الديوان » العصر المملوكي » الباخرزي » ضربوا بمنعرج اللواء سرادقا

عدد الابيات : 36

طباعة

ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا

فسقاهم جَفْني سحاباً وادِقا

لم أدعُ مُدْ نَزلوا العُذَيْبَ وبارِقا

إلاّ سَقَى اللهُ العُذَيبَ وبارِقا

بَخلوا على عَيني بحُسنِ لقائهم

فظلتُ للنظرِ الخَفيِّ مُسارِقا

إحدى النّوائبِ في الصّبابةِ أنّني

كنتُ الأمينَ فصرتُ فيها سارِقا

ولكَمْ خدودٍ في الخدورِ نواضرٍ

لنواظرِ الحَدَقاتِ لُحْنَ حَدائقا

ما زالتِ العَبَراتُ يمطرُ نَوْؤُها

حتى زَرعنَ على الخُدودِ شَقائقا

أينَ الفُؤادُ وكانَ عبدَ وِدادِهم

هلْ نلتُمُ يا قومِ عَبداً آبقا

كم قلتُ إذ طلعتْ شموسُ وجوههم

سُبحانَ مَنْ جَعلَ الجيُوبَ مَشارِقا

وأزجِّ قوسِ الحاجبينِ وجدْتُهُ

يَرمي بسهمِ الشفرِ نَحوي اشِقا

والحسنُ أخرسُ ناطقٌ بكمالِهِ

في وجههِ أَفديهِ أخرَس ناطِقا

خصرٌ يقولُ العاشقونَ لحُبِّهِ

يا لَيتَنا كُنا عليهِ مَناطقا

سقياً لليلٍ ما تُذُوكرَ عَهْدُهُ

إلا شققتُ من القَميصِ بنَائقا

لمّا بَدا الكفُّ الخَضيبُ رأيتَني

جَذْلانَ للعَنمِ الخَصيبِ مُرافِقا

عانقتُ بدراً دونَهُ بدرُ الدُّجى

أَرأيتَ للدرِ المُنيرِ مُعانقا

ولثمتُ مَبسمَهُ اللذيذَ وراقَني

رَشْفُ الرُّضابِ فذقتُ رِيقاً رائِقا

لم يلتمس ماءَ الحياةِ بجَهْدِهِ

لو كانَ ذُو القَرنينِ منهُ ذائقا

حتّى استْبَاحَ سَنا الصباحِ حمى الدجى

وابْتَزَّ منهُ الضّوءُ جُنْحاً غاسِقا

ورأيتُ هاماتِ الظَّلامِ كأنّها

قد شِبنَ من هَول الصَّباحِ مَفارِقا

أيقنتُ أنَّ الدهرَ يسلبُ ما كسا

ظلماً ويظهرُ للسُّرورِ عَوائقا

أَمِنَ الفَساد أذى الكسادِ فلن ترى

إلا نفاقاً في البريّةِ نافِقا

يا نفسُ جُوبي القَفرَ واجْتابي الدُّجى

وَهَبي أحاديثَ النُّفوسِ مَخارِقا

فلسوفَ تُسفِرُ سفرةٌ عن طائلٍ

ويُوافقُ الأملُ القَضاءَ السابِقا

ما لينُ مالينٍ إذا أنا لم أجدْ

عيشاً غضيضاً في ذَرَاهُ مُوافقا

لولا التمسُّكُ بالإمامِ وحبلِهِ

لغَدَوتُ في حَلْقِ المنيّةِ زالِقا

فارقتُ حضرتَهُ وعدتُ مُراجعاً

لمّا بلوتُ من اللثامِ خَلائقا

كيفَ التخلُّفُ عن جوادٍ أَجتلى

في كلِّ عضوٍ من نَداهُ شائقا

خفتُ الفَناءَ عليَّ يومَ هجرتُهُ

ونزلتُ صحنَ فِنائيَ المُتَضائقا

فتركتُ أوطاني إليهِ خارجاً

عَنْها كما قمّصْتَ سَهماً مارقا

هبةُ الإلهِ أبو محمدٍ الذي

راعى منَ الخُلُقِ الحَميدِ حَقائقا

أَسدى إلي منَ العَطاءِ جلائلاً

تذرُ المَعاني في الثّناءِ دَقائقا

تستل همته العلية دائباً

سيفاً لهامهات الأعادي فالقا

نعم تشد على العفاة عقودها

وتُعِدُّ أطواقاً لهم ومَخانِقا

ما قَولُهُ في خادمٍ كًهلٍ الحجى

يلفيهِ في عددِ السِّنينَ مُراهقا

خلّى أباهُ وقومَه مُتَرحِّلاً

عنهم وخلّفَ في الخدورِ عَواتِقا

وغّدا بخدمتِهِ الشّريفةِ لاحِقاً

لا كانَ قطُّ بمَنْ سِواهُ لاحِقا

هَل يستحقُّ لدى الإمامِ المُرْتَجى

عزاً يسكنُ منهُ قلباً خافِقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الباخرزي

avatar

الباخرزي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Bakhrzi@

210

قصيدة

1

الاقتباسات

31

متابعين

علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي، أبو الحسن. أديب من الشعراء الكتاب. من أهل باخرز (من نواحي نيسابور) تعلم بها وبنيسابور، وقام برحلة واسعة في بلاد فارس والعراق. ...

المزيد عن الباخرزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة