(1) حين ينتصف الليل ، ويهبط السواد كنصلٍ يمزق ثياب الشمس ، ويعصب عينيْ الضوء ؛ (2 ) حيث البراءة تذبح بسكينِ الشهوة وتوزع دمائها على ذئابِ الليل إرضاءً لشيطان الجسد الذي لا يعرف غير جنون القتل ؛ (3 ) حيث التأوّهات تصعد إلى قلبِ الليل فتمزق السكون الذي يكتنف جسد الحياة ؛ (4 ) حيث تشرّع زجاج النوافذ فتنحسر الستائر تحت ضربات الريح وتشنق الملابس على صليبِ إنتظار صباح ربما لا يأتي أبداً ؛ (5 ) حيث الله يطرد عباده الملاعين مِن حظيرةِ الفضيلةِ ، فيلوذون إلى حلبةِ الجسدِ لأجل مباراة أخيرة في سباقِ الخطيئة! (6 ) ها أنذا احتمي ببصيرةِ روحٍ أضناها التيه في متاهةٍ تأبى أن تزول ، فتمسّها بعض جنون ، وشيء مِن عينِ الله ، فترى كل شيء لكأنه خلف واجهة زجاج شفاف! (7 ) فتطفو مسحة براءة على وجهٍ مضيءٍ يلمع كبرقٍ في ليلٍ ينذر بالمطر وإبتسامةٍ وضّاءة تشبه موسم حصاد القمح! (8 ) يطفو جسداً ناعماً ينزلق تحت غطاءِ الليل بشرةٌ مغسولةٌ بماءِ الشمس لتغدو كفانوسِ ضوءٍ ينبعث مِن كوةِ ظلامٍ دامس! (9 ) تحت ثقلِ صمتٍ يشنق الضجيج على نافذةِ الليل ، فينبعث مِن ركامِ السكون صوت رخيم بلثغةٍ آسِرةٍ تشبه إلتذاذ أول قُبلة في حياةِ مراهقان يبحثان عن معنى الخطيئة ؛ يهبط كموسيقى تتدفّق مِن حنجرةِ الله ، يهش ذباب الحزن التي تطنُّ حولي يذيب حصى القلب ويصلب الروح على حقولِ الشوق!
الشاعر الشاب عبدالوهاب محمد يوسف المعروف باسمه الأدبي عبدالوهاب لاتينوس، ابن مدينة نيالا المولود في العام 1994م، درس الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم ،عضو مشروع الفكر الديموقراطى، ومجموعات القراءة من ...