الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » نعوك عبرت قنطرة الممات

عدد الابيات : 43

طباعة

نعوك عبرت قنطرة الممات

كذاك الموت عاقبة الحياة

وما  الدنيا سوى آمال قومٍ

تعللهم  إلى حين الوفاة

نرى  جيلاً يحل مكان جيل

ويجري الدور من ماضٍ لات

وأشباحاً  تغيب كل يومٍ

وأسماء بغير مسميات

وأجسادا  تغيَّب كل يوم

فتسقي  باطن الأرض الموات

تشاد  لها القبور وليس فيها

سوى ذكرى خيالٍ في مراة

ودنيا كلما هرمت تصابت

عجوز لم تزل بصبا فتاة

تسف العالمين ولم يصبها

كلال  في  النواجذ واللهاة

تربيهم  لها رطباً جنياً

فتأكلهم وترمي بالنواة

يقيم الحزن وهناً ثم يمضي

ويأسو الدهر جرح النائبات

عرفتك والمقالد حين كانت

بأيدي  ساسة الترك الغلاة

تنوه  باسم قومك من فَروقٍ

وليس فَروقُ بالخل المواتي

وتبعث من لسانك مر عتبٍ

تثير  النزر فيه من الحماة

بيومٍ لم يكن للعرب صوتٌ

إليه  تصيخ أسماع الرعاة

ترى لغة العروبة مستهاناً

بها فكأنها لغة الجناة

ومجداً ضائعاً دلت عليه

معالم حول دجلة والفرات

طوى تلك الشجون الدهر عنا

وسجلهن في باب العظات

وما الذكرى بنافعةٍ ولكن

أعاد عليّ فقدك ذكرياتي

يداول  ربك الأيام نصراً

لمظلومٍ وردعاً للطغاة

وربك  لا يغير ما بقومٍ

تساوى بينهم عدل الولاة

تركت فروقَ إذ لم تغن شيئاً

وشاء لك القضا قطع الصلات

ولما  عدت والآراء شتى

وكان الوضع يدعو للشتات

أبيت الإنصياع لجر غنمٍ

فلم ترم الكناس مع الرماة

نكبت  عن الطريق وكان سهلاً

وعفت  الركب رهناً للحداة

إلى أن رحت عن دنياك عفاً

نقي  الجيب محمود الصفات

حيياً والحياء ثمار نبتٍ

تفرع من أرومٍ زاكيات

ووارينا بلحدك نفس حر

بعيد  المرتقى صلب القناة

وخلقاً قد نشقنا الطيب منه

وطيب الخلق من طيب الذوات

فإن  خسر التجارة ذو حياءٍ

وأخفق  في المساعي ذو أناة

وإن كست الفضيلة في أديبٍ

وعاكست المواقف ذا حصاة

فليس العصر إلا عصر مالٍ

يرحب بالصيارفة الجباة

تجنب عن مفاهيم المعالي

وأعرض عن معاني المكرمات

أراوية العروبة كيف آلت

حياتك من أحاديث الرواة

خشيتُ عليك طارقة المنايا

لما  نزلت بجسمك من هناة

وعلل  نفسي الآسي ولكن

قضاء فت في عضد الأساة

بربك قل لنا إن كنت تُصغي

لحي  من وراء الحجب صات

أليس  العمر فترة مستفيقٍ

تململ ثم عاد إلى السبات

وهل  رجعت يداك اليوم منه

بغير الباقيات الصالحات

فثق ما بعد هذا الموت موتٌ

ونم ما بعد ليلك من غداة

وليس  جوارُ من أقصيت عنهم

بأحسن من مجاورة الرفات

هنالك  لن تشاهد أي فرق

به امتاز السراة عن العفاة

توحد مسلك الثاوين فيه

فلم  تر من عناصر أو لغات

أراك  وقد تركت جميل ذكرٍ

رحلت  من الحياة إلى الحياة

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة