الديوان » السودان » هاشم الميرغني » صلاة اللَه ما يذكره ذاكر

عدد الابيات : 83

طباعة

صلاة اللَه ما يذكره ذاكر

على المختار من أَهدى السرائر

نسيم هبَّ من أكناف حاجر

فحرك من فتى وُدّاً مخامر

وأبدى ما تكن به الجوانح

ومن ذكراه إلفاً ليس حاضر

سعاد أسفرت ليلاً بوجهٍ

الى اسعادٍ لا تصلين قاصر

عسى ولعلّ أن يأتي وصالا

ولو في العمر من تلقاء قادر

عسى تدنو لصبٍ منه سرعا

وللمسكين فتحا منه صادر

عبيد ذاك قد سهر الليالي

يروم وصالها لو ثم زائر

بديعة وصف ذي القدِ اعتدالا

وزادت فرط حسن في البواكر

فبيت اللَه حاوى كل فخرٍ

وحجر أسود بل ثم طاهر

كأن الخال في خدي مليح

تبارك من بري ذا القدِّ قادر

كساه اللَه أنواراً وفضلا

فأعجز عده من كان حاصر

فكم فضلاء في علم وعقل

تراهم سجداً ما بين ذاكر

عليه نفائس الديباج أضحى

بمرأي وجهه نعم الستائر

تراه في الظلام تقول بدراً

بدا في ظلمة أو في الدياجر

وتبصر في النهار تقول شمساً

محت بشعاعها نجم زواهر

تجلت في الدجا فارتن نورا

مع القمرين فاقت كل نائر

تفوق قلائد العقيان حتى

وعسجدها الدراري وذا جواهر

لقد حسنت بها الايام دوما

بوجه قبلة الاحيا ودائر

فسبحان المليك لقد براها

وتمم خلقها بين الضمائر

سالت الاسم من ذي قيل ليلى

فتلك العامرية للخواطر

تظل لها الرقاب وكل صب

محبٌ في المحبة صار ماهر

وكم من طائف قد نال فيضا

وآونة يتنل منها المفاخر

وأحباباً وخلانا قديما

نشاوى تلفهم بين الدسائر

وحرّم صيده المولى تعالى

على الاطلاق في بدوٍ وحاضر

وكم أهل العناد رأوا وبالا

وجبارا لطول صار صاغر

لاهل الامن والايمان باحت

محرمة على من كان كافر

وكم من هائم قد هام وجداً

كاقطابٍ وأغواثٍ أَكابر

وكعبة قصدنا فالى معظم

ونوّه قدرها الرحمن قادر

يمين اللَه فيها خير صدق

مشرفة الشعائر والمآثر

وحار أولى النهى فيها وأضحت

فريدة حسن أرباب البصائر

تبدت وانثنت طرباً وضاءت

عروساً أسفرت خلف الستائر

وعنوان الهوى ميل المحب

إلى المحبوب ها تلك البشائر

وجسمي في هواها طريح وجد

وحبٌ ماله نهى وآخر

رجوت الفردءن يكتب وصالي

اليها لأجتني ورد الخفائر

وأقتطف الملاحة من خدودٍ

مورَّدة بها نعم الزواهر

وأحظى في فناها كل آن

أصيحاب وأحباب العشائر

أجدد معهم عهداً وودا

وأنساً كان في تلك المحاضر

أيا جيران ليلى من رقاكم

من هواكم مثل سكان المقابر

ألا فسلوا العواذل عن غرامي

حديث مؤرخ بطن الدفاتر

ويدري عالم الأسرار فردٌ

ويعلم ما تكنُّ به الضمائر

وأحمد سرَّ رحمته تعالى

ومدخرٌ وحبٍ لي ذواخر

صفيُّ اللَهِ والهادي المصفيَّ

سراج أنورٌ ماضٍ وزاهر

وخير الخلق إعلانا وسرّاً

وفضلاً في الأوائل والأواخر

ووجهٌ حسنه أضحى فريداً

وبهجة نورِهِ للعين جاهر

تريك الشمس في طفل ونور

أنارت ضوءها من تلك نائر

لهذا الفضل كم أفلت شموس

وشمس المصطفى في الدهر سافر

ألا ليت التجافي يعود يوماً

وصالاً يغنني بين الاكابر

اليك إذاً خلي القلب عنى

وروح الروح انسان المحاجر

وأشواقي التي شاعت وبانت

بمن أهواه صار اليوم عاذر

وانشادي بديها وارتجالاً

لاجل الحب لم أك غير شاعر

ومدح محمد غرضي وفخري

وعزي في الاكابر والاصاغر

فسبك من فتى تلقاه دوماً

لمدح المصطفى ليلاً مساهر

وقد منع السهاد جفون مضنى

بجنح الليل بالاشجان ساهر

نبي الصدق أكرمه مليك

وأطلعه على كل السرائر

ترى من سيب كفيه نوالا

بذكرٍ ما سَحابُ الجود ماطر

وطيبة طابت الارجاء منها

حبيب طيب الأرجاء عاطر

ترى نور الهدى يفتر عمداً

مضيئاً من ثناءٍ كالجواهر

كدرّ أبيض وترى صفاءً

وورداً يانعاً بل خدِّ زاهر

وكم ألم وأسقام وحزن

على هجرٍ مبرح صرتُ صابر

فكم سم على مضض وغين

وكم في الدهر قد ترى عين عابر

فاني اليوم مثل أخ سقام

تراءته العيون كذا البصائر

فهل وصل لدي البيت المحرم

وزورة كامل الأوصاف طاهر

فنار البعد قد حطمت فؤادي

ومن مرّ النوى فطرت مرائر

فلست أخيب أو تصغر يدي

وأين المجتبي المرجوّ طاهر

شفيع الناس في حشر ونشر

اذا مازلت الاقدام جابر

بيمناه الكريمة في قيام

لواء الحمد معقود وشاهر

وخصصّ بالوسيلة ثم جود

واعطاه الشفاعة رب قادر

هناك يرى شفيعاً للبرايا

لهول الموقف الاعلى المفاخر

ويسجد حامداً لِلّه شكرا

ويرقى منبراً اعلا المنابر

فخذ بيدي رسول رسول اللَه إني

بذاك اليوم في بدء وآخر

وادخلني الجنان ونج روحي

أُموراً عندما تبلى السرائر

انا وصحابي ثم ومن يلذ بي

من الاهلين بل ثم العشائر

فانك باذل ونداك سحا

فكم مثلي رقى اوجَ المفاخر

وارجو منك ثم ومن كريم

مليك قادرٍ ستار قادر

رحيقٍ سلسبيلٍ خير كاس

دهاقاً واريا لا ضير ناضر

بخمر الحب من صهباء عال

لدى احبابنا والحي عامر

لانك بابه في كل امر

وانك ملجأ الادنين سائر

وانك ذخرنا الاوفي وقل من

سبيل اللَه في الدنيا اعابر

وصلى اللَه ربي كل وقتٍ

على قطب الوصال وخير عامر

نبيٌّ حاز خير النعت سامي

ختام الانبيا قطب الدوائر

وآلٍ والصحاب كضوء نجم

بايٍّ يقتدي تلك الزواهر

متى ما لاح برق الفتح يجلى

وضوَّع ريحُ ريَّاه الحضائر

ومهما هاشم مسكين يبدي

نظاماً جلَّ عن أوصاف شاعر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن هاشم الميرغني

avatar

هاشم الميرغني

السودان

poet-hashim-mirghani@

30

قصيدة

97

متابعين

هاشم بن الختم محمد عثمان الميرغني. شاعر من شعراء السودان، له ديوان في مدح الحضرة المحمدية اسمه: شفاء القلوب والغوام في مدح من أضحى للأنبياء ختام.

المزيد عن هاشم الميرغني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة