملئت
جورا وظلما ذالكم من عترتي
سمي باسمي وتكني كنيتي
عن العدلِ لا تعدلْ وكنْ متيقِّظًا
وحكمُك بين النَّاس فليكُ بالقسطِ
وبالرِّفقِ عاملْهم وأحسنْ إليهمُ
ولا تبدلنَّ وجه الرِّضا منك بالسَّخطِ
عليكَ بالعَدلِ إنْ وُلِّيتَ مملكَةً
واحذَر مِنَ الجَورِ فيها غايَةَ الحَذَرِ
فالعدلُ يُبقيهِ أنَّى احتَلَّ من بَلَدٍ
والجَورُ يَفنيهِ في بَدْوٍ وفي حَضَرِ
أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ
واعدلْ ولا تظلمْ يطيب المكس
زمام أصول جميع الفضا
ئل عدل وفهم وجود وباس
فعن هذه ركبت غيرها
فمن حازها فهو في الناس راس
كذا الراس فيه الأمور التي
بإحساسها يكشف الإلتباس
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ
وَإِذا الأُمورُ تَعاظَمَت وَتَشابَهَت
فَهُناكَ يَعتَرِفونَ أَينَ المَفزَع
وَإِذا عَجاجُ المَوتِ ثارَ وَهَلهَلَت
فيهِ الجِيادُ إِلى الجِيادِ تَسَرَّع
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ
إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها
فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني
غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم
وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ
إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ
لَعَمرُكَ ما الأَبصارُ تَنفَعُ أَهلَها
إِذا لَم يَكُن لِلمُبصِرينَ بَصائِرُ
وَهَل يَنفَعُ الخَطِّيُّ غَيرَ مُثَقَّفٍ
وَتَظهَرُ إِلّا بِالصَقالِ الجَواهِرُ
إذا كان الكريمُ عَبُوسَ وجهٍ
فما أحلَى البَشاشَةَ في البخيلِ
تَاللَهِ لَو عابَهُ الحُسّادُ ما وَجَدوا
عَيباً سِوى أَنَّهُ في خِلقَةِ البَشَرِ
يا مَن لَهُ حَسَبٌ في المَكرُماتِ سَما
مُقَدَّماً فَوقَ هامِ الأَنجُمِ الزُهُرِ