الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » هبت رياح الشوق بين الأضلع

عدد الابيات : 257

طباعة

هبت رياح الشوق بين الأضلع

فجرت بأفق الخد سحب الأدمع

وتبلجت أسحار طرفي إذ أتت

آمال قلبي بالبروق اللمع

ونمت غصون الشوق في روض الحشا

وحنت على كبدي حنو المرضع

وعصى التجلد مهجتي وأطاعها

قلق جزعت له وان لم أجزع

وفشا سقامي ما كتمت من الأسى

وخفيت حتى لا أرى في مضجع

وتعرت قدم الكرى لما مشت

في ذيل جفن بالسهاد مرقع

ووصلت صوم صبابتي عن سلوة

وهجعت للبلوى وإن لم أهجع

في ليلة رقم الظلام رداءها

بمنوّر من زهره ومنوّع

حيث الهلال تدب عقربّه إلى

وادي مجرته اللذيذ المكرع

وترى الثريا عقد در والدجى

زنجية وافت بجيد أتلع

والفرقدان يريك لمع سناهما

في الدجن عيني ليت غاب أدرع

والشهب في الآفاق تحسب أنها

رقط الأفاعي في وهاد بلقع

ناومت فيها قطبها ومدامتي

دمعي ونقلي حسرتي وتفجّعي

حتى نضت كف الصباح مهندا

ضربت به عنق الظلام الأسفع

وأبانت الشمس المنيرة وجهها

من تحت غيم شف شف البرقع

فالشمس بين تبرج وتستر

والغيم بين تراكم وتقشّع

والجو بين مزجّح ومنيّل

والروض بين مدبّج وموشع

والنهر بين ممرد ومزرد

والزهر بين منمق ومرصع

والغصن بين موشح ومقلد

والدوح بين مسربل وملفع

والريح بين مشّبب ومزمّر

والطير بين مغرد وموجع

في روضة وشى الربيع ربوعها

بمورد ومعصفر ومجزّع

ورقا خطيب الطير منبر أيكه

يلقى إلى الأسماع أنه موجع

وتبسّم النوار إذ رفع الشذى

عطفا عليه فقل بعطف الموضع

واجزم بحر جداول قد سوغت

رفع الغصون على انتصاب أرفع

واعلم بأن البيد شقة حائك

فدع المطي تشقها بالأذرع

وغذا حللت بمنزل بغنائه

أنخ المطيّ وقف بباب المربع

وافتق كمام الهم عن زهر الهنا

والثم بثغر الدمع خد الأربع

واختم بوقع اللثم ما ضم الثرى

من مهجة صرعت بذاك المصرع

واقر السلام أحبة قد خيموا

في خير مرتاع وأخصب مربع

وصف اكتآبي واغتلاق حشاشتي

وذهاب صبري وازدياد تولعي

واستبق ويل الدمع من جفني وقل

يا جفن جد بالدمع وافعل وامنع

واسأل هذار الحي عني وادعه

هذا مقام القول قم قل وأدع

وانشد فؤاد ظل في تيه الحمى

لما اهتدى بسنا البدور الطلع

وحذار ثم حذار من جزع اللوا

فظباؤه ترعى بواد مسبع

غيد بغور حشاشتي قد اتهموا

إذ أنجدوا بالمنحنى من أضلع

لا يشرعون من الجفون لحربنا

ومن الخدود سوى الطوال الشرع

نظموا المحاسن فاغتدوا كالزهر بي

ن مرصع والزهر بين مرصع

أرخوا ذوائبهم وأبدوا أوجها

تمّت بما أخفاه غيم البرقع

من كل باسمة بثغر لو بدا

للصبح لم تبرزه أيدي المطلع

أو غازلت طرف الغزالة في الضحى

لهوت إليها من محل أرفع

أو ضاحكت ثغر الأقاحة في الربا

لم يزه أفق بالنجوم اللمع

أو ما يست عطف الأراكة في النقا

لشدت بها ورق الغصون الينع

أو قيدت قلبي فإن تخلّصي

بمديح أحمد عمدة المتشّفع

الفاتح الهادي الرسول المصطفى

الخاتم الماحي الهمام الأشجع

القائم الداعي الإمام المرتضى

الصادق الوافي الأمين الأروع

الحاسر العبد الشكور المحتبي

العاقب الليث الهصور الأروع

غيث المواهب غوث ملهوف الحشا

ليث الكتائب معقل المتمنع

عون اليتامى جير مفقود الحجى

كهف الأرامل ملجأ المتضعضع

زاهي الجبين أزج أبلج أشنب

عبل الذراع طويل متن الأصبع

ضخم الكرادس أدغج العينين

أقنى الأنف رحب الصدر فخم الأضلع

رجل العقيقة أخمص القدمين شتن

الكف سهل الخد حلو المنزع

ذو الحلة الخضراء تحت اللمة السو

داء فوق الواضح المتشعشع

علم تراءى في المعالي نعته

والشمس لا تخفى لفرط تشعشع

محمد بن عبد الله من سن الشجا

عة والسخاء لغالب ومجمع

من نسل فياض ابن هاشم ذي العلا

نجل المغيرة نجل نجد مجمع

أحيا كلاب به مآثر مرة

عن فخر كعب عن لوي الأشجع

عن غالب عن فهرهم عن مالك

عن نظرهم دعوى كنانة إذوع

بشرى خزيمة نسل مدركة

ابن إلياس إلهمام الأروع المتروع

ذي المكرمات به ارتقى مضر على

هام السماك إلى نزار الأبرع

الأبرع ابن معد من عدنان في

نسب مكررة يلذّ لمسمع

نجل الذبيح ابن الخليل المرتضى

من نسل نوح نسل إدريس التبع

من انتمى نسبا لشيت المجتبي

الأحسن الصفة الكريم المضجع

فهو ابن آدم في البسيطة رتبة

وأبوه نورا في العلا المترفع

أنبت به التوراة والإنجيل

والفرقان مع آي الزبور المبدع

والجن الكهان أبدوا وصفة

بفصيح ألفاظ وعها من يعي

ويبعثه الأصنام قد ما بشرت

ولبعثه خرّت كقوم صرع

ولأجل مولده السماء تزينت

وهوت كواعبها كطير وقع

وقضت أشعتها على جن غدا

للسمع مسترقا بخرق المسمع

وبنوره الوضاح أمنة رأت

أعلام بصري كالبروق اللمع

وله أنطقت نيران فارس مثلما

غاضت بحيرتها كأن لم تنبع

وتساقطت شرفات كسرى عندما

أحنت عليه سماء زهر طلع

وبه النجاشي اهتدى فأناله

ما لم ينله التبع ابن التبع

ودعا حليمة سعدها لإرضاعه

فيه غدت تدعى بأشرف مرضع

ولحكمة شق الملائك قلبه

وحشوّه معرفة بسر أبدع

طلق جواد ما احتبى في مربع

إلا وأصبح غيث ذاك المربع

في ليلة الإسراء عز بما رأى

وعلا وقد سمع الذي لم يسمع

ناداه قل تسمع وسل تعطى المنى

واشفع تشفع أنت صدر المجمع

عم الورى بخصوص جود حده

قد جار محدود القياس الأبدع

البدر شق لقربه بتشوق

والجذع حن لعبده بتفجع

والشاة أنباه الدراع بسمها

والضب خاطبه بحق مصدع

والغيم ظلله ودان لأمره

لما دعاه بالغيوث الهمع

والصخر لان له وحيته الربا

وأتت لنصرته الصبا بتسوع

ومشى على الرمل المهيد فلم يلح

أثر به للناظر المتتبع

وبأمره رد الغزالة بعدما

عزبت ونجاها لأجل الرضع

ولنحوه الشجر العظام أتت على

ساق بلا قدم كمشي المولع

ودعا بعذق فاستجاب لأمره

وبأمره ولى كأن لم يقلع

وإليه مال الفيء إذ لم يترك

الصحب الرفاق له به من موضع

وبكفه نبع الزلال وأورق العود

الهشيم فيا لها من منبع

وبها الحجارة سبحت وأطال ما

صلت عليه وسلمت في البلقع

وبها الطعام غدا يسبح ربه

تسبيح عبد خاضع متخشع

والغار عز وقد حمى بحمامه

بحرا وبدرا ركبا في أروع

ويسره قد ساخ طرف سراقه

وبه اهتدى لما دعا بتخضع

وبصدقه المولود أنبأ مفصحا

للسان حق كالخطيب المصفح

والذئب صدقه وقد قلب العصا

لعكاشة سيفا حديد المقطع

وبجاهه سلم البعير من الردى

وغدا قرير العين غير مروع

وبنخسة قد عاد شارق جابر

من بعد عجز لا يعن لمسرع

وبخفقة فرس ابن سهل أحرزت

سبق المدى وكذاك طرف الأسجع

وبضربة هد الكثيب ولم يكن

لولاه يشكو حالة المتصدع

وبلمسه درت عناق لم تلد

وكفى بها أصحابه في مجمع

وبنزر زاد أشبع الجيش الذي

من كثرة لو لم يشأ لم يشبع

وبريقه قد رد عين قتادة

وأعاد ملح الماء عذب المكرع

ويد ابن عفرا أصبحت ببصاقة

من بعدما قطعت كأن لم تقطع

وأعد شق خبيب في بدر كما

قد كان بل أبهى بريق أنفع

وبه شفى عيني علي إذ غدا

رمدا بخيبر مستهل الأدمع

وبنضح الماء في محيا زينب

أخفى الغزالة وهو تحت البرقع

ورمى كفا من تراب أوجها

شاهت فلم تلبث لفرط تورع

وببأسه أعيا أبا جهل كما

أوهي ركانة وهو من لم يصرع

وبطعنة أردى أبية في الوغى

وشفى بنفث ساق نجل الأكوع

وعفا وقد عاد الحسام لكفه

من كف غورث للمهول المفزع

ودعا لآل خال أبيه فأمنّت

أسكفه الباب العزيز الأمنع

ودعا لمن تحت العباءة فاغتدوا

كالزهر في نور وعز ترقع

ولأم مالك قد دعا فلذاك فا

ض السمن حتى سد باب المطلع

وأبان عما كان أو هو كائن

لحذيفة البر الصدوق الألمع

وبعزمه ارتجت جبال تهامة

إذ راودته ولم ترم ما تدعي

وبأمره عاد الطفيل لقومه

يدعو بأنة صوته المتشعشع

وبجاهه الأعمى توسل ضارعا

فغدا قرير العين سهل المهيع

وبمسحة عاد الصبي بوفرة

من بعد ما وافى برأس أقرع

وبنوره عادت لعابد غرة

أغنته عن غرر البدور الطلع

ومن الجذام شفى بنفثته وكم

للمصطفى من آية لم تسمع

نور هدى من خيرة لما أتى

بجميل فرقان هدى وتشرع

وهلال رشد لم يزل متهللا

وسحاب جود ليس بالمتقشع

كم قد شفى سقيما وأحيا ميتا

وأباد ضلالا وجاد لمهطع

ولكم أجار بأمنه من مذعن

ولكم أباد بسيفه من مبدع

ولكم أجاد الخصب خصبا مثلما

منع النزيل بعزمة لم تخدع

بطل إذا ارتعد الكماة مخافة

لم يرتعد خوفا ولم يتخضع

يوهي حصاة الحرب غير مشمر

ويهد ركن الخطب غير مدرع

جمع الإله بسيفه فرق العلا

إذ كن بين مبدل ومضيع

حيث الرياح تمد أيديها لكي

تدني بطعن مبطئا من مسرع

والخيل تطفق في بحرا دمائها

والنبل تغرق في الطلى والأضلع

والشم هامت بالقلوب كأنها

تبغي الوقوف على الضير المودع

ولواء أهل الشرك نكس إذ علا

علم الهدى بين اللوا والأجدع

وخيامهم قد قوضت من حينها

بالبيض تقويض الجهام المقلع

فالدين بين تهلل وتبسم

والكفر بين تقطب وتفجع

زرع الطعان فسنبلت قضب القنا

من حينها برؤوس تبع شيع

وتسلسلت خلج الرياء لكونها

جنت بلثم تراب نقع أسفع

في معرك ظلت لكعبة رمحة

المسنون هامات بغير تطوع

وسعت لنصر حسامه زمر العدا

في قوم أو سجد أو ركع

وزعتهم بيد الصوارم والقنا

يا من أباد جموعهم بتوزّع

وأنتل ما لم يعطه إلاك يا حامي

الذما ومنعت ما لم يمنع

وهزمت جيش الكفر بالفئة التي

لم تبق فيها غلة لم تنفع

من كل قوم طاعن أو ضارب

بالسمهري وبالحس أم الأقطع

إن حاربوا وصلوا الخطى بنضالهم

أو طاعنوا وصلوا القنا بالذرع

أو طاولوا طالوا العلا بعزائم

لم يلوها طمع لبرق مطمع

الخافضين العيش بالنصب الذي

جزمت له العليا برفع الموضع

المطعمين الجار قبل توسل

والطاعنين النحر بعد تمنع

فبأي جود لم تفض أيديهم

أم أي حبار لهم لم يخضع

روّوا محبهم بشهد نافع

وسقوا أعاديهم بسم منقع

صحب النبي وخير أمته التي

هي خيرة الأمم الهداة الطلع

التائبين القانتبين لربهم

ألقائمين الساجدين الركع

أسد مخالبها الرماح تقودها

أسد ترد الأسد مثل الأضيع

نصرت به الأنصار في أحد وقد

فروا وكر بهمة لم تبدع

وأراهم في يوم بدر مشهدا

ضنكا تشيب به رؤوس الرضع

وأعاد بالإعجاز هامات الورى

أعجاز نخل خاويات وقع

عذبت مشارعه وقد شرع الهدى

فاشهد بمشرع سؤدد ومشرع

وعضت سواه نجائب الشيم التي

ألقت إلى يده مقادة طبع

بدر ولا كالبدور فيه تكلف

بحر ولا كالبحر ملح المشروع

غيم ولا كالغيم فيه تجهم

ليث ولا كالليث لدن الأخدع

طود ولا كالطود فيه تزلزل

سيف ولا كالسيف نابي المقطع

نمحو به ليل الخطوب وإنما

نمحو بوضاح الجبين سميدع

عقدت عليه خناصر المجد الذي

أضحى يشير له الحلال بأصبع

طبعت على الخلق الجميل طباعه

ما شيمة المطبوع كالمتطبع

فرد تنوع بالمحاسن جمعه

فغدا قوام العالم المتنوع

فرد تثنى جمعه بتوحد

فيه ومنه إليه سر المجمع

فرد ترفع قدره عن مشبه

فسما على هام السماك الأرفع

فرد تنوع بالمعاني منه إذ

جلت معاليه عن المتتبع

فرد تنوع بالسعادة هديه

والحق لا يخفى عن المتيمع

فرد تنوع بالمحاسن نطقه

فإليه يرجع أصل كل منوع

فرد تنوع بالمحاسن لفظه

فإليه يرجع أصل كل منوّع

فرد تنوع بالمحاسن جمعه

فإليه يعزى كل حسن ممتع

فرد تنوع بالمحاسن جمعه

فغدا سليم الذوق عذب المشرع

فرد تنوع بالمحاسن جمعه

فغدا قوام العالم المتنوع

فرد تنوع الجلال جماله

والروض يزهو نوره بتنوّع

فرد تنوع كارم طبعه

فقضى بتوحيد الجمال الأبرع

فرد تنوع بالمحاسن شكله

كالأفق يزهو بالنجوم الطلع

فرد تنوع بالمحاسن جمعه

فلذا ترفع عن دواعي المدعي

فرد تنوع بالمحاسن جمعه

فغدا صباح الكون شمس المطلع

فرد تنوع بالمحاسن جمعه

فغدا قوام النير المتشعشع

فرد تنوع المحاسن جمعه

فغدا قوم النير المتشعشع

فرد تنوع بالمحاسن جمعه

فغدا قوم العالم المترفع

هذا هو الشرف الذي لم يعله

شرف على شرف البدور الطلع

هذا هو الفخر الذي لم تحصه

والبحر لا يحصى بكيل الأصوع

هذا هو الذكر الصحيح فلا تحد

عنه وإن شئت الحديث فألمع

بمديحه جاء الكتاب فما عسى

تأتي به في مدحه يا مدّعي

إن قلت أرغمت الأنوف بأغلب

قالت لك الشيم الكرام وأطوع

أو قلت قد رفع الضلال بأعظم

قالت لك النعم الجسام وأنفع

أو قلت قد منع الوشيح بأمنع

قالت لك البيض الحداد وأقطع

لا تغتر وتظن مدحك قد حوى

ما قد حوى من كل وصف ممتع

أيطيق محص حصر عشر صفاته

لا والذي قد سد عن ذا مسمعي

لكن تقصيري وخبي أحوجا

بي للمديح فمل إليه وأسمع

كهف منيع ما أويت لظله

إلا أويت إلى رحيب مصرع

قسما ولا استسقيت منهل جوده

الا سقيت بكاس فضل مترع

يا من به نجى المهيمن آدما

وعليه تاب بجاهه المترفع

يا من به شيت توسل فاغتدا

في عزة وجلالة وترفع

يا من به إدريس ناجى ربه

فعلا مقاما في مقام أرفع

يا من به أجرى لنوح فلكه

لما طغى الطوفان فوق البلقع

يا من به هود رأى في عاده

ما شاء من سخط مهول مفزع

يا من به قد لاذ صالح عندما

عقدت ثمود قلوصه في المربع

يا من به لوط نجا في قومه

لما ارتضوا فعل القبيح الأشنع

يا من به حل الخليل وقد هوى

في نار نمرود بروض أينع

يا من به سلم الذبيح من الردى

وفداه مولا بكبش أدرع

يا من به إسحاق صير أهله

في خفض عيش وازدياد ترفع

يا من به يعقوب فرج حزنه

إذ شمّ ريح قميص يوسف منبع

يا من به في الجب أصبح يوسف

مستبشرا لم يخش كيد الموقع

يا من به الرحمن سلم عبده

أيوب من ضر وفرط توجع

يا من به زكى شعيبا ربه

وقضى لمدين بالحضيض الأوضح

يا من به موسى استعان على العدا

فأبادهم باليم بعد الضفدع

يا من به هارون قد حاز الحبورة

والنبؤة واللسان الأصقع

يا من به قد لاح للخضر الهدى

وأنال ذا القرنين كل ممنع

يا من به إلياس أصبح طائرا

بين الملائك في الفضاء الأوسع

يا من به داود أوقف طيرا

وبسرد وقفت ذكاء ليوشع

يا من به ذو الكفل والأسباط وال

يسع اغتدوا في عزة وتمنع

يا من به وافى سليمان الهنا

برجوع خاتم ملكه المتمنع

يا من به في اليم أنس يونس

ونجا وقد ناداه أن يتضرع

يا من به آمن العزيز ولم يخف

من قول كهان اليهود الأشنع

يا من به لأبي الحصور تهأت

اسباب صبر عند نشر الأضلع

يا من به يحيى اقتدى في زهده

حتى دعي بالزاهد المتورع

يا من به الأملاك والرسل اهتدوا

لعوارف المولى القدير المبدع

يا من به الصديق صدق إذ رأى

ما قد رأى من آية لم تدفع

يا من به الفاروق فرق مادحا

من باطل بحسام حق مقمع

يا من به عثمان ذو النورين قد

أضحى بنوريه شريق المطلع

يا من به زوج البتول رقى علا

أمسى بها يدعى علي الموضع

يا من به في الحرب طلحة انتمى

لتثبت وتوثب لم يدفع

يا من به ترك الزبير قرينه

عند التجادل كالذليل الأصرع

يا من به سعد علا فرأى العلا

تدعو الفتى زاحم بسعد أودع

يا من به أضحى سعيد آمنا

ببشارة الخلد المقيم الأمتع

يا من به العف ابن عوف قد كفى

الدارين إذ وافى بعيش مقنع

يا من به لأبي عبيدة فتحت

بالشام أبواب الفتوح الأنجع

يا من به الحسنان قد سادا شباب

الجنة الفيحا بسر قد دعي

يا من به عماه حمزة والفتى ال

عباس قد فازا بخير ممتع

يا من به الأزواج والأولاد قد

حلوا ذرا الروض الأريض الأينع

يا من به الصحب الكرام ترفعوا

قدرا على القمر المنير الأبدع

يا من به تنزّه أن يكون لجسمه

ظل لساطع نوره المتشعشع

يا صاحب الدرج المرفع واللوا

والكوثر العذب الألذ الأنفع

يا صاحب الخاتم والعضباء والسيف

المهند والجواد الأتلع

يا صاحب البردين والنعلين والتاج

المكلل والقضيب الأينع

يا ذا الهراوة والغمامة والعلامة

والشفاعة والمقام الأرفع

يا ذا الفصاحة والصباحة والسماحة

والحماسة والجمال الأبدع

يا مرشد الحيران يا كنز الوفا

يا ذا النوال السابق المشرع

يا ذا الوسيلة والفضيلة والأمامة

والصراط المستقيم المهيع

يا صاحب البرهان والسلطان والتأييد

بالرعب المهول الأطلع

يا صاحب الآيات يا من قد حوى

فضلا يقصر عنه جمع مجمع

يا من إليه الخلق تفزع في غد

من موقف ضنك وهول مفزع

إني فزعت إليك في أمسى وفي

يومي وفي الآتي فأمّن مفزعي

وبسطت كف المدح مفتقرا لكي

ألقى الغني يا خير ممدوح دعي

وجمعت فيك مقال كل بديعة

فوق المقال ولم نحط بالأجمع

ونظمت في علياك عقد جواهر

يرويه كل مرسل ومسجع

لأكون في دنياي غير مضيع

وأكون في أخراي غير مروع

فاشفع بجاهك لي وكن لي مكرما

يا خير مأمول وخير مشفع

يا رب يا الله أمن روعتي

وراحم لديك تخضعي وتشفعي

واقبل مديحي في حبيبك وأتني

منك الرضا وتولني في مصرعي

وامنن بعود للحطيم وزمزم

وزيارة القبر الشريف الأرفع

وانعم بعفو عن ذنوب سودت

مبيض وجهي بالقبيح الأقطع

وأجر من النيران جسمي واكسني

في الخلد أثواب النعيم الأمتع

واغفر لآبائي واشياخي وجد

للمسلمين بجودك المتبرع

وأدم صلاتك والسلام على النبي

المصطفى الهادي الرسول الأشفع

وأفق على الأصحاب أسبع حلة

رقم النعيم أديمها بتمتع

ما هل وبل الدمع من وجد وما

هبت رياك الشوق بين الأضلع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة