الديوان » المعتصم بالله أحمد » شاقَ قلبي تردَّدُ الذكرياتِ

عدد الابيات : 27

طباعة

شاق قلبي تردد الذكرياتِ

في فؤادي فاستجمعت عبراتي

في شؤونٍ مسجورةٍ تحبس

الدمعة خوف الورى وخوف الوشاةِ

وكأني على حرارةِ وجدي

ظامئ الصدر مُحتري القطراتِ

في قفارٍ لا تنزل الجن فيها

موحشاتٍ من الحيا والحياةِ

تلفح الوجه باللظى وتذيب

النعل بالصهد الذي في الحصاةِ

ذاهلًا أطلب الرواء ودوني

من فلاةٍ موصولة بفلاةِ

وأنيسي من ذاك وحش قفارٍ

وقياني من الرياح العواتي

وبشعري أنوح دلهًا فأُبكي

كل من حام من طيور القطاةِ

يا قطا يا من قد ألفتِ نواحي

وعنائي بمضمر الحسراتِ

ليتَ شِعري هل تبلغين الذي

بثّته نفسي يوما من الزفراتِ

 زفرات لولا القريضُ أجنَّتْ

في ضلوعٍ من الأسى مُهزلاتِ

بلّغي عني يا قطا وانشري ما

سجنته محيط تلك الفلاةِ

من معيري يا ليت شعريَ نفسًا

تشرك النفس في عظيم الهناتِ

من هموم شتى وليلٍ دجوجيٍّ

أقاسيه ما به من سُباتِ

طال حتى خلتُ القيامةَ أدنى

من صباحٍ أُوعدتُ أنه آتي

أرتجي من هذا الزمان أمورًا

طال فيها مطاله بالهباتِ

يضمر الشرِّ في الضلوع ويُبدي

لي أمالاً من وعدهِ مغرياتِ

أملٌ يعتريه يأسٌ، ونفسٌ

طوَّحَتها تردَّدُ الحيراتِ

ضقتُ من ذا الزمان ذرعًا كما ضاق

بنوه فيه عن المكرماتِ

وأراني جُفيتُ فيه من الناس

بما أَفردَتْ عزائم ذاتي

كقوافيِّ أتعبت لجنةَ التحكيم

 فهمُ الأوابدِ المُحكَماتِ

فلو اني في غير دهري.. ولكني

بعصر قد مات فيه رواتي

بيد أني وإن نُبذتُ سأعلو

رغم أنف الزمان والنائباتِ

ولأبلو علوم عصري بعقلٍ

من غريب الزمان والفلتاتِ

قد حباهُ الإله حدًّا كحد

السيف يجلو بهِ عن الخافياتِ

فيميز الأمور منه كزرقا

تبصر الجيش عن مدى ليلاتِ

ذاك عندي وليس لي فيه شأنٌ

هِبةُ تُعطى من إله الهباتِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

143

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة