الديوان » عمان » ابن رزيق العماني » أتت تدرع الليل البهيما

عدد الابيات : 36

طباعة

أتتْ تدَّرَّعُ الليلَ البهيما

تُصافحُ عنك بالأرَجِ النسيما

بَرَهْرَهَةٌ تُريكَ إِذا أمَالَتْ

إليكَ قَوَامَها غُصْناً قَويما

أتتْكَ وأنتَ للإسعافِ منها

لِبُرْءِ حَشَاكَ تنتظرُ النُّجُوما

فما برحتْ تُريكَ من التداني

دقائق ما تخصُّكُمُ عُمُوما

ورُبَّةَ روضةٍ غَنّاءَ تحكِي

جنَانَ الخُلْدِ جَنَّتُها نَعيما

فكنتُ لمن يباري الوَرْدَ منها

برونقٍ خَمرِ وَجْنَتِهِ نَدِيما

وكانَ لكَ الخليلُ بلا اعتراضٍ

وكنتَ لقُدْسِ حَضْرَتهِ الكَليما

فباتَ يُسِرُّكَ النَّجْوى حديثاً

وبتَّ تبثُّهُ الشَّكْوى قَدِيما

وهبَّ صَباً سقيمَ الروح يَشفي

بلطف سَقَامِهِ الصبَّ السقيما

فلم تَزلِ الغصونُ تهزُّ جيداً

إِذا ما هَيْنَم الصوتَ الرخيما

فيا لَكِ ليلةً لولا مَعَانٍ

لقلتُ الكهفَ تُزْري والرَّقِيما

ونَاجِيَةٍ تشقُّ البيدَ سَيْراً

إِذا ناخت بوجْنَتِها الأديما

وكنتُ متى أعلِّلُها بلفظٍ

من الألفاظِ تُنْهِلُني رَسِيما

كأنَّ لها لِمَا أهواهُ عِلْماً

ولم أكُ من توهُّمِها عليما

إلى أنْ راقَني منها التفاتٌ

فقلتُ ولَمْ أزاجرْها عليما

ألا عُوجي فحسبُكِ مَنْ هدانَا

به اللهُ الصراطَ المستقيما

أَلا عوُجي إِلى كافي البرايا

ومَنْ أضحَى لسائلِه زعيما

أَلا عُوجىِ لغفَّارِ الخطايا

ومَنْ تُحْيي عطاياهُ الرُّسوما

إِلى الصمَدِ المعظَّمِ مَنْ تُنادِي

بُحرْمَةِ شانهِ الصَّمَدَ العظيما

إلى غَوْثِ الأراملِ واليتامى

ومن يَجْلُو برؤيتهِ الهموما

إلى مَنْ للعداةِ اللُّدْنِ كانتْ

شَبا أسيافه أبداً رُجُوما

إلى الملِكِ الذي يأوي نعيما

ويَصْلَى من يعاندُه جَحيما

فكم أحْيتْ مواهبُه نفوساً

وكم هَشَمَتْ سلاهبه جُسُوما

وكم من حاقد ناواهُ حَرْباً

فأصْبَح بعد بَطْشته هشيما

مليكٌ يفضحُ الأقمارَ فخراً

إِذا ما شِمْتَ منظرَه الوسيما

خَدِيني قل لمن أصفاكَ وُدّاً

وناهزَها بديهتُه فطيما

لكَ اللهُ ابنَ سلطانٍ إِذا ما

برزْتَ وظَلْتَ تنتظرُ الخصوما

رأيتُ الأرضَ ترجف منك خَوفاً

وشامَ عدوُّكَ الصبحَ الصريما

أسالمُ ليس من ناوى سَليماً

لَعَمْرُ أبي وإِنْ كنتَ الرَّحِيما

ولا اعتمرتْ له ما عِشْتَ دارٌ

ولو كانت لشَسْعَتِها تريما

أمُنْسِيَتي برأفتهِ ربوعاً

عَدِمتُ بسُوحِها العيشَ الذميما

فلستُ لما تُشرِّفُني بناسٍ

لعمرُكَ أو أكونَ إِذاً رميما

وأنَّكَ دُمْتَ ترفعُني سموّاً

هجمتُ به على الجوزا هجوما

وأنَّ سماءَ مجدِكَ ليسَ تَبْقَى

رُجُومُ نجومِها أبداً رجوما

فدم واسلم أميري لا استطالت

يدُ الأيامِ إِذ قَصُرَتْ لزوما

وعِشْ مولايَ ما الورقاء غَنَّتْ

بأيكةَ أو دَعا داعٍ حَميما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن رزيق العماني

avatar

ابن رزيق العماني

عمان

poet-Ibn-Ruzaiq@

31

قصيدة

0

متابعين

حميد بن محمد بن رزيق، المعروف بابن رزيق، كان مؤرخًا وشاعرًا عمانيًا بارزًا عاش في القرن التاسع عشر. وُلد عام 1783 في مسقط، في أسرة ميسورة حيث كان جده يعمل ...

المزيد عن ابن رزيق العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة