الديوان » العراق » مظفر النواب » خذني على الصهوات

خُذني على الصهَواتِ
صَمتي خُذني على الصهَوات
خُذني أَموتُ على الصَهيلِ
فقد شَبِقتُ مِن الرؤى
وأَضاءَ بَرقٌ وجهَ مَوتي
 الليلُ فلتَلهَج بِيَ الخطواتُ
وليُعقَد بِناصِيَتي الصِبا
فالصوتُ صَوتي
المُهرَةُ الغِرُّ السَّدومُ حبيبتي
وجَديلُها المَخمورُ ساقِيَتي
وضافَ النجمُ بَيتي
هل ما على تُعطي العَنى
ما لِغَيرِ أَشعاري
أُغَنيها فتَأتي
يا مُهرَتي بَرُدَت ليالي القَبرِ
واستوحَشتُ حتى الظِفرِ
في سِجني
وطَيفٌ ما ضَرَّني ضَيفي
أَجِستي بيدي عَنانُ الريحِ
في ليلِ  الهوى
خَبباً أَرَدتُ أَو الهُوينا أَو جُموحاً
ما اشتَهَيتُ وما اشتَهَيتِ
صَمتي الأَميرُ لقد طُعِنتُ
فزادَتِ الطَعَناتُ
في كِبَري وعَنتي
الخِنجرُ المَسمومُ في ظَهري
يَدُقُ القلب
والأَصداءُ مُشرَعةُ السيوفِ
وحُمّى كِتماني وكَبتي
فاجمَح فِدى عينيكَ
يا صَمتي الأَليف
هو المَدى
واغضَب على الأَبعادِ تأتي
إجمَح فِداكَ الوَعرُ
فالخَشَبُ الرخيصُ
يُصارُ أَفراساً تُزاحِمُني الفَضا
ويُقالُ للأَخشابِ
لا نَسَباً ولا أَصلاً
ولا كَرَماً ولا خَجَلاً :
كَرُمتِ
المَجدُ للأَخشابِ
يَحمِلُها الطُمى شَوقاً
وأَمّا الغِريَنُ الخَلّاقُ
فليسكَن لِصَمتي أَو فاجمَحَنَّ
فأَنتَ الأَسوَدُ الفَحلُ
لم تأنَس لأَرتالٍ ورَبتِ
أَأَميرتي :
أَنا لا أُشَنُّ
فخالِصي زِبدٌ لِبَيتي
أَنا ذا مَحضتُ الصبحَ صُدفِ
والليالي رَجَفَوتِ
والمُهرَةَ الشقراءَ نَبتي
وودِدتُ أَن أَجدَ المُقَبَّلَ
مِن سُلالاتِ الزنوجِ
فأَدفُنُ فيهِ وقتي
سأَزِمُّ مِن شَفَتي
فإن تَنبِس بِحَرفٍ
فهو إعصارُ احتِضاري
أَنا ذلك الشعبُ المُمَزَقُ
كلُّ ما في الشعبِ في قلبي
وكلُّ الدُّورِ داري
فإذا خَرِستُ
فإن مِصراعاً مِن الحُمّى
يَدورُ على دُواري
أَنا إن خَرَستُ
سَتَقطَعُ الأَحزانُ أَوتاري
ويَلعَنُني اصطِباري
حَياً دُفِنتُ
فإن تَجِدني الآنَ مَبعوثاً
فقد نَضَبَ انتِظاري
السامِلونَ العَينَ مِنّي
جِئتُ أُنَبِؤُهُم….

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظفر النواب

avatar

مظفر النواب حساب موثق

العراق

poet-muzaffar-al-nawab@

74

قصيدة

1162

متابعين

ولد مظفر النواب في بغداد عام 1934 لعائلة شيعية أرستقراطية ذات أصول هندية وكانت تهتم للغاية بالفنون والآداب والشعر والموسيقى، وكثيراً ما كان قصر العائلة المطل على نهر دجلة مقراً ...

المزيد عن مظفر النواب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة