لا تفصلْ .. مابينَ ضلوعي .. وضلوعي أشجارُ الضفةِ في قلبي أتقدمُ حتى أغنيتي أتداخلُ في هذي الأغصانْ لدمي الألحانْ .. والأرضُ وريدي .. ونشيدي لا تفصلْ .. ما بينَ السرّةِ والميلادِ وعشقي .. من لم يعرفْ بعدُ شوارعَ حيفا من لم يعرف بعدُ أزقةَ عكا فليدخلْ في عظمي وليدخلْ في لحمي .. وليقرأ كلَ تراتيلِ الزمنِ الذاهبِ في لونِ كرياتي .. من لم يعرف جدي الأولْ لم يعرف تاريخَ الأرضِ وموالَ المنجلْ فليحفرْ وليقرأ في كلِ جذوعِ الأشجارْ فليرفع حجراً قطرةَ ماءٍ حبةَ رملٍ ستحدثهُ عن زندٍ عربيٍ أسمرْ عن أصلٍ وجذورْ عن جدي الأولْ عن عشقِ الأرضِ .. وموالِ المنجلْ * * * يا هذا الحب تقدمْ يا هذا العشق تقدمْ موالي أطولُ من كلِ مواويلِ العشاقْ أشعاري حينَ تعانقها حيفا تنتفضُ بآلافِ الأشواقْ جسمي من حبكِ يا حيفا جسمي والروحْ .. كم أصرخُ يا قلبي المجروحْ كم أمضي في هذا الترحالْ ودمي الموّالْ .. أتعبدُ أنْ .. أو أشهدُ أنْ .. بلدي والرمل حدود يدي ويدي من ضلعكَ يا بلدي وعلى أوراقكَ شمسُ غدي أتعبد أنْ .. أو أشهد أنْ .. لهواكَ .. هواكْ يا وطني تلتهب الأسلاكْ ويضيء دمي .. لأراكَ .. أراكْ .. أتوقد حتى قافيتي أتوقد حتى أغنيتي .. أتعبد أنْ .. أو أشهد أنْ .. أرسمكَ على صدري المفتوحْ و أسوح على كفيكَ .. أسوحْ يا وطني .. يا مفتاح الروحْ .. * * * لا تفصلْ ما بينَ الضلعِ وقلبي لا تفصلْ ما بينَ الروحِ وجسمي قدرُ الأحجارِ أنا .. قدري صور الأشجار أنا .. صوري ويدايَ على كل الأبوابْ أنفاسي في كلِ الجدرانْ حتى الغدرانْ تصرخُ من شوقٍ .. يا ولدي جاعتْ ليديكَ حدودُ يدي حتى الألحانْ والثوب الشعبي المزدانْ ما زالتْ تحمل تاريخي تتلونُ بالعبقِ الأخضرْ بالزندِ العربيِ الأسمرْ .. تتحدى أغلالَ الجلادْ وتصيحُ .. تصيحْ .. ما زالت رائحةُ الأجدادْ .. * * * لا تفصل ما بين الشوقِ وعشقي لا تفصل ما بينَ ترابِ الأرضِ .. وخفقي سأشد على ضلعِ الأشجارْ سأعض على شمسِ المشوارْ بدمي .. والروح .. وأغنيتي .. ليكونَ نهارْ .. ليكونَ نهارْ .. ليكونَ نهارْ ..
الشاعر والأديب والصحفي والباحث الفلسطيني “طلعت سقيرق”، ولد في طرابلس بلبنان عام 1953، ولكنه نشأ منذ الطفولة في دمشق وفيها تلقى علومه حتى نهاية الثانوية، حيث درس بعدها في جامعة ...