الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » رأى الفجر تعبير الدجى فتبسما

عدد الابيات : 328

طباعة

رأى الفجر تعبير الدجى فتبسّما

وصافح أزهار الربا فتنسّما

ولاح جبين الصبح في طرة الدجى

فخلت بياض الثغر في سمرة اللما

ورق لواء البرق لما تلاعبت

سوابق خيل الريح في حلبة السما

وأوتر رامي البرق قوس سحابه

وأرسل نحو الأرض بالقطر أسهما

وقد بل أردان الثرى دمع مزنه

تناثبر من أسلاكها فتنظما

وجر على هام الربا ذيل ويله

فدبج أثواب الربوع وسهما

وشاب لجين الطل عسجد بارق

فدنر أزهار الربيع ودرهما

وشمر كف الروض أكمام نوره

ووشح أعطاف الغصون وعمما

وقبل ثغر الزهر وجنة ورده

فأحسن بذا دا وأحبب بذا فما

وكلل عقد النور جيد أراكه

تغنى بها القمري بحرا وهينما

ودار بساق الغصن خلخال جدول

كما سور التجعيد للنهر معصما

وطارحه ذكرى حبيب ومنزل

وما كان يدري ما الهوى فتعلما

وأظهر بالتغريد سرا مكتما

وجدد بالتغريد وجدا تقدما

وأظهر للعشاق في الحب شرعة

يدين بها من كان منهم متيما

فيا ليت غيما قد تالق برقه

وحل عزاليه وسح وديما

وأيمن إبراقا فاعود مشيما

وأعرق إرعادا فانحل متهما

سقى طيبة الغرا وهل بأفقها

وحل بمغناها وحيّ وسلما

وخيّم بين الشعب والربع آهلا

فقالا له أهلا وقالا ألا أسلما

وبلغها عني تحية مغرم

أشار إليها بالبيان مسلما

كئيب إذا ما أضرم الوجد ناره

جرى الدمع من عينيه في خده دما

وإن لاح برق أو ترنم طائر

شكا وتلوّى وأبكى وترحما

وماس قوام البان يرقص نشطة

لبرق تراءى أو حمام ترنما

وهب نسيم الروض من جحر زهره

وأفعم أنف الجو لما تنسما

وما هاجني إلا تألق بارق

بكيت على حكم الهوى فتبسما

وعانق من خوط الأكاة معطفا

وقبل من ثغر الأقاحة مبسما

تلوى بأكناف السحاب فخلته

حبايا تلوي أو جبانا تلوما

وخط بطرس الجو سطرا مذهبا

ففضّضه قطر الغمام وأعجما

وتغريد قمري على غصن بانه

طربت لنجواه فغنى وزمزما

وكحل بالياقوت جفنا وناضرا

وخضب بالحنا كفا ومعصما

وكلل بالأنواء جسما وهامة

نوسربل بالأنوال صدرا ومحزما

ووشى جناحيه وقلد جيده

بمسك وبالتبر المذاب تلثما

وأعجم بالتغريد أحرف نطقه

وأعرب بالتلحين ما كان أعجبما

فناجاه دمعي بالإشارة مفهما

وحسب المناجي أن أشار فافهما

خليلي هل صافحتما راحة الهوى

فراحة مغرى صار بالحب مغرما

وقد ذقتما كاسات حب شربتها

على ثقة أن ليس بعتادني ظما

وهل خضتما بحر الأسى أو وقفتما

بساحله والبحر يخشى إذا طما

ومما شجى قلبي واسبل عبرتي

تألق برق في غمام تجهما

أراعي انشقاق الفجر من أبرق اللوى

وأرعى طلوع الشمس من جانب الحمى

وأعطف أعناق المطي معرجا

وأنشق أنفاس النسيم ملثما

فأجريت طوفان الدموع تلهّفا

وأضرمت نيران الضلوع تألما

ويممت ترب الدار الشم تربها

ومن لم يجد إلا التراب تيمّما

فيا نار أحشاء ويا ماء أدمعي

أما مشفق ألقاه أرحم منكما

ويا نوم أجفان وسلوان خاطري

دعاني وشأني فالسلام عليكما

ألا رب بحر للدجى خضت إذ أرى

به العيس غرقى والكواكب عوما

أردّد في الأفلاك طرفي كأنني

اشيم بروقا أو أراقب أنجما

وأحمل من نجم السماك مثقفا

وأرسلف من شهب الكواكب أسهما

وألمع من فوق المجرة أبيضا

وأركب من فرع الأدجنة أدهما

إلى أن أماط الفجر فصل لثامه

ونور بالأسفار ما كان أظلما

ونبه داعي الصبح إذ هبت الصبا

لواحظ زهر كن في الليل نوما

فخوضته بحرا من النور آخذا

بقصته أسقيه من شدة الظما

وأصبحت أعلوه أغر محجلا

كحيل أديم المتن ألمض أرثما

وديمومة داومت فري أديمها

بمرهف خطو العيس فذا وتوأما

وأغشى حمى ليلى وإن كان قيسها

أعد لمن يخشاه جيشا عرمرما

ولم أنتدب إلا سهاما مفوقا

وعوجاء مرثانا وقلبا مصمما

وأبيض بسام الفرند مجوهرا

وأسمر مصقول السنان مقوما

واشهب يعبوبا طمرا مضمرا

طموحا مروحا أعوجيا مطهما

جرى هازئا بالبرق والريح مسرعا

فأدرك ما عن نيل أدناه أعجما

تضمخ بالكافور والمسك وارتدى

رداء ظلام بالصياح تسهما

أشم لجيب المتن أعين سابحا

أقب غليظ الساق أجرد صلدما

قصير المطي والرسغ أتلع صافنا

طويل الشوى والذيل أغذف شيظما

تختل سرحانا وساير كوكبا

ولاحظ يعفورا ولاعب أرقما

فاسرج لما إن توثب جارحا

وألجم لما إن تثاوب ملجما

فلم أربدرا مسرجا بهلاله

سواه ورقا بالثريا ملجما

وأورق ضخم الخف أعوج بازلا

شمندل رحب الباع أقود أبهما

ذلولا لعوبا شذقميا مكلثما

أمونا صموتا أرحببا عثمثما

إذا خب عاينت الحروق وداحسا

وإن سار أنساك الجديل وشذقما

منيف إذا الساري تسنمه اغتدى

كمرتقب خال الهلال فعلما

فليت به فود الفلاة ولم أزل

أروح وأغدوا طائرا ومحوما

ولا حاجة في النفس إلا امتداحا

أبا القاسم الهادي النبي المعظما

بشيرا نذيرا صادق القول مرسلا

حبيبا خليلا هاشميا مقدما

تقيا نقيا أبطحيا مبجلا

سراجا منيرا زمزميا مكرّما

صليع فم أقنى أزجّ مفلّجا

مسيحا عظيم الهام فخما مفخما

طويل ذراع بادنا متماسكا

رحيب يد ضخم الكرادس حضرما

على كل خط من أسرّة وجهه

شواهد تهدي الناظر اللمتوسما

وفي كل عضو منه أو كل شعرة

لسان يجيب السائل المتفهما

أجل الورى قدرا وأعلى مكانة

وأحسن أخلاقا وأحسب منتمى

وأقراهم ضيفا وأبينهم هدى

وأصومهم صيفا وأمنعهم حمى

وأخشعهم قلبا وأسمحهم يدا

وأفصحهم نطقا وأعطرهم فما

وأصبح وضاحا وأدعج مقلة

وأطيب أنفاسا وأحلى تبسما

وأترف أطوافا وأطول ساعدا

وألين أعطافا وأزكى تبسما

وأعظم أحلاما واقوى مهابة

وأرعب أعلاما وأرشق أسهما

وأقطع أسيافا وأحصن محجنا

وأقوم أرماحا وأنفذ الهذما

وأصدق برهانا وأظهر حجة

وأكثر تنويلا وأوفر مغنما

وأول إيجادا وآخر مبعثا

وأسهل تشريعا وأوضح مئسما

نبئ براه الله من قبل آدم

وأرسله للخير بعد معلما

نبئ براه الله من قبل آدم

ولولا سناه لاغتدى الكون مظلما

نبئ ترد المجد والبأس حلة

مفوفة فيها الكمال مجسما

نبئ بعلياه توسل آدم

فتاب عليه ذو الجلال وكرما

نبئ حمى الجبار شيتا بجاهه

وبوا إدريس المكان الذي سما

نبئ به نوح نجا في سفينته

وقد أغرق الطوفان من كان أجرما

نبئ به هود نجا يوم عاده

وقد هلكوا بالريح فدا وثوأما

نبئ بعلياه تبتّل صالح

فنال به نصرا وعزا وأنعما

نبئ به لاذ الخليل فأصبحت

له جمرة النمرود روضا منمنما

نبئ فدى إسماعيل بالكبش ربه

له وله في الشعب أنبع زمزما

نبئ به إسحاق كرم فاعتلى

وأعقب يعقوب القميص المكرما

نبئ به الصديق يوسف قد نجا

من الجب إذ ألقوه فيه ليعدما

نبئ به لوط نجا إذ دعا على

بغاة سدوم إذ أحلوا المحرما

نبئ به أيوب أنقذ إذ شكا

يلاء أصاب اللحم والعظم والدما

نبئ به زكى شعيبا إلهه

وأهلك بالأرجاف مدين عندما

نبئ به إلياس قد طارفي العلا

رفيقا لأملاك السموات حيثما

نبئ به الخضر استجار فلم يخف

وأصبح منظورا مفيدا معلما

نبئ به موسى ارتقى مرتقى سما

وخصصه المولى وعز وكلما

نبئ به هارون أعطاه ربه ال

حبورة والقربان فضلا متمما

نبئ به ذو الكفل عز محله

وذو النون أنجاه من اليم إذ طما

نبئ بأضوا نوره اليسع اهتدى

ويوشع باهي والعزيز تحما

نبئ به داود أوقف طيرا

وأرب أجبالا وللسرد أحكما

نبئ به قد سخر الجن والهوى

سليمان ثم الوحش والطير في السما

نبئ به يحيى الحصور أرتقى كما

به زكريا لم ير النشر مؤلما

نبئ به عيسى المسيح شفى الأذى

وأحي به الموتى وأبرى من العمى

نبئ به سعد وشق وروقه

وقس وجدل أخبروا وابن اكثما

نبئ به الأصنام والجن أنطقوا

بصادع حق جل أن يتكما

نبئ رأت لما توالد أمه

معالم بصرى معلما ثم معلما

نبئ له غاضت بحيرة ساوة

وضاءت قصور الشام واعتزت السما

نبئ له قد شق إيوان فارس

وأخمد من نيرانه ما تضرما

نبئ أتته للرضاع حليمة

فما صد عنها بل أبر وأنعما

نبئ قضى بالعدل حال رضاعه

فلم يرضع إلا ما له الأخ أسهما

نبئ به قد شرف الله طيبة

كما شرف البيت العتيق المعظما

نبئ له قد صارت الأرض مسجدا

طهورا إذا ما الماء عز تيمما

نبئ علا فوق البراق إلى العلا

إلى أن تولى غيره وتقدما

نبئ رقى السبع الطباق مجاوزا

إلى مشهد فيه رأى وتكلما

نبئ دعي أنت الحبيب فسل تنل

وقل يستمع واشفع تشفع مكرما

نبئ له الباري زوى الأرض كلمها

ليعلم أن الملك يبلغ كلما

نبئ أعاد الشمس بعد غروبا

وأبقى عليها بالجلالة منسما

نبئ دعا النخل العظام فاشرعت

إليه تشق الأرض شقا مقوّما

نبئ له صدر السما انشق طائعا

وحن إليه الجذع شوقا وكلما

نبئ أتت طوعا لنصرته الصبا

فآوى منيبا حيث عاقب مجرما

نبئ يؤم الرعب رايات جيشه

مسيرة شهر حيث صار ميمما

نبئ أعاد الجدل غصنا منورا

كما قد أعاد العدق سيفا مصمما

نبئ هدى أبدى لعمار ما اختفى

وأن ابن هند شاء عمرا ليحكما

نبئ هدى قد نوه الله في الضحى

به وبه في نون باهي وأقسما

نبئ هدى شق الملائك قلبه

يرفق لأمر ما وسر تكتما

نبئ هدى لولاة لم يخلق الورى

ولا العرش والكرسي والأرض والسما

نبئ هدى لو لم يكن أفضل الورى

لما أم في الأرض ولا أم في السما

نبئ هدى لم يخظ باغ بكيده

ولم يخش كيدا من له الحق سلما

هو الأول الهادي هو الآخر الذي

تأخر إرسالا وخلقا تقدما

هو المنذر الماحي البشير الرضي

الذي تحلى بدر الفضل ما تحلما

هو السيد المولى هو المنقذ التقي

هو الأرفع الأزكى مقاما ومنتمى

هو المصطفى المختار خير الورى الذي

دنا فتدلي قاب قوسين أو كما

هو المجتبى المبعوث للخلق رحمة

فلله ما أحيا وما أحمى وأرحما

هو الطاهر البادي هو الباطن الذي

أبان لنا ما كان عنا مكتما

هو العلم المودوع علما وحكمة

هو الزمن المضروب عبدا وموسما

هو الحاشر الداعي هو العاقب الذي

إذا أحجدم الرسل الكرام تقدمال

هو الشافع المقبول والأوحد الذي

إلى حوضه يدعو ليروي من الظما

هو الطود إن أرسى هو النجم إن سرى

هو السبيل إن أجري هو البحر إن طما

هو الغيث في محل هو الليث في وغى

هو الزهر في روض هو الزهر في سما

هو الذروة العليا التي ليس ترقى

هو العروة الوثقى التي لن تفصما

هو النقطة الأولى التي قد تاصلت

هو الجوهر الفرد الذي لن يقسما

هو الغاية القصوى التي ليس يعدها

مطار ولو طار المعاند محوما

هو المقصد الأسنى الأعز فلا تحد

ويممه تلقى الخير نحوك يمما

وأنى لمن لم يتخذه وسيلة

رشاد ولا لمن صده العمى

أحاط الورى عدلا وعمهم رضا

فألف بين الشاة والذئب في حمى

نبئ به لاذ البعير من الردى

فأنقذه مما شكا وتظلما

نبئ أجار الضب والظبية التي

شكت حرما يلقى بنوها من الظما

نبئ أرادت زينب كتم سمه

فحذره لحم الذراع وأعلما

نبئ به قد صدق الذئب فاهتدى

بتصديقه الراعي ودان وأسلما

نبئ لفرط الصوم شد فؤاده

بصلد ولو شاء الطعام لأطعما

نبئ إذا ما غض جفنا لحكمة

تيقّظ قلبا ليس ينفك ملهما

نبئ حمى الإسلام من كلماته

بأنفذ من وقع السهام وأحكما

نبئ أحل الله مكة ساعة

له وحماها عن سواه وحرما

نبئ دعا لصنام فانثن وقعا

لأوجهها صرعى وقد كن جثما

نبئ أتاب الجن طوعا له وقد

أبان لهم قولا صحيحا محكما

نبئ هدى في كفه سبح الحصى

وأورق فيها العود وانفجرت بما

نبى قضى الباري بنصر لوائه

فلو شاء لم يتبع خميسا عرمرما

نبئ هدى قد نزه الله ظلّه

وحاشاه من وقع الذباب تحوما

نبئ هدى أعطى قتادة في دجى

المطيرة عرجونا أضاء له كما

نبئ هدى أوهى ركانة مثلما

أباد أبا جهل اللعين وذمما

نبئ هدى أردى أبيا بطعنة

وعافى بتفل الريبق ما كان مؤلما

نبئ هدى أبا قريشا بما حوت

صحيفتهم فازداد جاحدهم عمى

نبئ هدى أنبا خديجة بالذي

أبان له جبريل عنه وفهما

نبئ هدى أبدى لفاطمة الرضا

فقرت به عينا وطابت تبسما

نبئ ابدى لعائشة الذي

به صنع السحر اللئيم ابن أعصما

نبئ هدى أنبا برؤيا صفية

وقد عاينت في حجرها قمر السما

نبئ هدى أزواجه صرن في علا

أبر وأعلى في الجنان وأنعما

نبئ هدى لاذت به بنت حاتم

ففك لها الأسرى وجاد وأنعما

ولم يرض أن يعزّى أبو لهب له

ونول سلمان القرابة فانتمى

وصير كسرى للجحيم معذبا

وقاد إلى المأوى النجاشي منعما

وولى أبا بكر خلافته التي

أبرت على كل المقامات منتمى

وأيد بالفاروق عصبة دينه

وخصص عثمان ببنتيه منعما

ووالى عليا حين واخاه فاغتدى

أخا ونيسيبا وابن عم وأعظما

وأتحف عميه السقاية والوا

وباهى بسبطيه الملا وهما هما

وشيد بالأصحاب أركان دينه

فحلوا مقاما لا يخاف تثلما

فمن مثله أو مثل أصحابه وهم

نجوم منيرات إذا الأمر أبهما

هم السادة الغر الذين نفوسهم

سمت فاستخفت يذبلا ويلملما

هم القوم للهيجا وللدين والندى

فالله ما أقوى وأسنى وأقوما

هم الغادة الصيد الذين لعزهم

أتمت خضعا شم الممالك رغما

هم أبصروا نور الهدى فهدوا إلى

اشعته إذ أصبح الكون مظلما

هم رقموا أردان حلة دينهم

فأضحى طراز الحق بالحق معلما

بحور بدور في السماح وفي الدجى

غيوث ليوث في محول وفي حمى

سوار رؤاس إن حيوا وإن احتبوا

وناهيك ما أعلى ماقما وأكرما

نجوم هدى سنوا التواضع في العلا

ومن سن في العليا التواضع عظما

صلاتهم بالجود أضحت موانعا

لسائل ما يولوه أن يتذمما

هم ما هم فالهج بذكرهم ودن

بحبهم تمسي وتصبح مكرما

أليس بأن الله شرفهم به

وشرف من أثنى عليهم وعظما

ولم لا وقد حازوا بصحبته علا

وفخرا وتعظيما وفضلا متمما

نبئ لعين الكون أصبح ناضرا

وروحا لجثمان المعاني مقوما

شفى العين من داء وأوقفها ذكا

وأعملها حرفا وأرسلها سما

مبارك إبرام ونقض إذ احتبى

ليبرم منقوضا وينقض مبرما

وجانس بين العلم والحلم والتقى

فلله ما أنقى وأتقى وأحلما

وطابق بين المنع والبذل فاغتدى

سخيا منيع الجار طلقا عشمشما

عفو عفيف عن جناة ومعزم

وفيّ حريّ أن يؤمّ فيمنعا

أعاد بنفث الريق عين قتادة

فكانت من الأخرى أجلّ توسما

وأبرا عين حيدر يوم خيبر

وأنبت شعر الأقرع الراس محكما

وأم الكثيب الصعب فانهل سائخا

بضربة فاس ما أحد وأحكما

وخاطبه الطفل الرضيع مصدقا

بأنت رسول الله أزكى الورى انتما

ودرت بسر اللمس شاة أم معبد

كما قد شفى بالريق ساقا تهشما

وباللمس قد عادت لعائد غرة

وشق خبيب عاد باللمس مثلما

وكف ابن عفرا قد أعاد لحينها

بتفلته فاعتز كفا ومعصما

ورد الأجاج الملح معسول ريقه

شرابا سواغا بعد ما كان علقما

وأطعم ألفا من صواع فأشبعوا

وروى بعس جيشه من لظى الظما

وذلّ له الفحل الشرود ولم يكن

يطاق فلما إن رآه تذمما

واوسع أهل الجهل علما ورأفة

ولان لأرباب الجفاف وترحما

سما ببدر للغواة مصارعا

فما أخطأت منهم شقيا مذمما

ومال إليه فيء دوح بحيرة

وكم قد وقاه الغيم حرا مضرما

وكم معجز في الشعب أبدى ليتقى

وكم آية في الغار أبدى ليكتما

وفي الغار نسج العنكبوت أبان عن

فخار به باض الحمام وخيما

وساح إلى ضبعيه طرف سراقة

فأنجاه لما إن دعاه مسلما

وصدقه الوحش النفور مسلما

وصلى عليه الصلد جهرا وسلما

وأنبأ عما كان أو هو كائن

حذيفة حتى صار بالغيب معلما

أذل لأجل الكفر ابن ربيعة

وعقبة والعاصي وقيس المذمما

وأقصى أبا جهل وقد جاء كافرا

وأدنى أبا ذر وق جاء مسلما

مجيب إذ يدعى مجاب إذ دعا

عظيم إذا باهى كريم إذا انتمى

تجمع فيه كل معنى مقسم

وهل ثم معنى غير ما فيه قسما

ثناء كما عم الربا نشر طيبها

وباس كما سلت يد البرق مخزما

وجود لو أن الغيث جاراه لأنثنى

على عقبيه ناكصا متذمما

ومجد كسا العلياء تاجا مرضعا

وقلد جيد الدهر عقدا منظما

وعلم ملئن الصحف منه فأشرقت

إلى أن أنارت في الدجنة أنجما

وعدل أعار الشمس افضل ذيلة

فجرت على الآفاق سجفا مرقما

وعزم لسيف الاقتضا متقلدا

وحزم لطرف الاهتدا متنسما

وعز أظل الخافقين فخلته

على أفق الدنيا سماء مخيما

ثواقب فخر ليس يخبو اتقادها

ولو قطب الداجي ومد وجهما

جلى لجيد الدهر إذ صار عاطلا

وزهر لداجي الأفق إذ عاد مظلما

ألا رب حرب رامه فتقطعت

عداه وشهم رامه فتذمما

بنقع كأن الأرض تنبت أغصنا

بأرماحه والحق بمطر أنجما

تخال به العقبان الفن للقنا

فتحسب ورقا في ذرا الأيك هيما

إذا ابتسمت فيه المواضي عن الردى

تدرع درعا سايريا محكما

وإن أم صفا للقتال مكبرا

يصلي العدا جمر الوغى المتضرما

وإن ضاعف الدرع الكمي لحربه

ومثله في النفس مات توهما

وإن لبس التثليث درعا حصينة

تسل يد التوحيد أبيض مخذما

وإن هز بند الغي أبدى سرادقا

من النصر فوق الأرض مد وخيما

وإن صال عباد المسيح فقل لهم

ستصلوا بعباد الإله جهنما

وإن سألت لسن القنا عن مرادهم

يقرون حتما ما أرادوا تكتما

ألم يعلموا أن ضلل الله سعيهم

وصيرهم للبيض والسمر مغنما

طغوا وبغوا إذ صييروا الفرد ثالثا

لإثنين جل الله رب ابن مريما

أليس بأن الله سواه مثلما

بقدرته سوى من الترب آدما

مغيث مبيد ذو أياد أسالها

فعمت فجاج الأرض بؤسا وأنعما

تواضع إخباتا وعز جلالة

وعاقب تأديبا وعف تحلما

فسل عنه بدرا أو حنينا أو خيبرا

ومكة والبطحاء والشعب والحمى

وسل أحدا والغمر والخندق أو فسل

مريسيع واسال طائفا واحد عنهما

أجار الحمى عزا ورفع صحبه

وداس العدا ركضا وأرى الوغى دما

وعمر من رسم العلا كل دارس

وأظهر من سر الهدى ما تكتما

فكم مارد جلا وكم غيهب جهلا

وكم سائل أغنى وكم خائف حمى

وكم كف ضالا وجاد لمهطع

وخيب محتالا وأبرأ مسقما

حمى بيضة الإسلام في خدر عشها

ولن يسلم الضرغام غيلا ولا حمى

إذا فعل الفعل الجميل أتمه

وما كل فعل تجده متمما

وإن عم محل الأرض أخصب جوده

فأثمر ما شاء العفاة واطعما

وإن حل متن الطرف عاينت نسورا

تسنم سيلا في مجاريه مفعما

وإن قال لم يترك مقالا لقائل

وإن صال لم يترك مواضيه مجرما

وإن مد للأعداء في النقع أسمرا

أرى الأسد الضاري يقلب أرقما

وإن شمرت عن ساقها الحرب ألبس

العداة لباس الموت أحمر عندما

وإن شمت برقي بشره وابتسامه

سقاك غماما من عطاياه منجما

ومهما احتبى في الدست عاينت مفردا

إذا سار للهيجاء عاد عرمرما

وإن خطبته الحرب أمهر بكرها

سيوفا وأرماحا ونقطا وأسهما

تهلل ثم انهل جودا فلم تعج

على بارق إن هل أو سح أو همى

وأغنى فما التيار عب عبابه

لديه وما الشؤبوب إن هو ديما

مواهب لا يخشى فطاما رضيعها

وما ارضع الغيث الأراضي ليفطما

أما والذي أنشا الندى ويمينه

لقد جاد إذ مل الندى وتجهما

وحل العلياء في الذروة التي

ترى الزهر فيها تحت نعليه جثما

أعندك من علم الغيي أم أنت مخبر

بما شبّ من وجد لدمع همى دما

وهل فيك ظلّ مبرد لوعة الجوى

وهل فيك طلّ مذهب لوعة الظما

وأي ظلال أو زلال لمعتد

أطاع الهوى طفلا وكهلا وبعدما

وخاض بحار الزهو واللهو راكبا

على متن مجهول المعالم إذ همى

وزاد ضلالا حين تاه غواية

وساء مقاما حيث أصبح مجرما

عدا أنه وافى الكريم ميمما

وما خاب من وافى الكريم ميمما

فيا رحمة الله انتصارا مؤيدا

فقد آن للمصدور أن يتألما

ويا رحمة الله انتصارا معززا

فقد ألم العصيان قلبي وكلما

ويا رحمة الله انتصارا مؤزرا

فقد أوهو التفريط ركني وهدما

ويا نصرة الله استجيبي وأسرعي

وكفّي عنّي ضرما البؤس ضرّما

ويا نصرة الله استجيبي وأسرعي

فقد رشق العصيان في القلب أسهما

أما آن أن يشفى عليلا أهاضه

تقلب دهر قد أضر وأضرما

أما آن أن يكفى كئيب أساءه

اعوجاج زمان كان قبل منوما

فيا ويلتاه كم تركت محللا

ويا خجلتاه كم أتيت محرما

ويا حسرتا قلبي ويا سواتاه كم

أضل وأمسى بالضلالة مغرما

ويا لهف نفسي إذ رماها زمانها

بسهميه عن غدر فيا بئس ما رمى

رمى عن قسيّ لم تسدّد سهامها

سوى الفؤاد ساء لما تحكما

أطاع الهوى والنفس والمارد الذي

نهى عن رشاد حيث قاد إلى عمى

أتيت ذنوبا ليس تحصى وكيف لي

بعذر وقد أصبحت بالذنب ملجما

فدهريّ في لهو وقلبي في عمى

وعمري في نقص وذنبي في نما

ولكن أرجي عفو ربي لقوله

أنا عند ظن العبد بي فليظن ما

وأرجو بحبي وامتداح حبيبه

جوائز فضل تعقب الأمن أنعما

ايا خاتم الأرسال يا فاتح العلا

حنانيك قد وافيت بابك مجرما

أليس بأن الله سواه مثلما

بقدرته سوى من الترب آدما

جليل سما عن خلق شيء لذاته

ولكن لطه أبدع الكون محكما

جواد كريم غافر الذنوب ساتر

حليم عظيم مالك الأرض والسما

سميع بصير عالم ذو إرادة

إذا شاء أضاء الكون أو شاء أظلما

هدانا بنور المصطفى بعد ظلة

ووقى به أبصارنا فتنة العمى

وأرسله بالحق للخق داعيا

فزلزل أركان الضلال وهدما

وأظهر آيات الكتاب شواهدا

على ما ادعاه حين أبدى المكتما

وفي الصحف والتوراة عز وفي الزبور

حي وفي الإنجيل والذكر عظما

له قدم في كعبة الحب راسخ

بها في مقام القرب حيا وسلما

ولو لم تكن لله فيه سريرة

لما سبق الرسل الكرام تقدما

أمين على الوحي المنزل عالم

بما حل منه أو بما منه حرما

أقم اعوجاج الحق بعد سقوطه

وشيد من ركن الهدى ما تهدما

إليك قطعت البيد والبيد حمرة

تلظى الهوادي رملها المتضرما

يموج عليها الآل حتى كأنما

به ناقض أو مسه الذعر فارتمى

وما زلت ي عشواه أخبط راجلا

إلى أن أنست النور من جانب الحمى

فكبرت إجلالا وبادرت عزة

وهللت تعظيما وقمت مسلما

وما برحت عيسى إلى أن سرت بها

عوادي ارتحال ترتمي كل مرتمى

فبالله يا عرف النسيم الذي انبرى

وأنجد في ربع الحبيب وأتهما

وهب ذكي الطيب من طيب طيبة

وأنشق آناف العوالي تنسما

وهل بما قد هل في الحي غيثه

ونم بما في الروض من بانه نما

بما بيننا من ذكر سكان يثرب

لدى موقف التوديع في مشهد الدمى

أقم عذر من أقصته آثامه وقم

على قدم العبد الذليل لترحما

وقل لغمام الهب الشعب برقه

وأجراه سيلا أحمر اللون مفعما

ايحسب دهري أنني خاضع له

وأنت ملاذي ساء ما قد توهما

وقد حط رحلي ف ذراك وحبذا

مناخ على العيا أعز وأكرما

ولي فيك مدح يا أخا الجود واضح

ومن يمدح الأجواد يمسي مكرما

ولم أمتدح علياك حتى انلتني

بنعماك يا مختار مغنى ومغنما

فحاشاك أن تقصي محبا ومادحا

له فيك مدح أخدم اليد والفما

وحاشاك أن يخزى وقد جدت في الكرى

له بموالات ورحبت مكرما

فيا رب يا الله يا سامع الدعا

أقل عثرة الجاني وسامح تكرما

ويا رب يا الله كن لي ولا تكن

علي إذا ضاق الفضاء وأظلما

ويا رب كن عوني إذا دعي الورى

فإما إلى عدن وإما جنما

ويا رب وفق واستجب وتولّني

برحمتك العظمى ووفق لأسلما

ومن لم توفقه وترشد طريقه

فكيف يجد نحو السلامة سلما

سألتك بالهادي أجب دعوتي وجد

بما أرتجي يا مالك الأرض والسما

ومن بعتق ابن الخلوف وجازه

بجودك في الدنيا والأخرى تكرما

وسامح ونعم والدي تطولا

ولا تحرق اللهم بالنار مسلما

وصل على المختار والصحب كلما

رأى الفجر تعبيس الدجى فتبسّما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة