الديوان » سوريا » خليل شيبوب » ماذا يفيد المرء مدمعه

عدد الابيات : 30

طباعة

ماذا يفيد المرءَ مدمعُهُ

ينصبُّ والأشحاءُ تستعرُ

هل تُرجع الماضي الدموعُ وهل

تحيي الذين طوتهم الحفر

لم تشف منيأس وكم نهكت

جسماً فزال شبابُه النضر

والدمعُ أن جاشت غواربهُ

لغةُ النفوس وسرُّها الحصر

تقذي وتحمرُّ العيون به

فكأنما بجفونها شرر

هذي المنى تجري على قدرٍ

يروي الذي يجري به القدَر

والنفس كالأفلاك أن أَفلت

فيها النجومُ وغُيِّبَ القمر

ضلَّ السبيلَ السَفرُ وانقطعت

آماله وحياتنا سفر

يا من ينوحُ على فراقِ أخٍ

اللَه يجزل أجرَ من صبروا

المرءُ ليس مخلداً أبداً

ومماتُه لا بد منتظر

والراحة الكبرى إذا طويت

أيامُه والعينُ والأثر

كم نائمٍ في القبر يحسده

عالي السرير وليلُه سهر

ومقطبٍ في اللحد يغبطه

متبسمٌ وفؤادُه ضَجِر

حيٌّ وكل حياته حذرٌ

والقبر لا أمنٌ ولا حذر

والموتُ مرحمةٌ والينُ من

بسط الحرير التربُ والحجر

إن كان قد كبر المصابُ به

فلأنه من معشر كبروا

قصرت لدن قُصفت شبيبته

إن الشبيبة عيبها القصر

والزهر إن نضرت مباسمه

تأتي السَمومُ فيذبل الزهر

كان الطيب فلم يفده وقد

صال الحمامُ وحارت الفكر

كان الي يسلي الضفافَ إذا

دلّوا وقام الدهر ينتصر

كان الذي يأسو الجراح إذا

نغلت وأفسدها الدم الكَدِر

يَجتَثُّ مبضعهُ مفاسدها

حتى تعودَ الروح تنتشر

اليوم عوفي من متاعبه

وكأنما منه انقضى الوطر

إن الطبيب اللَهُ خالقنا

وداوؤه في الخق مشتهر

ما صحبة الإنسان غير ضنىً

في تيه كونٍ كله غِيَر

والعيش داءٌ لا دواءَ له

إلّا الردى وبه اشتفى البشر

لو لم نَمُت لم نَحيَ فيه فيا

للنفح يجلبُ ذلك الضرر

سلم إلى الرحمن فهو يرى

ما لا تراه عقولُنا الحُسُرُ

واذكر أخاك بكل محمدةٍ

فهو الذي أَيامُه غرر

قد عاش فينا واسمه رجلٌ

ومن الرجال كأنهم صور

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل شيبوب

avatar

خليل شيبوب حساب موثق

سوريا

poet-Khalil-Shayboub@

95

قصيدة

88

متابعين

خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب. شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس. سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية. له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان ...

المزيد عن خليل شيبوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة