(قصيدتي إلى الفتاة اللاذقية في عهدها الجديد الباسم بمناسبة زيارتي الأخيرة إلى تلك البلدة الحبيبة التي تفتحت بها صبية بين أربعة جدران أبحث عن الضوء فلا ألمحه إلا في نفسي) أنت من دنيا بعيده من بلاد السحر والفتنة أنتِ كيف جئتِ وبعينيك شعاع ذبت فيه والتمعتِ أمن الفجر طعلتِ حدثيني عن مغانيك عن الفتنة فيها حدثيني وعديني أن تروّي حرقة الشوق عِديني حدثيني عن رؤاك ودعيني ألمح الدنيا بأحلام هواكِ كيف تحيين مع الزهر المندى في الربيعِ ومع العصفور في السرحة في العش الوديعِ أو تغضّين لياليكِ بلا حزنٍ ولا ذرف دموعِ أنا يا حسناءُ لم أشعلْ شموعي في ربوع السحر والفتنة لم أشعلْ شموعي ربّ طفل عاش يا أختاه من غير طفولهْ كبتوا في ظلمة المهد ميولهْ غربتي كانت مريرهْ في بلادي وجهادي عندما كنتُ صغيرهْ يا جهادي وبياضي غاب في دنيا سوادي بخرافات كثيرهْ عصبوا عينيّ لم ألمح من الدنيا سوى دارٍ صغيرهْ فتوغلت بإحساسي بقلبي بالبصيرهْ فعرفتُ الكونَ آلاماً وأطماعاً حقيرهْ ولمحت الكون جنّاتٍ نضيرهْ كنت في حزني غريقه وبرغم السجن كانت لي طريقه لحن عصفور جريح يتألم حالم في نغمة الإبداع ملهم يرسل اللهفة في جرح الحياة للحياهْ ويصلي للإله بطفوله ويغني للبطوله غرّدي يا حلوة يا حلوة العينين للعهد السعيد عهدك اليوم افتتان الزهر بالفجر الوليد واسحري قلبي وزيدي يا نشيدي وطن حر فلا ظلم ولا عسف قيود آه ما أجمله عهداً به تزهو الصبايا في رحاب العلم والتحرير لا تخشى الرزايا آه ما أجمل أن تعلم فالجهل خطايا يا صبايا اسكبي اللحن بدنيانا طهورا وارفعي راية أوطانك نبلا وشعورا علمي الزهرة أن لا يذبل الزهر غرورا أنت للنور هدايا وإلى الجيل مرايا اصقلي نفسك فيه وعديه بأمانيه ورفّي في العشايا
عزيزة عمر هارون شاعرة وأديبة سورية، ولدت سنة 1923م، في مدينة الاذقية،ودرست في مدارسها،وتربت في مهد النعمة والفضيلة، وتلقت العلوم العربية على الأستاذ الشيخ سعيد المطره جي.
شغفت منذ صغرها ...