الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » أضلني الغيى عن سبل الهدايات

عدد الابيات : 88

طباعة

أضلّني الغيى عن سبل الهدايات

لما امتطيت مطيات الضلالات

ولو منحت من التوفيق موهبة

أزاحني الرشد عن طريق الغوايات

أنا المفرط في حب الإله فيا

خسراي قد أصد التفريط مرآتي

أنا المسىء أنا الغر الكذوب أنا

الخب الخؤون أنا ركن الإساءات

ما حيلتي ما اعتذاري إن سئلت

وقد أوقرت ظهري بأوزار وزلات

وكيف لي باعتذار لا تقوم به

لي حجة عند توجيه المحاجات

يا قلب حتى متى لا تنتمي أبدا

عن التقلب في مهد الإرادات

يا نطق حتى متى لا ترعوي أبدا

عن بث ما ليس يغني من مقالات

يا لحظ حتى متى لا تنثني أبدا

عن لحظ ما ليس يجدي من خيالات

يا سمع حتى متى لا تتئد أبدا

عن سمع ما ليس يغنى من مناجات

يا نفس حتى متى لا تكتفي أو ما

علمت أن غدا يوم المجازات

يا أرحم الراحمين العفو عن وجل

لم ينهه العلم عن خوض الجهالات

يا أرحم الراحمين العفو عن دنف

لم يشفه الطب من داء الدنيات

يا أرحم الراحمين العفو عن غرق

لم ينجه العوم من بحر الإضاعات

أطاع داعي التصابي والهوى أسفا

وكيف ينجو مطيع للصبابات

وخاضّ في الخطايا والذنوب وهل

ينجو المجلجل في بحر الخطيئات

يا ويحه من مسىء مدنف قبحت

حالاته فتراها شرّ حالات

لا يرتجى أحدا إلاك يرحمه

فارحمه يا فاطر السبع السموات

يا رحمة الله صوبا منك يمطرني

فضلا فقد أمحل العصبان ساحاتي

يا رحمة الله جودا منك يجبرني

منا فقد ضيع الحرمان أوقاتي

يا رحمة الله سترا منك يشملني

عفوا فقد أظهر العدوان سوءاتي

أعوام لهو كايام قد انقرضت

بأشهر قضيت زهوا كساعات

أل أندب ما أفنته من عمري

بأدمع اشعلت نيران لوعاتي

لعل تنفح للغفران نافحة

فيذهب الحزن إقبال المسرات

وكيف لا أرتجي عفو الإله وقد

أبديت عذري لعلام الخفيّات

وجئت مستشفعا مما جنيت بمن

نال الشفاعة في أهل الجنايات

محمد المصطفى الهادي الرسول إلى

كل الأنام بىيات جليات

الحاشر العاقب المختار من شهدت

بما آدعاه براهين الأدلات الفاتح

الخاتم الماحي الذي افتتحت

به النبوءة ختام الرسالات

ماضي العزائم أخاذ الغنائم

غفار الجرائم كشاف البليات

ضخم الرسيغة جرار الكنيبة

ميمون النقية وهاب الجزيلات

مبدي العجائب منصور الكتائب

محمود المناقب وضاح الهديات

كنز اللوامع برهان الطوالع مفتاح

المطالع مصباح المقامات

ذو المعجزات التي ما نالها أحد

أعظم بها من جليات جليلات

من شق غيوان كسرى عند مولده

وانقضت الشهب من أفق السموات

ونار فارس أطفا جمرها وبه

غاضت بحيرة ساوى بعد فيضات

وخاطبت الوحوش العجم مفصحة

عن صدقه بعبارات مبينات

وأشبع الجيش بالزاد القليل فلم

يخشوا لكثرتهم ضر المجاعات

ومن اصابعه فاض الزلال فقل

يا حبذا النيل في وقت الزيادات

أوفى النبيل ان عدو السابقة

وأعظم الرسل إن عادوا الآيات

تجمعت فيه أقسام الكمال كما

تقسّمت فيه أوصاف الجلالات

لو كان للبحر جزء من مواهبه

ما ضر بالدرر القر النفسيات

ولو كسا الشمس وصفا من محاسنه

ما جهم الأفق زنجي الدجنات

مطهّر القلب وضاح السنا قمر

مبرأ القول معطار التحيات

موشّح برداء النصر متخذ

بعزة الأكرمين الروح والذات

ما زال يجهد والجبال يظهره

على العداة باسرار خفيات

حتى حمت بيضة الإسلام سطوته

في عشّها بالرماح السمهريات

ولاح ضوء نهار الدين واتضحت

شمس الهدى واختفى ليل الضلالات

في معشر حصدوا زرع الغواية من

رأس الجحود ببيض مشوفيات

من كل ممتطىء للنهد مدرع

لا ينسه لمسه ظفر العمرات

ألصائنين بسمر الخط يوم وعى

مسارح الدين من شعواء غارات

والملبسين ثياب الذل كل كم

من العداة بأسياف عربات

والحايزين بأحساب وبيض ظبا

بحبوحة المجد والشم الرفيعات

والمعجمين حروف الجسم إذ كتبت

أقلام أرماحهم سطر الرزبات

ولا تشكّى ولا نشكى العدا في الحرب من

ظمإ غلا سقوهم بكاسات المنيات

ما أرعدت في سما الهيجا بوارقهم

إلا همى وبل وطفاء الجراحات سادوا

بصحبه خيرا الخلق واتصفوا

عند الفخار بأنساب عريقات

السادة الغرّ من أنبا بسؤددهم

نص الكتاب فهم أشرف سادات

أنوار داجية أنوار مسبغة

أغمار أعطية أقمار هالات

أنجاد أندية أنجاد معركة

أطواد معلوة آساد غابات

كأنهم لكمال المجد بيت علا

نور النبي به مصباح مشكاة

فهو الحبيب الذي وحدت مقصده

عن الأنام لأحوال مهمات

وهو الكريم الذي أعددت مدحته

يوم المعاد لآثام عظيمات

اسعى على جوده سعيا يبشرني

بنيل ما أرتجيه من لبانات

فتنتهي بي إلى افضاله مدح

تستلزم النيل من بحر الكرامات

يا هل رسول يؤدي ما أوجّهه

إلى الشفيع المرجى للملمات

ويبلغ الخلق أني ضيف أنعمه

لا أختشي الضنك في محو وإثبات

مطوق بهبات صادح بثنى

ينسى الحمائم في سجع ورنات

أحبر المدح في خيز الكرام عسى

ألقى به الفوز من هول المصيبات

فأنعم بجائزة لابن الخلوف فقد

وافى يرجي أياديك الكريمات

وكيف لا أرتجي الفوز العظيم ولي

في مدحه سر إخلاص المحبات وقد

تراءى لعيني في المنم على

أتم اوصاف حالات الكمالات

ومد كفيه نحوي ثم رحب بي

والبشر منه ضمين بالسعادات

يا أكرم الرسل من أنس ومن ملك

واشرف الخلق من ماض ومن آت

إني مدحتك كي أرجو التخلص من

إشراك ديني وآثامي وزلّاتي

ما إن مدحت بأبياتي علاك

ولكني امتدحت بعلياكم أبيات

واشفع بفضلك فيما قد جناه وهل

ترجى الشفاعة إلا للجنايات

يا رب واكلا بجاه المصطفى كرما

مولاي عثمان من شر البليات

واعضده بالنصر والفتح المبين

وكن عونا له في الملمات المهمات

واحفظه من كيد ذي بغي وذي

حسد بما حفظت به أهل العنايات

واغفر له واعف عنه وأته منحا

تنيبه الخلد في دار الكرامات

واحرس له حوزة الإسلام واحم به

معاقل الملك من أهوال آفات

ليصبح الدين في عز وفي دعة

ويغتدي الشرك في ذل وحيرات

وصن حمى مالكي المسعود وارع له

ولاية العهد يا مولى السعادات

وانظر إليه بعين العطف تكرمة

وامنحه جدواك يا معطي العطيات

واخصص بأزكى صلاة منك دائمة

خير الأنام المرجى للشفاعات

ما هزّ كفّ الصبا عطف القضيب وما

عنّى الهزار على أغصان بانات

وآله الغر والأصحاب ما رتعت

غزالة الصبح في أدواح دارات

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة