يَا عَيْنُ لَا تَرْقُبِي فِي النَّاسِ مَا فَعَلُوا

إِنِّي بِمَا مَدَّهُ المَنَّانُ أَكْتَحِلُ

إِذَا غِنَاهُمْ لِسَانٌ يَسْأَلُ البَشَرَ

إِنَّ غِنَائِي لِسَانٌ فِيكَ يَبْتَهِلُ

أَسْرَجْتَ فِي ظُلْمَةِ الأَحْشَاءِ نُورَ الهُدَى

فَكُنْتُ شَمْعاً لِهَدْيِ النَّاسِ يَشْتَعِلُ

أَثْقَلْتَ رِجْلِي فَمَا سَارَتْ لِبَابِ الوَرَى

وَفِي رِضَاكَ تَسَامَى قَلْبِيَ العَجِلُ

أَعْمَيْتَ عَيْنَ الرِّضَى عَمَّا يُسَخِّطُهَا

فَأَبْصَرَ القَلْبُ عِلْماً ؛ نُورُهُ العَمَلُ

هَاجَرْتُ بِالقَلْبِ مِنْ أَرْضٍ تُدَنِّسُنِي

إلى سَمَاءٍ لَهَا التَّسْبِيحُ يَرْتَحِلُ

قَدْ يُبْدِلُ المَرْءُ إِيمَاناً بِبَخْسِ هَوىً !

قَدْ يُنْكِرُ المَنَّ ثَغْرٌ عِشْقُهُ البَصَلُ !

أَقَمْتُ فِي القَلْبِ أَسْمَاءَ الإِلٰهِ عَسَى

فِي أَرْضِ حُبِّ (الرَّحِيمِ) يُزْرَعُ الأَمَلُ

وَفِي جِنَانِ (اللَّطِيفِ) رَحْمَةٌ قَدْ خَفَتْ

وَمِنْ عَطَاءِ (الكَرِيمِ) يَقْنَعُ الخَجِلُ

وَهْوَ (السَّمِيعُ) (البَصِيرُ) فَاسْتَمِعْ مَا رَضِيْ

وَابْصِرْ بِعَيْنِ التُّقَى وَالقَلْبُ يَبْتَهِلُ

(الأَوَّلُ) (الآخِرُ) وَ(الظَّاهِرُ) (البَاطِنُ)

إذْ جُنْدُ أَهْوَائِنَا فِي القَلْبِ تَقْتَتِلُ

(المُعْطِيُ) (المَانِعُ) فَالحَمْدُ والشُّكْرُ لَهْ

فَالنَّفْسُ فِي المَنْعِ أَوْ فِي المَدِّ تُنْتَخَلُ

(رَحِيمُ) (رَحْمٰنُ) (جَبَّارٌ) فَيَدْفَعُنَا

رَجَاءُ مَغْفِرَةٍ أَوْ يَدْفَعُ الوَجَلُ

(العَادِلُ) إِنْ طَغَى فِي الظُلْمِ طَاغِيَةٌ

يُرْجِيهِ حتَّى يُوَافِي ظُلْمَهُ الأَجَلُ

إِذَا اعْتَقَدْتَ كَمَالَ الرِّزْقِ فِي (الرَّازِقِ)

فَكَيْفَ مُدَّتْ إِلَى لُعَاعَةٍ مُقَلُ ؟!

لَهُ كَمَالُ الصِّفَاتِ وَاحِدٌ أَحَدٌ

يُشْفِي مَرِيضاً سَرَتْ فِي قَلْبِهِ العِلَلُ

فَالنَّاسُ أَحْجَارُ فِي شِطْرَنْجِ غَيِّهِمُ

وَمِنْ شَيَاطِينِهِمْ تُعَبَّدُ السُّبُلُ