الديوان » السودان » عبد الوهاب لاتينوس » عن الحب مقام ثان

(1 )
في الحب وحده ، نغرق في مياهِ
قُبلةٍ طازجةٍ كأنها حُلم ؛
حيث يلتصق شفاهان
ويمتزج لعاب الرغبة ؛
لتندفق الشهوة في وعاءِ الروح!
(2 )
في الحب وحده ،
بعد كلِّ صلاةٍ مضنٍ في معبدِ الجسدِ
تتكأَ على أريكةٍ وثيرةٍ ،
بأنفاسٍ تعلو وتهبط بلا إنتظامٍ ،
تحدّق في روحِ الله!
(3 )
في الحب وحده ،
ليكن الجنس شهقةٌ في الروح
صرخةٌ ملحّةٌ للجسد ؛
مقبرةٌ وإنبعاثٌ ، في صراعٍ أزليٍّ
منذ فجيعةِ الخطيئةِ الثانية!
(4 )
في الحب وحده ،
المرأة متاهة خالصة لوجه الحياة
تيه أسمى في اللامعنى!
لتعرفَ الله ، فأنتَ بحاجة إلى معرفة المرأة
ولتعرفَ المرأة ينبغي أن تكون بلا عقل
أن لا تفكّر ، لا تحلل ، لا تفسّر أيّ شيء
فقط تنساق نحو العمق/الغرق
تنساق كأحمقٍ نحو حتفكَ!
(5 )
في الحب وحده ،
المرأة لغز لا متناهٍ
حرثٌ في بحرٍ ،
حيث الزرقة تحجب الرؤية
والأمواج تلسع مؤخرة السماء!
(6 )
في الحب وحده ،
المرأة خطأٌ قاتلٌ مقدسٌ كما الدين!
إذ في المرأة ثمة ما يغري بالموت
أكثر من الحياة!
(7 )
في الحب وحده ،
نقف وجهاً لوجه مع الموت ؛
حيث إصطراع الرغبة ،
عند حافةِ الروحِ وتخومِ الجسدِ!
(8 )
في الحب وحده ،
تظل الكلمة أكبر مِن الحب عينه
أصدق مِن جسدِ أمرأةٍ بكامل عُريه ؛
مِن ردفٍ مكتنزٍ
مِن نهدٍ ناتئٍ
و مِن حلمةٍ منتصبةٍ!
(9 )
في الحب وحده ،
تظل الكلمة أعمق مِن عناقٍ يحبس الأنفاس ،
ويصيب القلب بسهمِ الرعشةِ القاتلةِ
مِن صراخِ جسدٍ تحت وخزِ الشهوةِ
ألذّ مِن قُبلةٍ طازجةٍ!
(10 )
ذا الليل الحالك ، وذا أنا وحيدٌ في ظلمةِ المنافي
حيث الحياة نافذةٌ تطلُّ على الجحيم!
ههُنا بين أحضان المتوسط ، حيث الخراب يسيل
مِن خاصرةِ الوقت ، حيث البؤس نبيذٌ نرتشفه
صباح مساء ، نتوضأ به في حلكةِ الليل ؛
لتكن المرأة وردةٌ أو رصاصةٌ ،
لتكن إكسير حياة أو تعويذة موت ، لا يهم!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الوهاب لاتينوس

avatar

عبد الوهاب لاتينوس حساب موثق

السودان

poet-abdel-wahab-latinos@

50

قصيدة

274

متابعين

الشاعر الشاب عبدالوهاب محمد يوسف المعروف باسمه الأدبي عبدالوهاب لاتينوس، ابن مدينة نيالا المولود في العام 1994م، درس الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم ،عضو مشروع الفكر الديموقراطى، ومجموعات القراءة من ...

المزيد عن عبد الوهاب لاتينوس

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة