الديوان » سوريا » خليل شيبوب » يا رب قد طال السقام

عدد الابيات : 36

طباعة

يا رب قد طال السقام

فإلى مَ لا يأتي الحمام

وعلى مَ في وادي الدموع

أعيش يُفنيني الضرام

أرجو من الحبِّ الشفاءَ

لعله يشفي الأوام

والقلبُ بيتُ اللانهاية

ما له غير الغرام

أطلقه يا رباه يلق ال

حب في دار السلام

إني خرجت إلى الوجود

فلا وراءَ ولا إمام

أمشي كما يمشي المسافر

تحت أذيال الظلام

في مأزق لا أعرف البد

ءَ البعيد ولا الختام

فانهار بي جرفُ الحياة

إلى حضيضٍ لا يُرام

وعدا الزمان بما أعدَّ

من الملمات العظام

سودٍ دواهم وقعهنَّ

أشد من وقع السهام

ولقيتُ خلقاً كل أمرهم

التنازع والخصام

لا يفهمون لعيشهم

معنى التجامل والوئام

فُطِروا كما فُطر الكباشُ

على التناطح والصدام

فرأيتُ آمالي شعاعاً

طار في ذاك الزحام

وعلمت أن سعادة الدنيا

مصانعةُ الأنام

وأبى لي الطبع النزيهُ

مودة القوم اللئام

فكأنني في النسا جزءٌ

ما له بهم التئام

إن متُّ لم يحزن محبٌّ

أو حييت فلا ابتسام

فبكيت لكن هل تعي

د العمر أدمعي السجامي

وأسفتُ أني لم أنل

حظي ولم أقض المرام

أسفَ الطريد على مواطن

كن جناتِ السلام

مثوى جدودٍ نخبةٍ

ومبيت أحباب كرام

وحسدتُ فرخِ الطير حين

إلى جناحِ الأمِّ نام

وحسدت تربَ الأرضِ إذ

منه نضيرُ الغصن نام

وحسدتُ أنفاسَ النسي

م غدا بها عَبَقُ الخزام

وحسدتُ أزهار الجنا

ئن حين ضمَّتها الكمام

ضاقت عليَّ الكائنا

تُ فلا قرارَ على مقام

أغدو وحالاتُ التيقّ

قُظِ مثلُ حالاتِ المنام

لم يبقَ من جسمي سوى

ما أَبقت الكُربُ الجسام

نفسٌ يُردِّدهُ الفناءُ

على ضريح من عظام

إني زهدتُ فلا رجاءَ

فهل أَعودُ ولا دوام

من كان يخشى منتهى

التعسِ الملمِّ فلا ملام

رباه عفوك إنني

أدعوك يا ربَّ الأنام

فمتى أموتُ وأستريحُ

وينقض هذا السقام

وأقولُ في قبري على

الدنيا ومن فيها السلام

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل شيبوب

avatar

خليل شيبوب حساب موثق

سوريا

poet-Khalil-Shayboub@

95

قصيدة

88

متابعين

خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب. شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس. سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية. له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان ...

المزيد عن خليل شيبوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة