لستَ وحدكَ يا صاحبي
من يخونك ظلُّك .
من لا يجيء الصباحُ كما تشتهي
وظلالُ الظهيرةِ تأتي إليك
كما تشتهي
كلُ شيءٍ على وجه هذا التراب
الذي نحن منه
يجيءُ ويذهبُ يا صاحبي
مثلما لا نريدُ
ولا نشتهي.
* * *
لست وحدك
من لا ينام – إذا نام
إلاَّ على فزعٍ
ثم يصحو على فزعٍ ،
كلنا أنت في بلدٍ أفقدته الحروب
براءته
وسماحته
كلنا هو في رعبهِ
وانطفاءتهِ
وبأحلامهِ الغاربةْ
* * *
لست وحدك يا صاحبي
من أضاع اسمَهُ
وعناوين أحزانهِ
وأضاع المكان
واسم المكان
وما عاد يذكر لونَ السماءِ
وصوت المياهِ
ولا أين؟ أو كيفَ تم
اختطاف الظِلالْ .
* * *
لستَ وحدك يا صاحبي الهارب
المتخفي في اللاّ مكان
البلاد التي أنت فيها
ومنها
اختفتْ.
صارت اللاّ مكان
لا وجودَ لها في خريطة ِ
شمس الضحى
لا وجود لها في خريطةِ
ليلِ المكانْ
* * *
لستَ وحدك يا صاحبي
من يحدّق مستوحشاً ذاهلاً
نحو لا شيء .
في صحوهِ لا يفرّق بين الدخانِ
وبين الغمام،
بين عتمتهِ وقناديل ضوءٍ
يشرشره جسدُ الكلمات
على حافة الليل
عند سقوط الظلام .
* * *
لستَ وحدك يا صحابي
من يسير على دَمهِ
كل حيّ على ظهر هذي البلاد
التي أثخنتها الحروب
يسير على دمهِ
كلنا من يخوض الحروب
ويغسلنا دَمُها
رغم أن بقيةَ أجسادِنا
كخيال "المآتةِ" مصلوبةٌ
ومسمّرةٌ في زوايا البيوتْ .