يا شاعراً ودع دار السلام
هل بردى يطفىء منك الأورام
وهل تسليك ربوع الشآم
أما جنان العراق
بالزاهيه
حتى احتملت المشاق
في البادية
ضربت في صحرائها الخاليه
إِلى ذرى لبنان تنوي الرحيل
وهل مغاتي الشام تذكي هواك
وهل ربا لبنان تجلو أساك
كي تتناءى عن ملاهى صباك
الا تهاب النوى
ألا تهاب
وهي تهد القوى
بلا ارتياب
رفقاً بنا يا من حثثت الركاب
بعدك والله كرهنا المقيل
وهل بسورية تلقى الجنان
مثمرة الغرس وتلقى الحسان
مفترة الثغر وتلقى الدنان
بما يؤسي الجراح
ممتلئات
ممتلئات براح
يحي الرفات
هيهات ماالخضرة ما الغانيات
ما أكؤس الصهباء تشفي الغليل
فخضرة سالت عليها الدماء
وغانيات دأبهن البكاء
وخمرة يعصرها الأشقياء
لا تستثير الطرب
في المغرمين
ولا تزيل الكرب
عن الحزين
لكن تخليه بدمع سخين
يجود والدمع شفاء الغليل
وهل بلبنان يظل العشيق
أسير احداق ووجه طليق
سكران لا يصحو ولا يستفيق
كلا فليست رباه
كما يرام
والشام مما دهاه
ليس الشآم
تجرع الأحرار كأس الحمام
فيه واردتهم سيوف الدخيل
فما ربا لبنان بالزاهره
ولا ربوع الشام بالعامره
وآثروا بالقصور
أنفسهم
وادقوا بالخمور
أكؤسهم
والوطنيون حنوا رأسهم
لنكبة عظمى وخطب جليل
لبنان هل ماتت أسود العرين
هل استكانت وهي لا تستكين
لقد أذاقوك العذاب المهين
وصرت للغاصبين
رحب الجناب
وأهله الطيبين
لا تستطاب
ضاقت ويا لهفة نفسي الرحاب
بالوطنيين وضاق السبيل
يامن تنكبت عن الرافدين
خلفتني مغرورق المقلتين
أخاطب الناس بخد وعين
وتنزل الكارثات
على الوطن
فاستطيب الممات
من الحزن
أما المحبون فخاطوا الكفن
ولم أعاملهم بغير الجميل
نعمان ثابت (1905م - 1937م)
ضابط وأديب عراقي من بغداد، جمع بين الالتزام العسكري والشغف بالأدب والتأريخ. تخرج في الكلية العسكرية عام 1927، ومنذ ذلك الحين، بدأ في إثراء المكتبة العربية ...