الديوان » سوريا » خليل شيبوب » أما آن القلب أن يهدأ

عدد الابيات : 30

طباعة

أما آن القلب أن يهدأ

وللدمع في العين أن يرقأ

وللجسم في العمر أن يستريح

وللداء في الصدر أن يبرأ

وللنفس في الوجد أن تستقر

وللنار في القلب أن تطفأ

علام وفيم عذابٌ طويلٌ

وعمرٌ قصيراٌ له أنشئا

مللتُ الزمانَ بما قد حباني

وما قد أعدَّ وما هيَّأَ

أَكاذيب لكنها تُطمِعُ

النهى وتكون لها مرتائ

ويألفها العقل مستقرياً

فيرعى الأكاذيب مستمرئا

أرجى شفاءً وميعاده

إذا أنا شرافته أرجئا

وأن الشباب كثوبٍ ولكن

إذا ما تخرَّقَ لن يُرفأَ

هو العزم سيفٌ إذا لم يثلِّمهُ

ضربٌ فلا بدَّ أَن يصدأَ

لو أني طلبت علوّاً لما

رضيتُ لنعلي السهى موطئا

ولكن رأيتُ القناعة في ال

عيش أروح للقلب بل أَهنأَ

فضيَّعتُ هذي وذاك ورح

تُ أفتش عن غرض خبئا

وما غرضُ النفس إلا القريب

سواءً أَأُجمل أم جزِّئا

يناصبها الحرب يوماً فيوماً

ويوردها الحتف آناً وآ

وما السرُّ في نيل ما أنت تطلب

في العمر إلا بأَن تجرأ

فزعتُ إلى الليل مما أرى

وقد فزع الليلُ مما رأى

إذا أنا أضوتني الداجياتُ

رأيتُ الدياجي لي أَضوأَ

وأشقى البرية مثلي طريدٌ

يكونُ الظلامُ له ملجأَ

أَراجعةٌ في الزمان أماني

الحياة ومدنية ما نأى

وهبه دنا إنَّ بعض الشراب

يغادر شاربه أَظمأ

أيا رب ذا الكون حرف من اسمك

لكنما اسمك لن يقرأَ

تعامى على مقلٍ لو رأت

لكادت من النور أن تفقأَ

ومن بهر النورُ ما جرَّ ذنباً

ولا عُدَّ في عمره مخطئا

ربأتُ بنفسي عن أَن تضلَّ

ومن لي بنفسي أَن أربأ

وأحببتُ عمري على أي حالٍ

فناءً سريعاً يرى مبطئا

وهمّاً ينازعني راحتي

وبؤساً يرى الأحسن الأسوأَ

لقد زهدتني الحوادثُ في حياتي

فأَسلمتُها مُبرئا

ولم ألفَ يوماً أَسيفاً لأَني

صحبتُكَ يا دهرُ مستهزئا

والزمني الصمتَ أَن المعيد

إن هو إلّا الذي أبدأَ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل شيبوب

avatar

خليل شيبوب حساب موثق

سوريا

poet-Khalil-Shayboub@

95

قصيدة

88

متابعين

خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب. شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس. سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية. له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان ...

المزيد عن خليل شيبوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة