عذاب أن أحيا من دونك وسيكون عذابا أن أحيا نعم .. يبقى أملي الوحيد معلقا بتلك الممحاة السحرية التي اسمها الزمن والتي تمحو عن القلب كل البصمات والطعنات كلها ؟ اذكر بحزن عميق أول مرة ضممتني اليك وكنت ارتجف كلص جائع وكنا راكعين على الأرض حين تعانقنا كما لو كنا نصلي اجل ! كنا نصلي ... أذكر بحزن عميق يوم صرخت في وجهي : كيف دخلت حياتي ؟ آه أيها الغريب ! كنت أعرف منذ اللحظات الأولى انني عابرة سبيل في عمرك وانني لن املك إلا الخروج من جناتك حاملة في فمي إلى الأبد طعم تفاحك وذكراه ... أذكر بحزن عميق انني أحببتك فوق طاقتك على التصديق وحين تركتك ( آه كيف استطعت أن اتركك ! ) فرحت لانك لم تدر قط مدى حبي ولأنك بالتالي لن تتألم ولن تعرف أبدا أي كوكب نابض بالحب فارقت !.. فراقك مسمار في قلبي واسمك نبض شراييني وذكراك نزفي الداخلي السري وها أنا أفتقدك وأذوق طعم دمعي المختلس في الليل المالح الطويل لم يعد الفراق مخيفا يوم صار اللقاء موجعا هكذا ... وأيضا أتعذب لما فعلته بك بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك لقد مات الأمل ولذا تساوت الأشياء ... واللقاء والفراق كلاهما عذاب و ( أمران أحلاهما مر ) ...
غادة أحمد السمان كاتبة وأديبة سورية.ولدت سنة 1942م، في دمشق،ضمن عائلة شامية عريقة. والدها أحمد السمان الذي كان رئيس جامعة دمشق كما استلم منصب وزير التعليم السوري لفترة قصيرة، ووالدتها ...