الديوان » سوريا » خالد مصباح مظلوم » الله وحده فاطر الأكوان

عدد الابيات : 53

طباعة

انظر لكونٍ مُحْكَمِ البنيانِ

يجري بأمرٍ منه في مِيزانِ ‏

انظر إلى التكوين معجزةً كما

هي معجزاتُ الله في الفرقانِ

الله وحدَهُ فاطرُ الأكوانِ

قُلْ: لا إلهَ سِواه في الأزمانِ ‏

ما أروعَ المخلوقَ يُكْرِم ربَّه

بعبادةٍ لجلاله الحنّانِ..‏

الله وحَّدَ نسلَ آدمَ كلَّهُمْ ‏

برباطِ إنسانيّةِ الأديانِ ‏

بعقيدة التوحيد يكبح آدمٌ

جُلَّ الحروبِ ونزغةَ الشيطان

ويؤسسُ التوحيدُ أعظمَ وحدة

للناس إن كانوا ذوي أذهانِ..‏

الشمسُ تجمعنا وبدرٌ بازغٌ

وجمالُ ليلٍ مؤنسٍ فتّانِ

انظر إلى البحر الجميل وما به

من ثروة الياقوت والمرجان..‏

والطيرِ يسْبح في الفضاء مسبّحاً

ربَّ الملا متواصلَ الشُّكران ‏

انظر إلى العصفور تحضن فرخها ‏

وتزُقّه بالأكل والتَّحْنانِ

انظر إلى حُسْن الزهور وعطرِها ‏

يسْتَنْقذان السعدَ للإنسانِ..‏

انظر لخَلْق النيّرات وللثرى

تشهدْ أعاجيباً من البنيانِ ‏

ويَحار عقلُك حين وجّه سهمه

في خَلْقهِ فتذوب في الإيمانِ

الكون يبلغ نحو أعلى رتبة ‏

من فضل متقن صنعة البنيانِ

أ وَ ليس مِن عظمات ربك خلقُنا

في خير تقويم وأرفعِ شان؟؟

أ وَ ليس مِن عظَمات ربِّك أمرُه

للمؤمنين الرفقَ بالحيوان؟

أ وَ ليس من فضل الإله على الورى

هذا التمتع بالشعور الحاني؟

أ وَ ليس مِن حب الإله لعبده

تكريمُهُ إنْ تاب بالغفرانِ؟

انظر لقدرته بخلق عقولنا

حتى نحيط بعلمه الرباني ‏

انظر إلى عظَمات ربك منذراً

للناس بالزلزال والفيضان..‏

أ وَ ليس مِن عظماته دعمُ النُّهى

حتى تفجّر طاقة الإنسانِ..؟

أ وَ ليس من عظَمات ربك نفخُه

في البعض قدراتٍ على التبيان؟..‏

أ وَ ما اختراعُ هواتفٍ وبواخر..‏

هي مِن نتيجة هدْيهِ الربّاني؟

أ وَ ليس من عظَماته إعطاؤه ال

إنسانَ قدراتٍ على الطيرانِ..؟

يجتاز أقطاراً وليس بنافذٍ ‏

إلا بوحي منه أو سلطانِ ‏

أعطاه عزمَ سباحةٍ بخيالهِ

لكواكبٍ صيغتْ من العِقْيانِ.. ‏

الله يكرم آدما في بَرّه‏

وببحره .. ويفيض بالإحسانِ ‏

الله لا يرضى التناحرَ بيننا

وثقافةَ التكفيرِ والشّنآنِ

لم يُنْزلِ الأديانَ كي تنأى بنا

عن بعضنا لكنْ لأجل تَدانِ ‏

نشَرَ التنوّعَ في المذاهب مثلما

في الزهر والأطيار والشطآنِ

لو كانتِ الأزهار نوعاً واحداً

مَلَّ الفؤاد ومال للهِجْرانِ ‏

ما دِيمةٌ تسقي مَزارعَ بلدة

إلا تُعَدّ الكسْبَ للبُلْدانِ ‏

ما قطرةٌ نفطيّة تمضي سدى ‏

إلا خسارات لكلَّ مكانِ..‏

أنا عالميُّ الفكرِ منذ طفولتي

من يوم تنشئتي على القرآنِ..‏

مَن كان إنسانيّةً أخلاقُهُ

لم يرضَ إلا العدل للأوطانِ ‏

أنا لا أميّز بين أية دولة..‏

لتمتّعي بشعوريَ الإنساني

واللهِ لمْ أكسبْ بعمري قدْرةً

إلا دعمتُ بها الفقيرَ الواني

مهما اضطُرِرتُ إلى الأنانيات لا

أرضى بها إنْ تعترضْ إخواني ‏

مِن قدرة الرحمن أنه مقْنِع

عقلي بهذا النهج من أزمان

لا فرق عندي بين شيخ مسلم

أو بينَ حاخامٍ ولا رُهبانِ

الكل يدعم بعضه بعضاً كما ‏

تتآزر الأحجارُ في البنيانِ ‏

ما أجملَ الأديانَ تعشق بعضَها

بعضاً كعِشق الشِّعر للأوزانِ

انظر إلى الإسلام يجمع مسلماً

معَ غيره بتوحّدٍ عقلاني

‏***‏

أنا مسلمٌ أعني بهذا أنني

متآلفٌ معَ سائرِ الأديانِ

مُتضامنٌ معها بحبل إلهنا

وبفهمها حقاً بلا نقصانِ

الرب قدّر أن أكون كشاعر

طبقتُ أفعالي كما وِجْداني

أوَ لستُ مَن قال القصيد مغرِّداً

ببطولةٍ في عالم الأوزان

أهوى بني وطني وأهوى غيرهم

متيمّناً بالوعي في وِجداني ‏

تدعو المروءة للتعامل بالوَلا

بدلَ القِلى ومتاعبِ العُدوان

أيُعَدّ نصراً أن نحارب بعضنا

بعضاً ونرفعَ راية الطغيان؟؟

لولا التخلفُ في ثقافة بعضنا

لم يَطْغَ إنسانٌ على إنسانِ ..‏

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خالد مصباح مظلوم

avatar

خالد مصباح مظلوم

سوريا

poet-Khalid-Misbah-Mazloum@

30

قصيدة

1

متابعين

خالد مصباح مظلوم (مواليد 29 يوليو 1940) شاعر ومؤلف سوري. نشأ في سوريا ثم انتقل إلى مصر لدراسة الأدب العربي، حيث حصل على شهادة جامعية من جامعة القاهرة عام 1963. ...

المزيد عن خالد مصباح مظلوم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة