(توتوناديكا: إلهٌ إفريقيّ مجهول، بهيئة طوطم من خشب.) في رأسهِ بومةٌ شاخصة، وعلى كِتفَيهِ حَيّتان مَوصولتان بكَعكةِ شَعرهِ، في فجوتَين بشكلِ شَمسَين غائبتَين على مَدىً كانَ يرتادهُ من قرونٍ، معَ شعبهِ المجهولِ... حاجباهُ مرفوعان، مع أنهُ لا يَرى، نحو نائبةٍ لا تُرى، أو نائمٌ كالميّتِ الحَنونِ، بينما أَنفهُ كالكوسَةِ المضروبةِ، شاربهُ حليقٌ، ولا يبدو أنهُ شاربٌ أصلاً، من غِلظةِ الشفتَين... لكأنهُ قالَ: "لا يبقَى طائرٌ في عُشّهِ لو قَصَصنا الجَناحَ"، وهو بلا أُذنَين، كمَن هُتِكَت أسرارهُ، أو قَضَى دَيناً بأن باعَ قُرطَ حياتهِ لِقاءَ حِملَيْ طَحينٍ... على رغمِ ذلكَ، "توتوناديكا" بثديَين منتَصبَين، بينهما قلبٌ كزهرةِ لوتسَ مَشلوحَةٍ، بَظْرُها للسماءِ، وهو يميلُ ناحيةَ اليسارِ، في حَدَبةٍ مصنوعةٍ، كالخطأ، بالقناعِ... ربما كانَ، مِن قَبلُ، آدمَ، المُهمَل، في براءةِ فِردَوسهِ، مثلَ صَبّارٍ، عليهِ عناقيدُ أولادهِ، وحَواءُ من ماءٍ، بعدُ، ولا جلاّدَ يلوي فمَه، بالحَنينِ، أَيَصعدُ في الجبلِ، كمُنجِزٍ وَعداً، بحَربتهِ: "إليّ، أخطائي... لأتعافى!"
شاعر ومترجم مصري، مواليد 1955م، القاهرة، خريج جامعة القاهرة، كلية الإعلام قسم الصحافة 1978م. ترجمت أشعاره إلى أكثر من لغة عالمية. أنشأ سلسلة "آفاق الترجمة" في هيئة قصور الثقافة بمصر ...