(إليها في محنتها القاسية وليلها الطويل) 1 لا أَحَبَّ إلى الروح منها، ومن اسمها، من بهاء المكان الذي هبطت فيه من جنة الله بين سماءٍ وبحرٍ وأرضِ ملونةٍ وفضاء. 2 أنا من أجلها أقهرُ الروح كي تغمض الطرف عمّا ترى من دمٍ وخرابٍ وفوضى وما لا يطاق. 3 كل ما قد رأيتَ من المدن الباذخات بهاءً وسحراً من الصعب ينسيكَ آجُرَّها وشبابيكها المشرعات على زمن موغلٍ في زمان الزمانْ! 4 من هنا ابتدأت خطواتي ومن همسِ أشجارها وحديثِ عصافيرها وجداولها استيقَظَت لغتي ودنا منطقُ الشعر في لحظةٍ حانيةْ. 5 هي سيدتي ومعلمتي ولها وحدها صلواتي وما حملت كلماتي من الضوء ما اقترفت من ظلال الكآبة. 6 "في لساني يمن في ضميري يمن" قلتها منذ خمسين عاماً وسوف أكررها وأطهّر روحيَ في مائها وأريج شذاها. 7 هي في الحرب خارطةٌ من دمٍ وأنينٍ ولكنها بيتُنا في الملمَّات نأوي إليه ويأوي إلينا ومصدر أحزاننا والفرح. 8 هي منكوبة ببنيها بـِشرِّ بنيها بأهوائِهم وخلافاتِهم وبأضغانِهم وبما قد تبقى لهم من رؤى جاهليةْ. 9 يمنُ الله هذا الذي صَنَعته يداه وسَوَّت مشارِقَهُ ومغارِبَهُ، وحّدَتهُ، وقالت له: كن فكان.
ولد الشاعر والأديب اليمني المقالح سنة 1937م،في محافظةإب اليمنية،ويعد من ابرز الشعراء في العصر الحديث،تخرج من دار المعلمين في صنعاء سنة 1960م،الى أن حصل على الشهادة الجامعية سنة 1970م ، ...