الديوان » العراق » حبيب شعبان » أتقعد موتورا برأيك حازم

عدد الابيات : 50

طباعة

أتقعد  موتورا برأيك حازم

وفي يدك العليا من السيف قائم

وتصبر  حيث الصبر يقضي إلى الردى

كأنك  قد سالمت من لا يسالم

وتقضي  وما تدري جفونك مالكرى

سواهر  من وجد وحربك قائم

على نكد قد طال عيشك والعدى

لهم أي عيش طيب الطعم ناعم

شفت  غيضها منكم فديت إلى متى

على  الجور منهم أنت للغيظ كاظم

متى تملأ الدنيا بهاء وبهجة

وعدلا ولا يبقى على الأرض ظالم

وتنشر ما تطوي على النصر راية

إذا خفقت كالطير فر المخاصم

وتدرك  ثارات  لكم  من أمية

بها  لبست ثوب المذلة هاشم

أتنسون إذ سامتكم ما يسوؤكم

وما  ساءكم من قبلها الضيم سائم

وجارت عليكم وارتقت من علاكم

رفيع  مقام لم تنله السلالم

وأنتم حماة الجار من كل طارق

بلى وملوك العدل أن جار حاسم

فلله  يوم الطف لا غرو بعده

مدى وملوك العدل إن جار حاسم

فكم من قصور فيه للبغي شيدت

وثلث  عروش  للهدى ودعائم

غداة  أبي  الضيم جهز للوغى

كراما إليها الدهر تنمي المكارم

فما حاتم في بحرها غير قطرة

وإن أخجل السحب الهواطل حاتم

وما عامر كبش الكتائب إذ سرى

ومن  خلفه سمر القنا والصوارم

لدى  بأسهم إلا ككبش سوائم

وأنى  تساوى بالليوث السوائم

كؤوس الأذى في العز تعذب مشربا

لها ولها طعما تلذ العلاقم

بدور  هدى قد لاح في صفحاتها

من  النور وسم للهدى وعلائم

هم  الأسد لا بل أقدموا وتزاحموا

على الموت في يوم تعز الضراغم

فتحسبه الليل البهيم وإنما

من  النقع فيه عارض متراكم

وأوجههم  زهر البحور وبيضهم

صواعق  حتف والرعود الهماهم

فصالوا  وجالوا واستطالوا وأدركوا

ببيض  البا ما قدرته العزائم

لقد ثبتوا لكن جبالا رواسيا

وطارت  قلوب للعدى وجماجم

ولولا  قضاء الله يمسك عزمهم

أبادوهم أو يسلموا أو يسالموا

ولكن  أجابوا  داعي الله سجدا

وصاروا إلى دار بها العيش ناعم

وخروا على وجه الثرى سغب الحشا

وأجسادهم  للمرهفات مطاعم

عطاشى يبل الأرض فيض دمائهم

وقد  يبست أكبادها والغلاصم

يعفر  منها رائح أريح أوجها

بها ينجلي ليل الدجى والعضائم

وأضحى  فريداً في الجموع شمردل

بصارمه  الوهاج تطفى الملاحم

وحيدا وقد سد الفضا حرب حربه

وليس  له  إلا الحسام مسالم

فحي  القنا طلق المحيا وعانق ال

ضبا  وغدت تبكي دما وهو باسم

فللسمر في الأحشاء منه مراشف

وفي  وجهه  للمرهفات ملائم

وروى الضبا من جسمه وهو عاطش

وأطعمها  من لحمه وهو صائم

ففل  وشد الجيش عنه ووجهه

صبيح  ووجه الكون أسود قاتم

وأغمد في الهامات عضبا مهندا

هو الموت ما منه سوى الله عاصم

شديد القوى ما روعت عزمه الهدى

وقد رهنت منه القوى والعزائم

وضاق  بأعداده الفضاء وصدره

رحيبا  وجرحا أوسعته اللهاضم

يصول  وتنثال الخيول ولم يزل

يكر  ومن  رعب يفر المزاحم

إلى أن هوى تحت الحتوف وتحته

مهار فخار وطأته المكارم

هوى للثرى سر الوجود بأسره

فواعجبا أن ليس تفنى العوالم

ورضت ضلوع منه تطوى على الطوى

وصدر  لأسرار  المهيمن كاتم

ليبقى  ثلاثا عاريا ومن العلى

عليه  برود لم تشبها الذمائم

وتسبي نساه حسرا فكأنما

من  الترك بين المسلمين غنائم

تساق  علىعجدف ولم تعرف السرى

فيهوين مهما ملن منها القوائم

فأين  أباة الضيم عن فتياتها

وقد  وليتهن  الأعادي الغواشم

تجاذبها  أبرارها  وحليها

فتحمر منها بالدماء المعاصم

كرائم  ذلت بعد فقد حماتها

وأفضع  خطب أن تذل الكرائم

فتبكي وتبدي النوح لا مسعد لها

وتعجز عن إسعاد هذي الحمائم

ومن عجب يبكي الصفا رحمة لها

وليس  لها بين البرية راحم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حبيب شعبان

avatar

حبيب شعبان

العراق

poet- Habib-Shaaban@

5

قصيدة

1

متابعين

الشيخ حبيب بن مهدي بن محمد الشهير بشعبان. شاعر أديب. ولد في النجف سنة 1873 م ,ونشأ بها على أبيه، فعني بتربيته وقرأ القرآن وتعلم الكتابة، ثم توجه إلى طلب العلم ...

المزيد عن حبيب شعبان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة