الديوان » السودان » هاشم الميرغني » يا رب صلّ على المختار من مضر

عدد الابيات : 55

طباعة

يا رب صلّ على المختار من مضر

من قد أتانا بهديٍ طيب الخبر

معرجا للحمى النجدي مبتذراً

كالبرق حثاً بجدِّ السير والسفر

وسائق الظعن في البيداء عجل

وطاو سيرك بالآصال والبكر

يا أيها السائق المزجي ركائبه

وذا من الشوق والوجدان مبتدر

هذا الذي كنت أخشاهُ أُكابده

وعلم الجفن بغض النوم والسهر

يا طيب رامة ما هذا الصدود وقد

تعلمت شغل البال والفكرِ

ذي مهجتي وأنا البر الصدوق بما

قد قلت فاعجب لصبّ فيك منهر

فلا تلمني بما قد قيلَ مرتجلا

وانظر لعشقي فان العاشقين بر

إن أسعد الدهر بالمحبوب ذا فرح

ونلت كل المني والسعد والظفر

بدرٌ بأسفاره للناظرين بدا

بكل أمرٍ عجاب منه معتبر

وكل حسنٍ فجزءٌ من محاسنه

فاق الأنام وضوء الانجم الزهر

والشمس من وجهه الوضاح طالعة

أين الثواقب في الافلاك والقمر

وان تبسم ثغر خلت من عجب

لاح الصباح ونظم فيه كالدرر

فيه المحاسن من ظرف ومن أدب

واللحظ والغنج ثم الطرف والحور

براني الشوق إذ لم ألق من أرب

ولا خليل رثى لي ينتفي كدري

من صده أججت احشاء نار جوي

وجفوة عيل فيها صاح مصطبري

مالي مبلغ خير الظن أحسنه

بالعدو الفوز جدلي متعن نظري

احسانكم أرتجي ثم المسيء أنا

مقنع بفعال الاثم متزر

قد اعترفت كذا أثبت لا غلطا

بانني ذاك جاني سيء السير

وليس لي غير همٍّ في الترفُّه أو

حيازة الدم من لهو ومن هذر

بك الوقاية بل حسن الختام اذا

حان الحمام أيا ذخري ويا أزري

ها مهجتي تشتكي مما جنته يدي

كمعظم الذنب منه القلب منكسر

كن منقذي من أسى مازال يأمرني

ومن عدو لنفس ناظر شذر

فماعلى ذي السخا والجود من ثقل

اذا أجاد لراجي فيضه المطر

صلى على المصطفى والآل صحبهما

بهم تنال المنى يا رب والوطر

من جاهر وافى سبيل اللَه واجتهدوا

في اللَه حق جهاد كان مؤتمر

وزحزحو الشرك حتى صار منخفضاً

بماضي البيض ثم القوس والوتر

ما ظلت الخضراء والغبراء أفضل من

صحب النبي سوى الأنباء في الخبر

وخصه خير برهان ومعجزة

وجاء بالحق والآيات والسور

بعمره أقسم الديان بارئنا

في النور تنزيله الفرقان مستطر

وجاوز الحجب والسبع الطباق كذا

رأى الاله بعين القلب والبصر

ونال علماً وأخلاقاً ومنزلة

ليست ترام ولا واللَه للبشر

وبالكلام كفاحاً نال منه منى

ولذة بجميع السمع والبصر

وأرشد الناس للدين القويم أتي

بذي حديث صحيح جاء في الخبر

اني سألتك يا مولى الوري كرما

يا كاشف الغم والبلوى مع الضرر

بذا الأجَلِّ وآل ثم عترته

هب نفحة منك جوف الليل في سحر

كرامة أرج منك الحق مكرمة

ومنك ضوء وفي الجنات في نهر

مع الصفيين أهل اللَه ذي الشغف

حتى ولو لست أهلاً انني نفر

فهو الغياث ومنجي الناس من سقر

طه النبي ليوم الهول مدخر

فجود طه عميم يرتجى أبدا

كصيّب القطر لا ينفك منحدر

وانه المرتجى في كل نائبة

وكل صرف وايجال ومنعسر

من فيضه الرسل والأملاك تنهله

ونهجه ضاء في بدو وفي حضر

فكم أزال لبأس الشك منتدبا

وفل بأساً بنا كالصارم الذكر

من حبه ذاب جسمي واعترى كلفا

وأسس الوجد والبلوى وذا ذغر

كالشادن المذود قد حوى تحفا

من كل طرف بديع الحسن والصور

بسره لم أبح والشوق أجج في

حشاشتي وسويد القلب منفطر

قوم بمنعرج الأنوا عد التهم

بالود والصفح دوماً سادتي الغرو

كم أمه وافج للنجح نال وكم

أثنى وأمضى بذي الآداب والأثر

فجد عليَّ بما يغني ويسعدني

واسقني منك فيض الكاس منهمر

وصلاً وفتحاً وحظاً منك يشملني

ضما ونظماً بسمط القوم بالفخر

مقدماً منك مع أهل الوصال أرى

بهيئة حسنَت حالاً بذي النظر

ومنك قصدي وسؤلي والمرام فلا

زيد وعمرو وقل في السهل والمدر

وصل رب على المختار ما بزغت

شمس وما نيل أهل الورد والدر

أو هاشم ميرغني قال منتظماً

مدحاً وأَشند عُجبا فيك مبتدر

معرجا للحمى النجدي مبتدرا

كالبرق حثاً بجدِّ السير والسفر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن هاشم الميرغني

avatar

هاشم الميرغني

السودان

poet-hashim-mirghani@

30

قصيدة

98

متابعين

هاشم بن الختم محمد عثمان الميرغني. شاعر من شعراء السودان، له ديوان في مدح الحضرة المحمدية اسمه: شفاء القلوب والغوام في مدح من أضحى للأنبياء ختام.

المزيد عن هاشم الميرغني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة