الديوان » المعتصم بالله أحمد » يا نورَ طلعتِكِ البهيَّه

عدد الابيات : 50

طباعة

يا نُورَ طلعتِكِ البَهيَّه

بانَت، فما أبقَت بقِيَّه 

بانت فدمعُكَ في الغَداة

وفي الأصيلِ وفي العَشِيَّه

مُتَلجْلِجٌ كالماءِ يَحدُرُ

من ذُرى الجَبل القَصِيَّه

 والنفْسُ في قَعرِ الأسى

تُغْشى من الحِمِمِ الصَّلِيَّه

ما ضرَّها لو برّدت

قلبَ المتيَّمِ بالتحيَّه..؟

بل قد يُداهِمُها الرحيلُ،

فهل ترى لكَ من رَوَيَّه..

يا دارَ ليلاكَ التي

أَشْجَتْكَ ذِكراها الشَّجيَّه

ما للفتى من إثرها

إلا التوجّع والأذِيَّه

 يا قلبُ قد طال المقام

على الهمومِ السَّرمَدِيَّه

تَبكي على ليلى وهل

يُجدي البكاءُ على الرزيَّه

ما كنتَ أوَّلَ عاشقٍ

وجدَ البكاءَ له سجِيِّه

سَل من بَكوا أحبابَهم

من قبلِ، عن حالِ البريَّه

كانوا جميعًا ثَمَّ، هل

ترك الزمانُ لهم بقيَّه..؟

فاقصر فماء العينِ

عاجزةٌ، بلاغتُها عَيِيَّه

 وامدَح بشعرِكَ من مضَوا

بعزائمٍ حرَّى مَضِيَّه

السالكي درب الجهاد

أولي الحفيظة والحمِيَّه

 أهلَ الكريهة والديانة

والنفوسِ الأريحِيَّه

شابت نواصيهم ونارُ

العزم مُوقَدَةٌ فَتِيَّه

من عذَّبوا صُهْيونَ قبلَ

النارِ بالحِمَمِ الصلِيَّه

 يَتَسابقُون إلى الردى

سَبْقَ اليهودِ إلى الردِيَّه

أرواحُهم للدين تُبذَلُ

قبلَ بذلِهُمُ العَطِيَّه

وصَدى وعيدِهمُ إذا 

نطقوا هَديرُ البندقِيَّه

قومٌ أعادوا بالدما

سُنَن المروءات السنِيَّه

إذ نَحنُ نَحنُ نُحَكِّمُ

 الأسيافَ في قومِ الدنِيَّه

 لله هُمْ من عُصبةٍ

جَدعوا أنوفَ العنجهِيَّه..!

صدَحوا بأمرِ الله لم

يخشوا ولم يرضوا الدنِيَّه

والكُفْرُ جمَّعَ جَمْعَهُ

والحقُّ ليس له معيَّه..

والحق صاح على الملا

أين الجبابرة العتِيَّه

أين المشارقُ والمغاربُ

من غِياثِ المقدسِيَّه

والجندُ في وضح النهار

تبيحُ طلعتَها الحَيِيَّه

والمسجد الأقصى، وغزة

كالأسير وكالسبِيَّه

لا دَرَّ دمعُكمُ فَكَمْ

كانت دماؤكمُ عَصِيَّه

ما كان غير عُصَيْبةٍ

في الحقِّ ما عرفت وَنِيَّه

أشرافُهمْ نصبوا العوالي

في العدى والمشرفِيَّه

 لله ساداتٌ همُ

لَزِموا مصاحبةَ المَنِيَّه

دارت عليهم كأسُها

دورانَ كأسِ البابِلِيَّه

وكأنها شَهْديّةٌ

ولغيرهمْ هي حنظلِيَّه

منهمْ: أبو العبد الأبِيُّ

أبو الأبَيِّ ابنُ الأبِيَّه

 فيمَ الشماتةُ بالأكارمِ

يا دَعِيُّ ويا دعِيَّه؟

 نجّاكمُ دِرعُ المَهانةِ

 حيث أفْنَتهُ الحمِيَّه

أمْضى لذا الدين الحياةَ

على مَحَجَّتِه السوِيَّه

وَفداه من مالٍ وأهلٍ 

والنفوسِ بذا رضِيَّه

ما هاب يومًا من نيوبٍ

قد أطلت للمنيّه

ومضى، وقد بذل الدما

للدين والروحِ الزكِيَّه

 فلتهنأنْ فلقد رُزقتَ

بها مرادَكَ يا هَنِيَّه

 ولئن مضيتَ فما مضت

لكَ شمسُ أفعال سَنِيَّه 

 أشعلتَ حيث تلمسوا

إخماد غُرَّتِكَ الوضِيَّه

شُعُلًا تُضيء الدربَ حتى

تستنيرَ بِها البرِيَّه

 فسُقيتمُ سَبَلَ السماءِ

نظيرَ نفسِكمُ النَدِيَّه

 وسلامُنا ما رُجِّمتْ

صهيونُ منكمْ بالشظِيَّه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

143

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة