الديوان » عمان » ابن رزيق العماني » أيها الدار لم تغلك الدهور

عدد الابيات : 42

طباعة

أيها الدارُ لم تَغُلْكِ الدهورُ

زالَ عنك الأسىَ ودامَ السرورُ

كلُّ نادٍ يَشْدُو مناديكِ فيه

بلدٌ طيبٌ وربٌّ غفورُ

قَّر طرفُ القطينِ وانشرحَتْ في

كِ لمحظيَّةِ السرور صدورُ

طاولتْ بالفخارِ حصباؤُك الدر

رَ وولَّى شذا ثراك العبيرُ

كلَّ يوم يلوحُ منكِ ربيعٌ

يبهجُ الطرفَ منه نَوْرٌ ونُورُ

تحملُ الريحُ من خمائلِكِ العن

برَ في طيِّهِ الكَبَا منشورُ

وجرتْ كاللجين في الصفو أنْها

رُكِ والروض ترْبُهُ كافورُ

وعلى دَوْحك الحمائمُ في الرا

دِ يهزُّ القلوبَ منها الهديرُ

فانعمى يا ديارَ فنجةَ بالفخـ

ـرِ فباعُ الخطوبِ عنك قصيرُ

أنتِ عن سائر القُرى رفعَ القد

رَ لك البارئُ العزيزُ القديرُ

كلَّ يوم للزائرين مناخٌ

في ذراه التعظيمُ والتوقيرُ

تُنحرُ الكومُ فيه والروض منه

متدانٍ ينساب فيه الغديرُ

وكأنَّ المياه في بطنِ واديـ

ـكِ بُحورٌ تنصبُّ فيها بحورُ

وجِنَانٌ ترفُّ طيِّبةَ النَّشْـ

ـرِ تُغنِّي في دَوْحِهِنَّ الطيورُ

ذاتُ نخلٍ تميل إن هبّت الريـ

ـحُ كما مال بالطِّلا مخمورُ

يتسلَّى عن الخورنق رائي

ها وما بالفخارِ حاز السّديرُ

وقصورٌ يلمعنَ في الجُنْحِ كالأَن

جُمِ تعْيَا في وصفهنَّ القصورُ

يعجزُ النسر وصلَهُنَّ إذا طا

رَ وينهلُّ دونهُنَّ الصبيرُ

ساكنوها مثل الرباب وفي الحسـ

ـن من الآنسات عِينٌ حُورُ

يبسم البرقُ حين يلمعُ منهنـ

ـنَ إذا نصّت الحديثَ الثغورُ

هنَّ لما مشت بقدٍّ مَيُودٍ

تحت أثوابهن دِعْصٌ وثيرُ

قاصراتُ الطرفِ الغضيضِ هَواهنـ

ـنَ ذكيٌّ يذوبُ منه الضميرُ

إن تجلَّتْ والحَلْيُ يلمعُ شاهدْ

تَ نجوماً تمشي بهنَّ بدورُ

بَهْكَناتٌ مهما وصلْنَكَ أبدتْ

ظلماتِ الصريمِ منها الثغورُ

بعُدَتْ عن فعلِ الأَثامِ وفعلُ الـ

ـخيرِ منهنَّ واضحٌ مشهورُ

أيَّها الممتطي ظهورَ المطايَا

يَمِّمِ الركبَ حيثُ حلَّ الأميرُ

الأجلُّ المعظُّم الصمدُ الأَر

وَعُ والماجدُ الحليمُ البصيرُ

سالمُ الباسلُ الذي أظهر العدْ

لَ ببأسٍ تذوبُ منه الصخورُ

ملأ الأرضَ رُعْبُه يقصمُ الخصـ

ـمَ وجوداً يرتاحُ منه الفقيرُ

ملكٌ رأيُهُ المشير لدى الرَّو

عِ وفي كفِّهِ الحسامُ الوزيرُ

أسدٌ يهزمُ العداةَ إذا زل

زلَ ركنَ النجودِ منهُ الزئيرُ

من رأى بأسَه يقولُ علوٌّ

قدرٌ ذاكَ في الورى مقدورُ

يصغرُ الخطب عنده وكفاه الـ

ـفخرَ يستصغرُ الخطوبَ الكبيرُ

يا ابن سلطانَ حسبك الله أنت الـ

ـناس والبأسُ والخِضَمُّ الغزيرُ

من يوالي يَفُزْ وخصمُك لا شكـ

ـكَ وإِنْ عزَّ بالظُّبَا منحورُ

خذلَ اللهُ من يناويكَ إِذْ أن

تَ على كل معتدٍ منصورُ

أنا عبدٌ لمْ أنسَ فضلَكَ والحبـ

ـبُ صريحٌ ما فيه إِفْكٌ وزورُ

شاعرٌ لم أقرضِ الشعرَ لولا

كَ مليكاً لو أنه سابورُ

وأرى تَدَّعي الفصاحةَ أقوا

مٌ عن السمعِ قولُهمْ مدحورُ

يُلزمُ السامعينَ قولُهمُ التو

بَ بل النَّذْرَ بَعدهُ التكفيرُ

فاطَّرحْ قولَهم فحسبُك أنِّي

للقوافى شهمٌ بصيرٌ خبيرُ

ما مقامي النظيم إلا كما انحلـ

ـلَ من السبكِ لؤلؤٌ منثورُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن رزيق العماني

avatar

ابن رزيق العماني

عمان

poet-Ibn-Ruzaiq@

31

قصيدة

0

متابعين

حميد بن محمد بن رزيق، المعروف بابن رزيق، كان مؤرخًا وشاعرًا عمانيًا بارزًا عاش في القرن التاسع عشر. وُلد عام 1783 في مسقط، في أسرة ميسورة حيث كان جده يعمل ...

المزيد عن ابن رزيق العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة