اليوم تصنعين لي شاي الصباح
قبل عشرين عاماً صنعتِ لي القهوة التي أقلعتُ عنها مؤخراً
بالأنامل نفسها.
وبالخوف الذي ازدهت أعمارنا
في ظلاله.
تذهبين إلى المطبخ مباشرة
تفتحين الأدراج، تضعين الإبريق
أراقب المشهد في صمت
أنتشل نفسي من ضباب السنين
لكنك القديرة
بارتجاف وضجر تبعثرين الرّفوف
تستعيدين حكاية «الدّقي« و«الميريلاند«
الأفكار السّريّة
وحارس الحديقة الأعور
الذي يرقب العشاق في قبلاتهم الخاطفة
كي يبتز منهم بضعة دراهم.
مسرنمين في عبق الحكاية
وفيضها الذي لا ينتهي (رغم رداءة الطّقس)
حين فاض الإبريق على ناره
كما فاضت السنون فجأة
وأغرقتِ الوجوه والمكان.
شاعر و كاتب عماني ورئيس تحرير مجلة نزوى الثقافية الفصلية التي تصدر في مسقط. ولد في قرية سرور بولاية سمائل بالمنطقة الداخلية سنة 1956. درس في القاهرة وعاش في أكثر ...