الديوان » سوريا » محمد الحسن الحموي » أقدس بدء صغته في حكمي

عدد الابيات : 143

طباعة

أقدس بدء صغته في حكمي

من  جوهر الأداب حمد الحكم

ثم  الصلاة والسلام سرمداً

على أمام الأنبياء المقتدي

وآله  وصحبه  الكرام

المرشدين  الناس بالأحكام

وبعده فاضل الأعمال

ما  يرتقى المرء به المعالي

لا سيما في عصرنا الحميدي

عصر  ارتقاء العلم بالتأكيد

عصر به سمت حضارة الأمم

والعم أضحى رافعاً ذوي الهمم

به  نظمت النصح للشبان

في  حكم  بديعة المعاني

جاءت من الغرب إلينا نثراً

نظمتها شعراً يفوق الدرا

وسمتها بحكمة غربية

تهدى إلى مدارس شرقية

وافت  بأقسام ثمان عالية

لكل تلميذ نجيب وافيه

فأول  الأقسام  للعادات

للدرس  ثان جاء كالآيات

وثالث   قرأة  مطالعه

والرابع الوقت أغتنم منافعه

وفي المحادثات قسم خامس

وأدب  ثم  انقياد  سادس

وسابع  رياضة للجسم

نظام  أكل واقتصاد يسمى

وثامن  تهذيب كل قلب

بحسن تعليم من المربي

فالله  أرجو نفع أبناء الوطن

بها انتفاعاً دائماً طول الزمن

قبل  حلول كل يوم أرسم

خطة خير عمل منظم

وعود النفس بغير كلل

على  اجتهاد دائم متصل

ومارس  الثبات  بعده الوفا

هاتان  خصلتان أهل الأصطفا

وقم من النوم صباحاً باكراً

لتغنم النفع العظيم الوافر

تعلمن  من كل ذي عرفان

شيئاً  مفيداً وأحذر التواني

وكل ما ضر اجتنبه وأعمل

بكل  ما  ينفع للمستقبل

لنفسك أجعل مبدءاً معيناً

للفكر والأعمال تظفر بالمنى

وكن بسيطاً ونظيف الهيئة

دوماً  بكل عادة شخصية

ثم اكتسب عادة إتقان العمل

فالعمل المتقن غايات الأمل

واظب على اجتهادك المتصل

لتغلب  الطبع بجد أفضل

رب على الصحة والإصابة

حكمك تغنم رفعة النجابة

إن احترام الوالدين واجب

عليك  يا ذا الولد المهذب

إذا  احترمت ولديك صاح

ظفرت بالنجاح والفلاح

وأحسن اتقاء كل صادق

من  أصدقاء  ورفاق ترتق

ساعات  درسك اجعلن مناسبة

لبنية الجسم مع المواظبة

وأصرف قوتك كلها في الدرس

تفز بعلم نافع للنفس

فسر  ساعات بهذه الطرية

أفيد من عشر بغير مرية

ومركز  الجسم دواماً لاحظ

في ساعة الدرس عليه حافظ

فالأنحنا يضر بالأجسام

حاذره وأسمع يا أخي كلامي

ولا  تحادث وقت درسك الذي

ترى  به النفع القويم المأخذ

كذاك لا تترك دروساً دون أن

تفهم من موضوعها الفهم الحسن

وأطمع بأن تصبح رب عادة

على  الدروس الصعبة المهمة

خذ  هذه  قضية مسلمة

وكل  درس فيه نفع تمه

وحيث لا إحسان من غير عمل

فجاهد  النفس ودع عنك الملل

فالسر في نجاهك المذاكرة

في طلب العلم فدم مذاكرة

مذكرات العلم للطلاب

فيها حياة الفكر والألباب

فتمم  الدروس والتمرينا

وكن  على  تنميتها أمينا

وروح العقل بالانتقال

بالدرس من درس إلى أمثال

لا تترك الدرس إذا مللت

فالدرس خير لك لو عقلت

إن  الفتى يسود المطالعة

يرى بها من درسه منافعه

فطالع  الدرس مع التأني

وخذ  بإمعان  بكل  فن

وأحذر  هديت الكتب الرديئة

وخلها للفئة الدنيئة

وقبل أن تقرأ في الكتاب

توخ  نفعه  مع الصواب

إن  رمت حفظ نبذة بالفكر

عليها ضع علامة واستقر

وبعض ما يفيد كن منتظرة

وأنقله أور اصاح في المذكرة

أساس أنشأ الفتى المطالعة

للعقل بالعرفان جاءت نافعه

لعمل تنبه العزائما

وتنثني  على الدروس دائماً

النوم  يكفي سبع ساعات إلى

بالغ رشد عاقل بين الملا

حد  أتوانى جاء تأجيل العمل

مع قدرة المرء عليه أين حل

إن  ضياع الوقت بالتواني

به  انحطاط همة الإنسان

ويزعم الإنسان بالكسل

لا وقت كافياً إليه للعمل

فلا تجب ما عشت داعي الكسل

تفز بنجح وافر مع الأمل

ولا تظن الوقت لا يكفي إلى

أعمالك اللاتي ترقيك العلى

الوقت  كاف للذي يقتصد

ومن  بخير عمل يجتهد

فلا  تضع  وقتك بالزيارة

ما دمت تلميذاً أخا النباهة

واستبقها  إلى زمان الفسحة

وجد  بالعرفان في المدرسة

كل  كتاب تافه لا ينفع

فهو لأوقات الفتى مضيع

بعض  الروايات بضر عائده

وبعضها تكون ذات الفائدة

أقرأ هديت كل ذات فائدة

وأترك  رواية بضر عائده

الدرس من غير انتفاع حققوا

طريقة  والله لا توافق

درس  بلا نفع ضياع وقت

وآفة  للمرء  كل  وقت

الدرس  حينما يكون العقل

في  تعب  يضل فيه النقل

يسبب  التأخير الاستعجالا

فحاذر التأخير والملالا

وذاك مما يمنع الإتقانا

من عمل ويوجب الخسرانا

كم ضاع وقت بشروع في خطط

بعد  دروس دون تتميم فقط

وقتك  لا تضعه في الكلام

بكل أمر ساقط المقام

أحذر وقيت مؤلم الكلام

إن كنت في جمعية الكرام

لا تستخف بكل ما مقدس

وكل  جدى  به  تفرس

وفي المحادثات كن على حذر

من  كل قول تافه لا يعتبر

ثم انتخب كل قوى الفطنة

من الرفاق النجب للإفادة

كذاك  أخلاق رفاقك أدرس

من  كل محمود الخصال أقتبس

وحركة المحادثات أيقظ

إن وقفت ومركز الجد أحفظ

أطرح على العموم ما يهمهم

وما  به النفع الجلي يعمهم

ليأخذ  الجميع في المداولة

وللحضور تسحن المعاملة

شيئاً جديداً إن سمعت قرره

أو مرشداً دونه في المذكرة

ولا تكن صفراً عديم النفع

في  مركز العرفان بين الجمع

إن  رمت أن تدخل في جمعية

أدخل  مع الوقار والسكينة

يرى  سواك  عيبه بنظر

غير  الذي ترى به تذكر

إذا  رأيت الطعن في الغير سرى

من الرفاق وهو كذب مفتري

بألطف  الكلام حوله فإن

لم  يقبلوا منك الكلام فاسكتن

ثم  انصرف وجانب الطعن ولا

تسمع سوى ما راق لفظاً أو حلا

لا  تتظاهر مظهر الجهالة

وتدعي العرفان والنبالة

كن ظاهراً بمظهر التواضع

ولا تكن كجاهل ومدعي

ثم  احتمل ممن ترى الوقاحة

عليه ما يحمل ذو السماحة

فربما الغير إليه ينظر

خلاف  ما أتت إليه تنظر

وكن  بأعمالك حراً وأرح

فكرك من قيل وقال تسترح

ثم  اجتهد بأن يكون الكل

مثلك في الأعمال أين حلوا

فتنجلي  بهذه الواسطة

شمس سما أفكارك المنيرة

وتدرك  الفوائد الغزارا

وتبلغ  الآمال والأوطارا

يا صاح حسن الخلق للأداب

جوهرها  السامي بلا ارتياب

كذاك  في تقوية الضمير

زيادة   لأدب   البصير

لأزمة   بشاشة  الأديب

فإنها علامة التهذيب

إنك  لا تشعر في ضرورة

رياضة الجسم لنيل القوة

بل باحتياج للزمان نشعر

حيث بغير الوقت لا تفتكر

ترويضك الجسم لذا لا يمكن

مع  أنه لو انتهيت ممكن

تجتنب الترويض با تأباه

من جهل الشيء فقد عاداه

فأنت  لا تشعر في الجلوس

بلذة الترويض للنفوس

عادة  طالب العلوم تجعل

أي  اجتهاد متعباً يا بطل

لذاك  أنت تهمل الترويضا

مع أنه أضحى لنا مفروضا

رياضة الجسم عدت محتمة

في  كل يوم فلتكن منظمة

فهي لكل طالب مسرة

ملذة ليست له مضرة

بها يريح العقل من عنائه

ويرجع الفكر إلى صفائه

واجبة   زيادة  الكمية

في كل فصل تابع الرياضة

رياضة الجسم تزيد القوة

بالجسم حتى يزدهي نموه

وتنشئ اللذة للإنسان

وإنما  يعرف من يعاني

ترويضك الجسم ينير العقلا

ثم  يلذ  الرفقا  والأهلا

وصحة العقل بجسم صحا

من  السقام إن أردت نصحا

أعلم  بأن  الأكل بانتظام

لا بد منه لقوى الأجسام

فواجب  أكاك أن يكونا

في وقته موافق التمرينا

أعني به ما كان في الخلاء

من حركات الجسم والأعضاء

وكن  بسيطاً وكذا منتظماً

في ساعة الأكل تدم منعما

فلا  يعد الفقر عاراً أبداً

ولا يضر طالباً مجتهداً

يقول بيثا العالم الشهير

مقال صدق مثلاً يسير

الاحتياج  وكذا المهارة

جاران  لا  يترك كل جاره

ويسكنان غالب الأحيان

بناية  واحدة  البنيان

فوائد  الفقر فمنها أنه

لا يلتهي عن درسه صاحبه

وطالما ألهى الفتى غناه

عن  طلب العلم وما أحلاه

لا تفترض تجنب الدين ولا

تجعل به ما دمت حياً أملاً

إذا اقترضت فاقترض ما لزما

ووحد الدين ربحت المغنما

لا تشتر الشيء إذا رأيته

رخيص سعر أينما وجدته

بل اشتر اللازم وأحذر من شراء

أشياء لا تحتاجها يبن الورى

بالمبدأ  الثابت قو العقلا

لا  زلت للعلم النفيس أهلا

ولا  تضع ثانية بلا عمل

يكسبك الفوز بغايات الأمل

ووطن النفس على الحياة

بقوة  تبقى إلى الممات

وأعزم على التقى وفعل الخير

وأجتنب  القبح وفعل الشعر

إن اعتد لك المفيد أتبع

في الأكل والشرب كبل موضع

لا  تعملن شيئاً به تحتقر

غيرك  منه مثله إذ يصدر

وفي  الحديث لا تقل للناس

سوى  حقيقة  بلا التباس

لا تظهر السخط ولا الإكدار

للوليدن  وإلزم  الوقارا

لا  تغضب القريب والرفيقا

وكن  أخي  بينهما شفيقا

وبخ وحارب جملة الرذائل

وساعد الدين على الفضائل

ولا تناضل يا رفيع الشأن

إلا لنشر النور والعرفان

فالنور  من أي مكان أتى

خذه  وكيفما أتاك يا فتى

عن مبدأ أوصيك أن لا تعدل

ما  دام بالنفع العظيم ينجلي

من اعترافك الخطأ لا تخجل

بين  البرايا وكذا الحق قل

لا تقترف شيئاً مخلاذ الوفا

حيث  به تخجل أن تعترفا

والحمد لله على الدوام

ما  فاح نشر المسك بالختام

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الحسن الحموي

avatar

محمد الحسن الحموي

سوريا

poet-Mohammed-Al-Hassan-Al-Hamwi@

218

قصيدة

3

الاقتباسات

7

متابعين

محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد السمان، أبو العزم، جمال الدين الحسيني الحنفي الحمودي. باحث، شاعر أديب،عالم مسلم ومتصوف وكاتب وشعر سوري ولد في حماة سنة 1877م من أهل حماة. تعلم ...

المزيد عن محمد الحسن الحموي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة