الديوان » السعودية » عدنان النحوي » طوفان تسونامي

عدد الابيات : 74

طباعة

زَلْزِلي يا " بِحَار " وابْتَلِعي الأرْ

ضَ وأَلْقي مِنْ جَوْفِكَ الأَهْوالا

أطْلقي الموْجَ كالجبال تَدَافعْـ

ـنَ جِبالاً تَعْلُو وتَهْوي جِبالا

واعْصفي يا " بِحَارُ " بالموتِ هُبِّي

بالأعاصير تَسْحقُ الأجْْيالا

هاهُنا أمْسِ كان خلْقٌ كثيرٌ

أينَ غابوا ؟! فكلّ شيءٍ زالا

فاجَأتْهُمْ عواصِفٌ فاسْتَداروا

لِنَجاةٍ فَمَا أَصَابُوا مَنَالا

والتطامُ الأمْواج ! يَجْرُفُ دُنْيَا

هُمْ ! وعَصْفُ الآفاق هاجَ وجالا

ودويٌّ تَراهُ يَزْحَفُ بالْمَوْ

تِ فَيُلْقِي الهلاكَ والأَوْجالا

أيّ زَحْفٍ تَرَاُه يَقْتَلِعُ البُنْيَـ

ــانَ والأهْلَ ! يَخْطَفُ الآجَالا

يا لَهَوْلٍ تَرَاهُ يَجْتَاحُ أَقْطا

راً وَيَمْتدّ فِتْنَةً ونَكَالا

مَلأَ الهَوْلُ كُلَّ دارٍ أَتَاها

أَنْدُنِسْيا والهِنْدَ والصُّومالا

ورَوابِي سِرْلَنْك ! تيْلندَ ! تَبْكِي

كُلُّها الدَّارَ والرُّبَى والرِّجالا

فُجِّرَتْ تِلْكُمُ البِحارُ وجُنَّتْ

غَضَباً جَاوزَ الرُؤى والخَيالا

ورَمَى جَوْفُها القذائِفَ أَمْوا

جاً تَوالَتْ وَ أَعْوَلَتْ إِعْوالا

وَعَلَتْ في الفضاءِ أيّ عُلوٍّ

حَمَلتْ في عُلُوِّها الأحْمَالا

وَهَوَتْ تَنْشُر البلاء بَلاءً

حيث تَهْوي وتَنْثُُرُ الأطْلالا

وتَراها كَأنَّها البَرْقُ مرَّت

تَخْطفُ الخَلْقَ والنُّفوسَ اغتيالا

تَنْزِعُ النَّاسَ للفضاءِ وترميْ

يا لَهْولٍ يُرَوِّعُ الأهْوالا

مُزِّقِوا ثُمَّ غُيِّبِوا بين أَطْلا

لٍ يُنَاجُون تِلْكُمُ الأطلالا

وأَمَانٍ تَنَاثَرَتْ وتَنَاءَتْ

وهي تَبْكي دِيَارها والآلا

وطُلُولٍ مَن المنازِل ألْقَتْ

بَيْنها ما حَوتْه والأثْقَالا

وبَقاياالأجسام! واخْتَلط الشـ

ـيء مع الشيء ! لا ترى أَشْكالا

وزوايا مِن الأثاث ، وأحْْجَا

رٌ ، وشيء تَظَنُّه أَسْمالا

مِنْظر يَخْطَفُ النُّفوس ويُلْقي

بين أحَنَائها أسىً وابْتهالا

وخُشَوعاً وخَشْيةً يَرْجفُ القلـ

ـبُ لديْها وعَبْرةً تَتَوالى

لَهفَ نفسي ! على المناظِرِ تَطْوي

شَبَحَ الموتِ رَهْبَةً وجَلالا

هَا هُنا كَانت الدُّروب ضَجيجاً

بيْنَها النَّاس يَلْهثُون عِجالا

ويحَ نفسي كَأنَّهمْ في سباقٍ

أَطْلقوا فيه للهوى الآمالا

ها هنا كانت العمائر تَعْلُو

ناطحاتٍ تَتِيهُ فيه اختيالا

جَهِلوا أنَّ في الحياة غيوباً

تفجأُ النَّاسَ رهْبَةً ووَبَالا

كلُّ أَمْرٍ يدورُ في الكَوْن يَمْضي

قَدراً غَالِباً وأوفى منَالا

ها هُنا كانتِ الحياةُ رِغَاباً

هَائِجَاتٍ وشَهْوَةً تَتَوالى

مُتَعٌ في الحياةِ هَيَّجْنَها أشـ

ـعَلْنَ فيها أَشواقَها إشعالا

أسْكَرتْهُمْ مَعَ الهَوى شَهَواتٌ

وَرَمَتْهمْ في تِيِهها جُهَّالا

فَنَسُوا غايةَ الحياة وضجُّوا

بَيْنَ سَاحاتِ لَهْوِهمْ أَرْتَالا

فإذا حُمَّ في الدِّيارِ قَضاءٌ

أَخذَ الصَّالحين والضُّلالا

أخذَ الصَّالحين لمَّا تغَافَوْا

عن وَفاءٍ وَأَغْفَلُوا إِغْفَالا

أَقْبلَ المَوْجُ بالهلاك وضَجّتْ

مِنهُ سَاحٌ وزُلْزِلَتْ زِلْزالا

لَمْ يَدَعْ دونَه على الأرض شيئاً

خَلَّفَ الأرضَ كَوْمةً وَتِلالا

ودَنَا زَحْفُهُ هُنالكَ حَتَّى

بَان لله مِسْجدٌ يَتَعالى

مِسْجدٌ مُشْرِقٌ على الأرض آيٌ

يَنْشُر النُّور والهُدى والجَمالا

كُلُّ شَيءٍ سِواه أَضْحَى يَبَاباً

وهُو بالحقِّ نُورُه يتَلالا

هَدَأتْ دونه الأعاصيرُ والمَوْ

جُ وأَهْوَتْ أَمَاَمَه إجْلالا

وتنحَّتْ عَنْه هُنَاك وَ غَابَتْ

ثُمَّ رَاحَتْ تُحدِّثُ الأَجْيالا

إنَّها آيةٌ من الله حقَّاً

صَدقَتْ عِبْرَةً وصَحَّتْ مقالا

حَدَِّثي " إتشُ " ما دهاكِ فَأْلقى

فيك شرَّاً يَسْتفْحِل استفحالا

أَينَ أبْناؤكِ الذين تَولَّوا

ثُمَّ غَابُوا واسْتُؤْصِلوا اسْتِئْصالا

أَمِئاتُ الألوف غَابُوا مَعَ الموْ

جِ شُيوخاً ونِسْوةً ورجالا

وشَباباً ! والموت يَبْتلعُ النَّا

سَ ويُرْدِي الشَّباب والأطْفَالا

كَمْ يتيمٍ يتيهُ في الأرض يَلْقَى

دونَهُ يُتَّماً قَضَوْا وثكالى

وَرَضيعٌ مَضى تَقاذَفَهُ الموْ

جُ ! وأُمُّ تُصَارِعُ الأَهْوالا

حَمَلَتْه الأَمْواجُ حتَّى رَمَتْه

فوقَ لوحٍ فَظلََّ آمَنَ حالا

ثُمَّ أَلْقَتْهُ للشَّواطئ ! لا يَدْ

ري أَيَلْقى أُمَومةً أو آلا

قد رَعَتْهُ عِنايةُ الله ! تَرْعَى

كُلُّ شيءٍ إذا غَفَا أو جَالا

إنَّها آيةٌ من الله تُلْقِي

نُذُرَاً لِلْوَرَى وتُوقِظُ بالا

لو تَرى الطَّفلَ كَيْف يَقْذِفُه الموْ

جُ فَيَلْقى من الحياة مَجالا

حَمَلتْهُ عِنايةُ الله حَتَّى

أَسْكَنَتْهُ بينَ الغُصونِ ظِلالا

آيةٌ بعدَ آيةٍ في السَّموا

تِ وفي الأرض لم تَزَلْ تَتَوالى

قَدَرٌ غالبٌ وحكمةُ خَلا

قٍ وعدْلٌ يُقَدِّرُ الأحْوالا

سُنَّةُ اللهِ في الحياة تراها

كَمْ تسوقُ الآياتِ والأمثالا

ذِكْرياتُ الطُّوفان غابتْ كأنْ لَمْ

يَذُقِ النَّاسُ عِنْدَها الأنْكالا

خَدَرٌ في العُروقِ يُنْسِي ولَهْوٌ

يَطْرَحُ النَّاسَ نُوَّماً وكُسَالى

يَنْزِعُ العَزْمَ مِنْ نُفوسٍ ويُبْقي

بَيْنَ أَحْنائِها الهَوانَ وَبَالا

أيُّ شيءٍ أشَدُّ هَوْلاً أَطُوْفا

نٌ يَبُثُّ الدَّمارَ والأطلالا ؟!

أمْ تُراه الطُّوفانُ يَنْشُر في الأرْ

ضِ فَسَاداً وفِتْنَةً وضَلالا ؟!

فِتْنَةُ النَّاسِ عن هُدى اللهِ تُلْقي

فيهِمُ فِتْنَةً أشدَّ نَكَالا

مَنْ تُرَاهُ يَهُبُّ للنَّاس يُلْقي

فَيْضَ أَحْنَائِهِ يَداً ونَوالا

مَنْ يُغيثُ الملْهُوفَ في خَشْيَةٍ للّـ

ـهِ يَرْجُو إلى النَّجَاةِ مَآلا

مَنْ تُراهُ يَردُّ دَمْعةَ طِفْلٍ

أوْ يَتيمٍ مُشَرَّدٍ قَدْ عَالا

مَنْ تُراهُ يَسُدُّ جوع فَقيرٍ

أَوْ يُدَواي القلُوبَ والأحْوالا

ليسَ كالمؤمن التقيِّ مُغيثاً

لِعيال الرَّحْمَنِ يُصْلِحُ بَالا

إِنَّما الخَلْقُ كُلُّهُمْ أَيُّها النَّا

سُ عِيالٌ للهِ فَارْعَوْا عِيالا

كَيْفَ تدعو للهِ تُغْدِقُ بالْوَعْـ

ـظِ ولا تُوهِبُ النُّفوسَ وِصَالا

كَيْفَ لا تكْسب القلوبَ بِمَعْرُو

فٍ وإِحْسَانٍ يَفْتَحُ الأقْفَالا

أَيُّها المؤمنونَ أَنْتُمْ أَحَقُّ النْـ

ـاسِ أوفُوا العُهودَ والآمالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عدنان النحوي

avatar

عدنان النحوي حساب موثق

السعودية

poet-adnan-alnahwi@

21

قصيدة

89

متابعين

الدكتوروالداعية الإسلامي عدنان على رضا النحوي، ولد في مدينة صفد على سفح جبل الجرمق الشاهق بفلسطين في 15/1/1928 ودرس مختلف المراحل الدراسية الأولية فيها ونال دبلوما في التربية والتعليم وأصول ...

المزيد عن عدنان النحوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة