في زمن خراب الروح وفوضى العقل ؛ لا أعرف شيءً عن الثورة إذ لم تثقب رصاصةً صدري أو أختنق بالغاز المسيل للدموع في ظهيرةِ قيظ! صِدقاً ؛ لا أعرف شيءً عن الثورة إذ لم يسيل دمي في شوارعها حتى ترتوي أزهار الصبّار التي تزيّن أرصفة الطرقات! كما لا أعرف شيءً عن الوطن إذ لم أحس يوماً بنهده يطعن صدري في إحتضانِ أمٍّ لطفلها أو يثملني رحيق حنانه! لا أعرف شيءً عن الوطن إذ لم أرضع مِن حليب ثدييه ولم أجد سبيلي نحو فم الشمس! بئساً ؛ لا أعرف شيءً عن الوطن فهو لم يكن لي جداراً يسندني في لحظاتِ الإنكسار أو أجنحة تحلق بي في الأعالِ! ها أنذا اليتيم دائماً وأبداً شريدٌ أنا في غابةِ المنافي أجرُّ عربة الخيبة وراء ظهري! وُلِدتُ بصليب على ظهري فمتى يكون خلاصي أو تأتني المجدلية لتهبني قُبلة الموت أو تسكب نبيذاً على جسدي المتعب ؟ يا الله ؛ ها أنذا في المنافي لا أملك وطناً ولا الله أيضاً إذن ، فمَن يُسكت صراخ الطفل داخلي!
الشاعر الشاب عبدالوهاب محمد يوسف المعروف باسمه الأدبي عبدالوهاب لاتينوس، ابن مدينة نيالا المولود في العام 1994م، درس الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم ،عضو مشروع الفكر الديموقراطى، ومجموعات القراءة من ...