الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » يهون عندكم أني بكم أرق

عدد الابيات : 46

طباعة

يَهون عندكُمُ أنّي بكم أَرِقُ

وأنّ دمعاً على الخدّين يستبقُ

وأنّ دَيْناً عليكمْ لا قضاءَ له

وأنّ رَهْناً عليكمْ تائِهٌ غَلِقُ

وكيف ينفعنا صدقُ الحديثِ وقد

قبلتُمُ قول أقوامٍ وما صدقوا

وهلْ دنُوُّكُمُ مُسلٍ ونحن إذا

كنّا جميعاً بطولِ الصَّدِّ نفترقُ

كلُّ المودّةِ زورٌ غيرَ وُدِّكُمُ

وكلُّ حبٍّ سوى حبّي لكمْ مَلَقُ

يا صاحِبَيَّ اِمتِحاني من عيونكما

فأنّ لِي مُقْلَةً إنسانُها غَرِقُ

واِستَوضحا هل حمولُ الحيِّ زائلةٌ

والرَّكْبُ عن جَنَباتِ الحيِّ منطلقُ

وفي الحدوج الّتي حفّ القَطينُ بها

ظبْيٌ بما شاء من أَلبابنا عَلِقُ

ودِدْتُ منه وَقد حَفّ الوشاةُ بنا

أنّا بعِلّةِ قرْبِ البينِ نعتنِقُ

قُل للّذي بات محروماً يُثبّطُهُ

عن مطمحِ العزِّ منه الرُّعْبُ والشَّفَقُ

يرعى الهشيمَ مُلِظّاً قعرَ أوديةٍ

غرثَى المسالكِ لا ماءٌ ولا ورقُ

إنّي علقتُ بفخر الملكِ في زمنٍ

ما كان لِي منه في الأقوامِ مُعتَلِقُ

مردّدٌ كلَّ يومٍ في مواهبِهِ

متوَّجٌ منه بالنعماءِ مُنْتَطِقُ

يا صَفْونا في زمانٍ كلُّهُ كَدَرٌ

وفجرَنا في زمانٍ كلُّه غَسَقُ

وحامِلَ العِبْء كلّتْ دونه مُنَنٌ

وقائدَ الجيشِ ضاقتْ دونه الطُّرُقُ

ورابطَ الجأْشِ والأبطالُ هائبةٌ

والهامُ بين أنابيب القنا فَلِقُ

في موقفٍ حَرِجٍ يُلقَى السّلاحُ به

والقِرْنُ من ضيقه بالقرن معتنقُ

قد كان قبلك قومٌ لا جميل لهمْ

كأنّهمْ من خمول الذّكرِ ما خُلِقوا

فوتُ الأمانِيَ ما شادوا ولا كرموا

نُكْدُ السّحائبِ ما اِنهلّوا ولا بَرِقوا

فَما نَفَقنا عَليهم من غَباوَتهمْ

وما علينا بشيءٍ منهُمُ نفقوا

وأين قبلك يا فخرَ الملوك فتىً

مُستَجْمَعٌ فيه هذا الخَلْقُ والخُلُقُ

ومَنْ إذا دخل الجبّارُ حضرتَهُ

يزداد عزّاً إذا ذَلّتْ له العُنُقُ

وأيُّ مُخْتَرِقٍ يُضحِي وَلَيس بهِ

إلى الفضيلةِ منك النَّصُّ والعَنَقُ

وأيُّ مُقصىً عن المعروف ليس له

مُصْطَبحٌ بين ما تُولِي ومُغْتَبَقُ

شِعْبٌ به لذوي الأنضاء مُرتَبَعُ

وجانبٌ فيه للمحروم مُرتَزَقُ

مُستَمْطَرُ الجود لا فقرٌ ولا جَهَدٌ

ومُستجارٌ فلا خوفٌ ولا فَرَقُ

ومشهدٌ ليس فيه من هوىً جَنَفٌ

ولا يُطاشُ به طيشٌ ولا خُرُقُ

لا يألف الحِقْدُ مَغْنىً من مساكنِهِ

ولا يُلَبِّثُ في أبياتِهِ الحَنَقُ

قد قلتُ للقومِ لم يخشوا صَريمَتَهُ

وربّما خاب بغياً بعضُ مَنْ يَثِقُ

حذارِ من غَفَلاتِ اللّيث يَخْدَرُ في

رأي العيونِ وفي تاموره النَّزَقُ

يُغضِي كأنَّ عليه من كرىً سِنَةً

وإنّما حشُوه التّسهيدُ والأَرَقُ

ولا تراه وإنْ طال المِطالُ به

إلّا مُكِبّاً على الأوصال يعترِقُ

أوْ مِن ضئيلٍ كجُثمانِ الفظيعِ له

في كلّ ما ذَرَّ نجمٌ أوْ هوى صَعِقُ

أُرَيْقِطٌ غيرَ أرفاغٍ نَجَوْنَ كما

مسّ الفتى من نواحي جلده البَهَقُ

تراه في القيظِ مُلتفّاً بسَخْبَرَةٍ

كأنّما هو في تدويره طبَقُ

فاِفخَرْ فما الفخرُ إِلّا ما خُصصتَ به

وفخرُ غَيرك مكذوبٌ ومُختَلَقُ

فالمجدُ وَقْفٌ على دارٍ حللتَ بها

وما عداك فشيءٌ منك مُستَرَقُ

وَاِسعَدْ بِذا العيد والتّحويلِ إنّهما

توافقا والسّعودُ الغُرُّ تتَّفقُ

عيدانِ هذا به فِطْرُ الصّيامِ وذا

زار البسيطةَ فيه الوابلُ الغَدَقُ

وقتٌ به السّعدُ مقرونٌ ومُلتبسٌ

وطالعٌ وَسْطَه التوفيقُ مُرتِفقُ

وليلةٌ صقل التحويلُ صبغتَها

فإنّما هي للسَّاري بها فَلَقُ

ومن رأى قبل أنْ ضوّأتَ ظُلمَتَهُ

ليلاً له في الدّآدي منظرٌ يَقَقُ

ضاقَ القَريضُ عن اِستيفاء فضلك يا

ربَّ القريض وعَيَّتْ ألسُنٌ ذُلُقُ

وإنّما نشكر النُّعمى وإِنْ عظمتْ

فكم أُناسٍ بما أُولُوهُ ما نطقوا

فَاِسلَمْ ودُمْ فزِنادُ الملك وارِيةٌ

وكلُّ مختلفٍ في الخلقِ مُتّسِقُ

وعشْ كما شئتَ عمراً ما لنائبةٍ

به محالٌ ولا فيه لها طُرُقُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

91

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة