الديوان » فلسطين » موسى حوامدة » حين تثنت الغزالة في خلاء الندم

تبدتِ السماءُ عن شهقةٍ تليق بروحي
انخطف ولد مرِّ من جسدي
قبل تفتح الزغب
قبل اكتمال التوت
قبل نضوجِ العزلة،
ولد فرَّ من بين ضلوعي
تخّلّى عن سرير الطمأنينة
عدا نحو مسارات الفلك
مساقط اللؤلؤ والفضة!
اللحظة القاتلة لموعد السحر
افتدى الليل أرقّه بغرة الفجر
تدافع الندى عند مقبض الألم
لمعت مرآة الشمس في يد الحالم
لم يصدق نصيحة الملاك
نحر الماضي قرباناً للزمهرير
رشوةً لنزق الذبيحة !
حيرتي لا حدود لمجدها
تنضاف لبيت النزق
لنار الولع
لسديم الرغبة الكامنة.
ليس جديداً ما يأتي جديداً
أو قديماً ما يثير تأمل البحر
أو غريباً ما لا تلتقطه العين قبل نواح الجمر.
في النهار المفضي الى نشوة السماء
تحضر الكاملة
القادمة من منجم البهاء الأزلي
وحيٌ للعاشق
كونٌ ينتعش بهديل الحمام الصادح
باشتباك النار والنور
باشتعال الغابة والجبل .
فرَّ من دائرة الطباشير
من بيت المطمئنين
حطامه معه
غرامه جنين
لم يجدني معي
كان يحفر تابوت السنوات
ينحت صخر الانتظار
بلا إزميل أو مثال
حين تثنت الغزالة
في خلاء الندم
في فراغ الألفة.
انفتق الكنز عن فضته
تخلى بيجماليون عن صنيعه
ضاع صبي الطيش.
كما تساقط الريح من شهواتها
البيوتُ من هياكلها
يفلتُ الحب من سلاسل الرشد.
القصيدةُ نفرت من سكونها
هربتْ بي اليها
هربتْ منها اليّ
كنتُ أولَ ممسوس بشهقة الحنين
أول مشترك بسرير الحرية
أول حاكم مستبد على جنة الورد
أول حداد يحترق بنار كيره
بوهج خفقانه المضطرم
براحل مني إليه
وراحل منه إليَّ؛
الرحالة مني إليَّ يمرون
الغزالة وحدها تقيم في بستان الفتنة،
تنزح باتجاه السهوب
تشفُّ عن عمر صبي
أيامه تطول
تزداد غربان الطريق
يتجلَّى هروبه الجسور الى شعلته الأولى
إلى قلعة الحيرة
إلى ناره الأزلية.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن موسى حوامدة

avatar

موسى حوامدة حساب موثق

فلسطين

poet-musa-hawamdeh@

20

قصيدة

48

متابعين

موسي حوامدة شاعر فلسطيني، من مواليد بلدة السموع بمحافظة الخليل سنة 1959 م، درس الثانوية في مدينة الخليل واعتقل أكثر من مرة عندما كان طالبا فيها، التحق بالجامعة الأردنية للدراسة ...

المزيد عن موسى حوامدة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة