الديوان » العراق » سعدي يوسف » ثلاثية أيضا

كم قلتُ لكِ : الليلةَ لاتأتي ...
أنا مَرمِيٌّ في أسفلِ بئرِ السُّلَّمِ . كم حاولتُ ( الأمرُ لعِدّةِ ساعاتٍ ) أن أخطو ، حتى أُولَى خُطُواتي ، لكني احسستُ بأني ملزوقٌ ، أني مخلوقٌ من سالفِ أيامِ الخَلْقِ ، بلا قدمَينِ ... أنا الزاحفُ . لا يمكنني أن أزحفَ . لستُ التمساحَ ، ولا يمكنني أن أسعى ، لستُ الحيّةَ . مرميٌّ في أسفلِ بئرِ السلَّمِ . أسمعُ من حيثُ انا ، المطرَ المُسّاقِطَ ، أسمعُ بين الغفْلةِ والأخرى طيراً ليليّاً
هل أنا أسمعُ صوتي ؟
كم قلتُ لكِ : الليلةَ لاتأتي ...
سيكون فراشي خشباً بمساميرَ . الغابةُ في ما يبدو خلفَ بُحيرةِ قارونَ تعالتْ في شِبْهِ تهاويلَ .. نباتٍ يُسْمى شجراً ، لكنّ الأغصانَ تُدَلِّي أذرعةً ورؤوساً . لن يأتي الطيرُ ، ولن أشهدَ أغنيةَ السنجابِ على العشبِ . الساحةُ مقفرةٌ منذ سنينَ ...
قرونٍ ؟ قد كنتُ رأيتُ ، ولكنْ قبلَ سَبِعْمائةٍ ، ما أوشكَ أن يغدو مَرْكَبةً لفضائيينَ . بساطاً للآتي . لكني الآنَ سجينٌ في بئر السلَّمِ
هل أنا أسمعُ صوتي ؟
كم قلتُ لكِ : الليلةَ لا تأتي ...
هل يتفكّرُ مَن في بئرِ السلمِ ؟ أعني ما معنى أن يتفكّرَ مَن في بئرِ السلّمِ ؟ في الساحةِ يحتشدُ المحتفلونَ . وثمّتَ أضواءٌ وتهاليلُ . نبيذٌ يُمْتَحُ من بئرٍ . كانت شمسٌ ذاتُ وَقودٍ ذَرّيٍّ تتألّقُ في الساحةِ . ما معنى أن أتذكّرَ ، ضبطاً في هذي اللحظةِ ، أنّ العقعقَ أبيضُ / أسْودُ ؟ أن السلَّمَ يُمْكِنُ أن يُرقَى ، أنّ بلاداً كالبصرةِ يمْكنُ أن تُمْحَى في لحَظاتٍ ، أنّ عراقاًما لم يكُنِ ، البتّةَ ، بيتي ...
هل أنا أسمعُ صوتي ؟
كم قلتُ لكِ : الليلةَ لا تأتي
!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سعدي يوسف

avatar

سعدي يوسف حساب موثق

العراق

poet-Saadi-Youssef@

120

قصيدة

565

متابعين

سعدي يوسف شهاب،ولد عام 1934 بالبصرة.وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954.عمل سعدي مدرساً ومستشاراً إعلامياً, ومستشارا ثقافياً, ثم رئيساً لتحرير مجلة (المدى) الدمشقية, ثم تفرغ للشعر. غادر العراق في ...

المزيد عن سعدي يوسف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة