الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » شموس مدام في كؤوس زوالغ

عدد الابيات : 34

طباعة

شموسُ مُدامٍ في كؤوسٍ زَوالغُ

تَطوفُ بها فينا البُدورُ البَوازغُ

مشعشعةٌ صَفراءُ جالَ حَبابُها

كَما جِلنَ في غضِّ الزُهورِ البَواشغُ

زَكَى نافحٌ من نافجِ الطيب فايحٍ

وَفايخُ  مسكٍ طابَ ريّاهُ فائغُ

كَأَنّ  الكؤوسَ المترعاتِ مراحلٌ

تدانى بِها ربعٌ وَتَنأى مشائغُ

كَأَنّ  احتساها  نَزعةً بعد نزعةٍ

خُطاً  للصفا وَالشِّربَ ركبٌ يبالغُ

تجوب فَضا الإِدراك في راحِ من سَقى

وَقرقرت الرَاووق منها بغابغُ

فَإِن مُلئت كاساتُها امتلأ الهَوى

وَإِن أُفرِغَت فَالقَلبُ بِالأنس فارغُ

مُدامٌ رأت فعلَ الهُموم فَأَقبلت

وَذا  دمُها ممّا جَنى الغَيظُ بائغُ

فَهاتِ عَلى ما يَبتغي برزغ الهَنا

فَبارع أُنسٍ جادَ والعيشُ بارغُ

أَلم  ترَها تَبغي كفاحَ همومِنا

عَلَيها دروعٌ للحَباب سَوابغُ

تُضيء فتمحو مُكفَهرَّ العَنا فَلو

يُسكَّنُ جاشٌ ما اقتضتها سغاسغُ

عجبتُ لنورٍ في العُيون مُبرَّجٍ

يلذُّ شراباً وَهوَ في الذَوق سائغُ

عجبتُ  لها تبراً يَسيلُ مصونُه

وَقد  صاغ منها سِكَّةَ اللهوِ صائغُ

تحلّ بنات السرغ لبّ فَواتخٌ

وَكم  لَعبَت بالسرغ قبلُ الفَواتغُ

فَغَيِّبْ هُمومَ النَفسِ وَالأُنسُ حاضرٌ

وَأَيقِظ دَواعي الوَصل فَالفصل باهغُ

وَدع عَنك غَوغا عاذليكَ عَلى الهَوى

فَما زالَ دَأبَ العاذلين الدغادغُ

فَهيهاتَ يَقوى أَن يَرى شَمسَ أُنسِنا

طَموحٌ إِلى العُتبَى عَن الذَوقِ زائغُ

وَهَيهاتَ يَحسو حرّةَ الروحِ أَولَقٌ

لَقَد  عزَّ  راحٌ أَن يوافيه والغُ

فَيا  حبّذا جَمْعٌ تَفرّقَ همُّهُ

وَجُمِّعَ  فيهِ الصَفوُ وَالوَقتُ رابغُ

وَقَد  خَلَتِ الأَفكارُ عَن كُلّ شاغلٍ

فَلا  عاذلٌ  غرٌّ وَلا الهَمُّ جالغُ

كَأَنّ حَبابَ الراحِ حينَ تَراقصت

زِجاجٌ  لَها في الزاهدين شغاشغُ

كَأَنّ النَدامى يَجأذونَ كؤوسَها

أُبيحت لَهم فيما يَرونَ الرغارغُ

أَدِرها  فَإِنّ  الراحَ للبرح دافعٌ

وَفيما  تبينّاه للروع دافغُ

وَلا تَخشَ أَن تشربْ مُدامَك رائقاً

فَرائعُ ما تخشى من الأنس رائغُ

وَخُذها عَلى خدٍّ نضيرٍ وَمبسمٍ

شهيٍّ منيعٍ لَيس يَرجوه بالغُ

ودَعني بعشقٍ أَهصرُ القدَّ مثلما

تَضُمُّ عثاكيلَ الغصونِ الفشائغُ

وَلا  ترجُ منّي سَلوةً بَعد صَبوةٍ

بعيد  فؤادي  أَن يلاقيهِ نازغُ

فَلا  برزغ  الا  نبهرج لذة

يكبح عَنها صادعَ النُّصحِ صادغُ

كَأنّ  غُصونَ الدوحِ فيهِ غَدائرٌ

عَلى  نَهرها قَد صغصغتها الصغاصغُ

وَهَل زبرجٌ من جانب العَيش مونقٌ

إذا  لَم تَكُن نالَت مُناها البَرازغُ

وَما  خنزجٌ يَختارُ غرٌّ مخرفجٌ

بآنقَ  من صفوٍ تَقي فتجالغُ

وَما  طالعُ  السعدين إِلا نضارةٌ

تَخوّفَ عقباها العشاشُ الطَوالغ

وَما  طامعٌ في العَيش بِالهَمِّ وَالأَسى

سِوى مَن عَلى عَينيهِ للغيِّ طامغ

وَما  الهَمُّ إِلا بالمذلةِ فاضحٌ

ذويهِ  وَللقدِّ  المقوّمِ فاضغُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

977

قصيدة

9

الاقتباسات

13

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة