الديوان » الأردن » حبيب الزيودي » سلاماً على وطن الطيبين سلاما

طوافاً على الدار يا صاحبيَّ
فما زال قلبي على عهده أمويّ الهوى
كلما لاح برقٌ، تذكّرَ وادي العقيق
وفاض هوىَ وهياما..
وقوفا بها شدّ روحي الحنينُ
ولما تذكرتُ قهوتَهم في الصباحِ
امتلأتُ ندىً وصهيلاً
وفاح الضحى زعتراً وخزامى..
** **
وقوفاً بوادي العقيق اشتياقاً
وذكراً لأيامه، ومداما..
بنا من تباريحه وحشةٌ
كَسَتْنَا هوىً ذائعاً وسقاما..
ترطنا به حُبَّنا ومُنانا
وأيام صفوٍ وصحباً نشامى..
خيولهم السابقاتُ إلى الفتح
والشاربات المدى والحماما..
فيا وطناً لو دعانا إلى النار
نجعلُ جمرَ لظاها سلاما..
ويا وطناً لو نخانا على الثار
فزَّ له الشيخُ منا غلاما..
شحذنا الضلوعَ له وبرينا
الزنودَ له في الخطوبِ سهاما..
** **
لياليك من بعد حوران
منذورةٌ للأسى والرتابَهْ..
إذن ساهرِ النجم واكتب
أعن غير حورانَ تزهو الكتابَهْ؟؟
وأعرف سوف تمرُّ أغانيك فيها
مرورَ السحابَهْ..
وليست تليقُ المحبّةُ إلا لجاحدةٍ
فتَحَمَّلْ جحودَ الحبيبة، واكتب هواها دموعاً
فما خُلِقَتْ يا أخا الوجدِ إلا لتبكي الربابَهْ..
ويا وطناً من غناءٍ
يطاوعنا القلبُ حين نغنّي هواه
ويعصي إذا ما أردنا عتابَهْ..
أما زالت النار موقدةً،
والدِّلالُ على الضيف سكّابةً
والمضافاتُ مفروشةً ألقاً ومهابَهْ؟؟
سنكتبُ عن أهلنا الطيبين
وعن وطنٍ فيه نبدأُ أشعارَنا
ونتمّمُ فيه الكلاما..
وعن وجه "حمدانَ" يطلعُ في ليلنا قمراً
ويزيّن صدرَ الجنوب وساما..
سلاماً على وطن الطيبين،
سلاما..
** **
سلاماً على حقلنا
وعلى الطرقات البعيدَهْ..
على شارع السلط وهو يفيضُ ظباءَ
على أصدقائي تُعَذِّبُهم في الأماسي
عيونٌ مطاوعةٌ وخصورٌ عنيدَهْ..
على شاعرٍ يتأبَّطُ شرّاً
على نخلةٍ تعبرُ الآنَ بوابّة الطبِّ
طازجَةً ووحيدَهْ..
سلاماً على عاشقين بزاويةٍ من زوايا الفينيق
على "سندويتش" الإذاعة صبحاً وشاي الجريدَهْ..
على صاحبي يترنّحُ بين عناد حبيبته
وعناد القصيدَهْ..
سلاماً على الراح
حتى وإن خان عهدي الندامى..
على قمرٍ كلّما نلتقي في العشيّاتِ
ذوّبني عتباً وملاما..
سلاماً على وطن الطيبين،
سلاما..
** **
وأسألني وأنا أتجول
ماذا دهاني؟؟
وما من ضفائرَ تنثال منها إذا اقتربت منك
رائحة الأهل
والأرض
والشيح
والزعفرانِ..
ولا شعرَ في فاس
لا أصدقاءَ، ولا طرقات تقود إلى توت جيراننا
لا أغاني..
تؤانسني،
فسلاماً على وطن الأغنيات
سلاما..
** **
لنا دارُنا يا ابن عمّي
ولسنا نبدِّلُ بالدار دارا..
فلا خيلنا بعدها تملأ الأرض
إن طاردت فتنةً وغُبارا..
ولا عاشقين هنا..
فسلاماً
على وطن العاشقين،
سلاما..
ونكتب عن وطنٍ فيه نبدأُ أشعارَنا
ونتمّمُ فيه الكلاما..
وعن وجه "حمدانَ" يطلعُ في ليلنا قمراً
ويزيّن صدرَ الجنوب وساما..
سلاماً على وطن الطيبين،
سلاما..
** **

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حبيب الزيودي

avatar

حبيب الزيودي حساب موثق

الأردن

poet-Habib-Al-Zeyoudi@

26

قصيدة

82

متابعين

وُلد الزيودي في الهاشمية بالزرقاء عام 1963 وأكمل الثانوية العامة في مدارسها وحصل على البكالوريوس في الأدب العربي من الجامعة الأردنية عام 1987 والماجستير في الأدب والنقد من الجامعة الهاشمية ...

المزيد عن حبيب الزيودي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة