(إلى الصديق العزيز الشاعر "جلال الحلالي")
1
أجمل الأصدقاء
وأخلصهم في المودةِ
من لا ينام إذا ما سهرتَ
ومن بـِعصاه ينش ذبابَ الكلام
الذي يتناثر حولكَ
يحميكَ من طعنات الكبار
ولؤم الصغار
ومن نفرٍ لم يجيدوا
سوى مضغ أحقادِهم
وافتعال الخصامْ
2
آه يا أصدقائي
ويا أخوة القلب
كيف تكون الحياة
إذا ما خلت من بهاء الصديق
وضوء الكتاب ؟
وكيف تطيب
لقلبٍ وحيدٍ
يشق الطريق المدمّى
بلا صاحبٍ مشفقٍ
أو كتابٍ نديم ؟!
3
سلام على الأصدقاء
الذين اصطفيتُ
ومنهم تخيرّتُ صفوةَ عمري
رفاق الطريق
أراهم فتورقُ أشجارُ روحي
وتخضرّ في فميَ الكلمات .
كثيرٌ هو الليل
موحشةٌ ضفتاه،
إذا غاب وجه الصديق
وأخلى المكانَ لظلٍ حزينٍ
من الذكرياتْ
4
أصدقائي الذين أُحب
حلمتُ بهم
قبل أن نلتقي
منذ نار البدايات
لم يفترق ماؤنا
تتقاطع أرواحنا
وروائح أحلامنا
ثم يجمعنا حب سيدةٍ
من تراب يديها أكلنا
وفي ظلها تترعرع أشواقُـنا
والكلامْ .
5
أصدقائيَ – والحمد لله –
كُـثْـر
وكلُّ له شمسُهُ
وسماواتـهُ
تتعدد في الفن أحلامنا
وهواياتنا
بيد أنـّا جميعاً
لنا أرضنا
ولنا شمسُنا الواحدةْ
6
أصدقائي،
شغوفون بالشعر
والكلمات الرهيفةِ،
بالبحر والنهر،
بالورد من قبل أن تتفتح أوراقهُ
يعشقون غناءَ العصافير
أعينُهم عالقاتٌ
على ملكوت السموات
تبحث عن قبسِ من جلال الصداقة
في زمن الغدر واللاّوفاءْ
7
أصدقاؤك هم أنت
إن خاب ظنك في واحدٍ
فهو أنت
لأنك حين ارتقيت
الى عتبات الصداقة
لم تتمثلْ قواعدها
وتوقفت منفعلاً
تـَتـَسقـّط بعضَ الهـِناتِ الصغيرةِ
تلك التي ليس يبرأ منها حكيمٌ
ولا يتجنبها أنبلُ الأصدقاء.