الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » أمل تروح له الحياة وتغتدي

عدد الابيات : 35

طباعة

أَملٌ تَروحُ لَهُ الحَياة وَتَغتدي

وَهوىً تَضلُّ بِهِ النُفوس وَتَهتدي

وَعَزائمٌ للدهر يمضي يَومُها

وَحزامةٌ  تكلُ الأُمور إِلى غَد

حِكَمٌ  تعدّدَ نَوعُها فَتوحّدت

فَتجمّعت  في عالم متبدّد

وَالدَهرُ في سَكناته حَركاتُه

دُورٌ  يَدور مَتى تَناهى يَبتدي

فَاليَومُ  يَمحو لَيلَه وَاللَيلُ يَم

حو يَومَه وَالجَمعُ نهبُ المعتدى

حللٌ عَلى جسم الوُجود قَديمةٌ

محتومةُ المبدا وَإِن لَم تنفد

صورٌ  تمرّ وَتَستحيلُ وَتَنقضي

أَعراضُها  وَحَقيقةٌ لَم تَزدد

يا لَيتَ شعري ما وَرا هذا الوَرى

إِن  لَم تقل ماذا الوُجود السرمدي

كرةُ العَوالم أَين كَيفَ مَدارُها

أَعوالمٌ  لا تَنتهي بمقيّد

كلا  فَما فَوقٌ وَلا تَحتٌ فَما

جِهةُ المَكان وَأَين ما لم نشهد

سارَت بِنا الأَفلاكُ أَم ثبتت لَنا

رَكبٌ  يسير من الخَلا في فدفد

كَيفَ المَلا بَين الخَلا هَل ثمّ ما

يَهدي  الصَواب لِناظرٍ متردّد

بَين انحلالٍ وَانعقادِ محللٍ

عَدِمَ  البَقاءُ لطارئٍ متجدّد

حَقِّقْ فكلُّ الكَون شَيءٌ واحدٌ

ما  لم  يُحلَّلْ بَيننا لَم يعقد

وَاجزم بِلا عَدم الوُجود وَإِنَّما

قل بانعدام الشَيء ما لم يُوجد

لَيست هيولاه العَوالم صُورةً

وَأَظنها  تَعرى بقهرِ مجرّد

فَانظر لجسمك كَيفَ كُنت وَما تَكو

نُ وَكَيفَ أَنتَ اليَوم حَقق ترشد

ما  أَنتَ  إِلا صُورةٌ نَوعيةٌ

متشخصٌ  من عالم متعدّد

لا  فَرق بَين حَقيقةٍ وَحَقيقةٍ

إِلا لباس الكَيف للمتفقد

دَع زورَ وَجهِ الأَمر وافهم كنهَهُ

وَاستجل ما تَهوى متى لَم تَقصد

فَالوَجه تُكسِبُه الظُروفُ مَظاهراً

وَالكنهُ لم يسفل وَلم يتصعّد

وَالجسمُ بَين تشتتٍ وَتجمعٍ

وَالكَونُ بَين تَركبٍ وَتفرّد

وَالكَونُ  يَعقبهُ الفَسادُ وَعَكسُه

جارٍ  فَلا كَونٌ لَما لَم يَفسد

جُل  بِالبَصائر تَحتَ كُل مَظاهرٍ

هَل  ثمّ  إِلا وَحدةٌ لَم تُحدَد

وَاعجب لأجزاءٍ تُحدّد كُلَّها

وَالشاملُ  الكليُّ غَير محدّد

وَانظر إِلى الجوّ المحيط وَما حَوى

من سائرٍ للبين لم يتزوّد

نَثرت  زَواهرُه وَباعد بَينها

حِكْمُ المشيئةِ عهدَ من لَم يعهد

وَالشَمس جاريةٌ تغازلُ بَدرَها

طُولَ  الزَمان وَلم تَفز بِالمَوعد

وَسهيلُ يَبكي وَالثريا تَشتكي

فَتشير من حسدٍ لِوَصل الفرقد

وَلكَم يَبيع المشتري أَوقاتَها

بَيعَ السَماح كَأَنَّها لم تجهد

وَمكاتبٌ يَطوى الفَضا بكتائبٍ

جُندٌ مجندةٌ لخير مجند

وَالشَيخُ كيوانٌ يزجُّ عصيَّه

كِبراً  وَيقتادُ الأَوابدَ بِاليد

وَحشاشةُ المريخ شبَّ أُوارُها

مِن  غَيظِه فَلَهيبُهُ لم يخمد

لا  بُدّ ناظمُها سَينثر عقدَها

فَتظلُّ عاطلةً عَروسُك تَجتدي

فَاخلد بروحك في الخَوالد وَاعتصم

وَاحرص فَأَنتَ بغيرها لَم 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

977

قصيدة

9

الاقتباسات

13

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة