(إلى محمود درويش في الذكرى الثامنة لرحيله) محمود قُمْ وانفضْ تراب القبر واخرج كي ترى يكفيك يا محمود موتاً يكفيك نوماً وأنفض تراب الموت يا محمود ثم أحفر على الجدران والأبواب: ماذا بعد ؟ إن الطقس حيث تنام مقبولٌ وإن الطقس في وطن العروبة لاهبٌ يشوي الحجارة والعظامْ، * * * محمود، قم ما زلتَ حياً، وهنا ثيابك لم تزل مكويّةً وأنيقةً وهناك يا محمود عند سريرك الخالي كتابٌ ربما قد كان آخر ما قرأت وفي حواشيه كلامٌ غير مكتملٍ وأوراق تئن وتشتكي لسريرك الخالي من الصمت المخائل والفراغ. * * * محمود صار الليل، ليل الحزن والآهات مكتملاً فقد ضاع الفراتُ وضاع دجلة والشحوب يلف وجه النيل ما أقسى الزمان! الأرض يا محمود تنزف والضحايا من بني الإنسان يتلو بعضها بعضا وتأكل بعضها بعضا، فقمْ، لا تعتذر فالوقت يستدعي حضورَكْ . * * * محمود قم كثرتْ قضايانا وما عادت قضيتنا الكبيرةُ غير جرحٍ غائرٍ في العمق عند بقيةٍ ممن يرون بأنها كانت وسوف تظل مفتاح القضايا كلها، لا دَمّ يا محمود سوف يجفّ إن بقيت قضيتنا الكبيرة خارجَ المعنى وبين مقوساتٍ من كلامٍ مائعٍ يغتاله "الخبراء" عاماً بعد عام. * * * الناس يا محمود جوعى خائفون الخبز شحّ الأمن شحّ سماؤنا جفّتْ وما عادت –كما كانت تمد حقولنا ماءً وصارت –يالهول الأمر تمطرنا جحيماً لاهباً والأرض ما عادت –كما كانت حقولاً تنبت الزيتون والرمان بل ميدان حربٍ تزرع القتلى تعال.. تعال وانظر ما جرى للأرض والإنسان. * * * محمود حتى الله –جل الله أغلقَ بابهُ ما عاد يسمع حزننا وأنين جرحانا لأن ذنوبنا حجبتهُ حالتْ دون رحمتهِ وأن صلاتنا صارت لغير الله، للحكام والأصنام، صارت للبنوك وللبيوت النافذةْ .
ولد الشاعر والأديب اليمني المقالح سنة 1937م،في محافظةإب اليمنية،ويعد من ابرز الشعراء في العصر الحديث،تخرج من دار المعلمين في صنعاء سنة 1960م،الى أن حصل على الشهادة الجامعية سنة 1970م ، ...