أسرعي يا مي واطوي الفلوات
أرجعي أغنامنا للمخدع
غابت الشمس وستر الظلمات
مسبل يا للظلام الأسفع
يا لموج يا لريح زعزع
أسرعت مي لتحمي الغنما
والمراعي قد توارت بالضباب
أسرعت حتى باكناف الحمى
تربض الأغنام لأقرب الذئاب
فاستقت كاس الردى في المرتع
شمرت عن ساقها واندفعت
كجناحين تشقان الرياح
حرضتها الأم حتى أسرعت
وظلام الليل قد غطى البحاح
ما ترى فيها سواء المهيع
هاجت الريح وأمواج البحار
حطمت ساحلها بالإلتطام
وطغى المد بهاتيك القفار
وعلى أكواخها ساد الظلام
ولهذا مي لما ترجع
جلس الصائد يرمي الشبكات
في مياه البحر في صبح أنيق
عشب البحر رأى أم سمكات
مرحات أم شعوراً لغريق
في الخضم المائج المتسع
هي مي هي نور الأمل
هي مصباح لقلب مظلم
أرجعوها للحمى في محفل
صامت والموج لم يلتطم
كالحزانى لجلا المصرع
نعمان ثابت (1905م - 1937م)
ضابط وأديب عراقي من بغداد، جمع بين الالتزام العسكري والشغف بالأدب والتأريخ. تخرج في الكلية العسكرية عام 1927، ومنذ ذلك الحين، بدأ في إثراء المكتبة العربية ...