الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » قضيت أسى لو أن وقع الأسى يردي

عدد الابيات : 26

طباعة

قضيت أسى لو أن وقع الأسى يردي

وللجزع استسلمت لو أنه يجدي

لك  الله من محمولة في سريرها

ورب  سريرٍ فاق مجمرة الند

رأيت  الألى  قد شيعوك تفرقوا

وظلت أباري القبر من دونهم وحدي

كفاقدةٍ عقداً على حين غفلةٍ

تفتش ذهلاً في التراب على العقد

أحدق  طوراً في الوجود كأنني

غريب نأى عن أهله فهو يستهدي

وأطبق  جفني تارة كمكابرٍ

يحاول إنكار الحقائق عن عمد

فما  أكثر الموتى الذين نسيتهم

عدا  معشراً قد كنت خالصتهم ودي

لذا لم أزل في مأتمٍ من هواجس

تراكمن حتى صرن حشداً على حشد

كأنك  في قبرين قبر بأضلعي

يصونك مما بت تلقين في اللحد

أجدد  فيك  العهد كل عشيةٍ

وإن  فصمت أيدي المنون عرى العهد

وأنظر  مرآك  به فيلوح لي

بموتك شك ثم يرجعني رشدي

هناك أعزي النفس فيك وإن يكن

عزائي لنفسي لا يعيد ولا يبدي

وقبر  به  وسدت خدك تربه

وبالرغم مني بت عافرة الخد

وقفت عليه خاشع القلب مطرقاً

كأني تمثال من الحجر الصلد

أفكر  فيما لم يفد كل ثاكلٍ

من  الناس غير الصبر قبلي ولا بعدي

وقلبت طرفي حول مثواك سائلاً

فلم أر غير الصمت ينعم بالرد

بصوتٍ كصوت الطيف في عالم الكرى

كأن حنايا القلب من وقعه تصدي

تلقاه  سمعي  ثم مر كأنه

لظى شب ما بين الترائب والجلد

يقول لقد نقى الحمام فؤادها

فلم  يبق من حب به اليوم أو حقد

وجرده  من  كل  عطفٍ ولهفةٍ

عهدتهما بالقرب منها وبالبعد

كفاك بأبناء التراب تفكراً

فإن  مجال الفكر فيهم إلى حد

إذن  فوداعاً  لا تلاقي بعده

وصرت  وإياك بحل من الوعد

وحسبي  ذكراك التي في سبيلها

أقول لليلي طل وزدني من السهد

لئن يعف قبر ضمك اليوم لحده

وإن  لم يدع منه البلى أثراً يهدي

ففي خاطري ما دمت حياً ممثلٌ

تضيء  طريقي نحوه جذوة الوجد

إذا  الميت بالآلام لم يك شاعراً

كما كان حياً فهو في جنة الخلد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

أضف شرح او معلومة