الديوان » مصر » جابر قميحة » لحن الوفاء

عدد الابيات : 52

طباعة

وأرى الليل مشرق البسماتِ

دافق النور عاطرَ النسماتِ

فيه روحُ الشروق والمجدِ والآ

مالِ والحب والرضا والحياة

إنه العيدُ .. عيد جامعةِ الفهـ

ـدِ .. ربيع العلوم والمكرُمات

درة الجامعات في العلم والتخـ

ـطيطِ والسبق في خُطى التقنيات

إنه الحفل ضم رهطا كريما

من رجال أتوا ومن أمهات

ألف بدر أنارت الأفق والوجـ

ـدان والأحاسيسَ والشرفات

وازدهتْ شرفة بضيف أمير

ومدير وصفوة من سَراة

وأرى الأرض تزدهي بشباب

في ثياب مذهَّبات الشيات

يرفعون الأعلامَ فاليوم نصرٌ

بعد أن جَنوا طيبَ الثمرات

أيها السائرون في موكب العلـ

ـم سلاما معطرَ الوجنات

بارك الله في خطاكم، ودمتم

للمعالي كالأنجم النيرات

اسمعوا الزغاريدَ من أمهاتٍ

تسكرُ الليل بالمنى العطرات

زغردي، واسعدي فإن الأماني

أصبحت واقعا جميل السمات

كنت أماهُ – نبع حب فعشنا

نتفيا ظلاله الوارفات

كيف أنسى وأنتِ طول الليالي

في سهادٍ وحيرةٍ وشتات

إن غشاني شىءٌ من الهم والسُّهـ

ـدِ، ومس من تافه الوعكات؟

لستُ أنسَى – والشوق شلالُ حزن

في مآقيك – أدمعا ذارفاتِ

في عناق عند الوداع إذا ما

حل وقت الفراق والدعوات:

لا تطلْ – يا بنيَّ – حبلَ انقطاع

واحضُرنْ كي نراك في العطلات

أو فصِلنا بهاتفٍ أو بريد

فالبعاد الطويل أضنى حياتي

إن يوما تغيبُ فيه ليومٌ

كشهور تمتد .. بل سنوات

يعرف الشوق من يكابد شوقا

ساعرَ الجمر، حارق اللذعات

وافترقنا، وأنت للهم نهبٌ

وأنا للعلوم والتقنيات

كلما خارت العزيمة مِني

حثني منك طاهرُ الدعوات

فارودُ الدروسَ درسا فدرسا

وكأني في خاشع الصلوات

يا أبي البرَّ إنني حين أخطو

بطموح وعزة وثبات

لست أنسى كِلماتِك النيراتِ

في وصاةٍ، تعد خيرَ وصاة

ملءَ قلبي جعلتُها وعيوني

ودليلي وشمسَ دربِ حياتي

غاية العمر أن تعيش شريفا

طاهرَ النفس، رائعَ الوثبات

فلتكن يابنيَّ – كالطود عزا

وثباتا في حكمة وأناة

قمة فلتكن، ولاتكُ سفحا

فسفوح الجبال للحشرات

وعلى قمة الجبال تموت الـ

ـريحُ، والسحْبُ والسيولُ العواتي

ثم تبقى أعاليَ الطودِ شمسا

لا تبالي بصولةِ العاصفات

واعبد الله في المعامل دوْما

وخذ العلمَ من رجال ثقات

إنما يخشى الله – بالحق – ذو علـ

ـم مكين يقود للصالحات

لا تكن مِعولا لهدم حياةٍ

ولتكنْ ساعدا لغرس نبات

زرع السابقون حتى أكلنا

فازرع اليومَ للذي هو آتي

ما أحَيْلي الإيثارَ والحبَّ صفوا

والتآخي في قمة الطيبات!!

تعستْ أمة إذا ما تهاوت

في حفير من فاحش المنكرات

لا ترومُ الأخلاق إلا قشورا

لا سلوكا وحكمة من هُداة

إنها أمة الزوال ستفنى

وبنوها في الوجودِ كالموميات

رب راقد في التراب سيبقى

خالدَ الذكر، فائق النبضات

في قلوب الورى دماءً وفكرا

وضياءً ينير دربَ السراة

بينما مات – وهْو حيٌّ – شقي

فاسدُ الرأي، خائرُ العزمات

فلتكن – يا بني – حيا حياة

تبعث الروحَ في خمودِ الممات

ها أنا – يا أبي – أسير سعيدا

رافعَ الرأس، مشرق القسمات

وأرى وجهك الكريم وأمي

في سعود معطر النبرات

تغمران المكان حبا وفرحا

في احتفال يفيض بالنشوات

انظراني، فقد جنيت الأماني

واقعا مثمرا بهيَّ السمات

وأنا الغصن، إن أتيتُ ثمارا

دانيات من أكرم الثمرات

فسيبقى الفضل الأصيل دواما

لأصيل من أنبل الشجرات

لأب فاضل، وأم رءوم

ربياني على كريم الصفات

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جابر قميحة

avatar

جابر قميحة حساب موثق

مصر

poet-gaber-komeha@

9

قصيدة

174

متابعين

الدكتور جابر المتولي قميحة، شاعر وأديب مصري. ولد في مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية بشمال دلتا النيل، بجمهورية مصر العربية. سنة 1934م، حاصل على المؤهلات الآتية: ليسانس دار العلوم التربوي، من كلية دار ...

المزيد عن جابر قميحة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة