الديوان » العصر العثماني » محمد المعولي » شمر الذيل وبادر للعمل

عدد الابيات : 111

طباعة

شمِّر الذيلَ وبادر للعملْ

والزمِ التقوى ودعْ عنك الكَسلْ

واسلكن طرقَ المعالي والتقى

وَدَعَنْ ذكرَ المناني والطللْ

واهجرٍ القولَ الذي لا يرتجى

منه نفعاً وافعلِ الخيرَ تنلْ

وبذكر اللهِ فالهجْ لا تكنْ

بسوى الله تعالى مُشْتَغِلْ

واتق الله تقى عبد صفا

قلبه لله في كل عَمَلْ

إن خيرَ الزاد تقوى الله والجه

لُ مردودٌ عَلَى مَنْ قد جَهِلْ

وايْدَ بالقُرانِ تعليماً له

إن في القرآن تفسيرَ الجُملْ

واحفظِ الشرعَ وكرّر دَرْسَه

أبداً في كلِّ حينٍ لا تملْ

واقرأ الشعرَ يسجعٍ سالمٍ

فهو ديوان المصاليتِ الأُوَلْ

إن في الشعر لحكماً بيناً

قالَ فيه أحمد خيرُ الرسلْ

واضرب النية للهِ ولا

تكُ ذا حمقٍ وعن ذاك فسَلْ

لا تقل قولاً ولا تعمل بلا

نيةٍ واسمعْ مقالي ولا تملْ

لا تجادلْ إن تعامى جاهلٌ

في أمور فأخو الجهلِ الجدلْ

وإذا قلتَ نعمْ فاعملْ بها

إنما العاقلُ إن قال فَعَل

ودعِ الإكثارَ في الوصل فمن

زارَ غِبّاً زادَ حبّاً وإنْ وَصلْ

وذر النذلَ ولا تنصحْ لهُ

إنما النذلُ كثوبٍ مُبْتذَلْ

فإذا أصلحته لم يَنْصلح

كلما رقْعتَ بعضاً ينحلِلْ

وطِّنِ النفس على الصبرِ ولا

تكترثْ يوماً إنِ الخطبُ نزَلْ

وإذا شئتَ شِرَاءَ أشياءَ من

سرقِ أهل العدل عنها لا تَسَلْ

فإذا قدّمَ شىءٌ لك فخذ

لا تقلْ من أين مأتاهُ وكلْ

إنما دنياك فاعلمْ كلها

شبهاتٌ إن تعمَ فيها تضلْ

قلّما تسلم منها حبةٌ

خلصتْ من كل عابٍ مَدخَلْ

لستَ مسئولاً عن الشىءِ الذي

لست فيه عالِماً أو مستحلْ

إنما تسألُ عن علمك بالشىء

أو قد كنت في شىءِ مُضلْ

فدِع القالةَ والزمْ ما ترى

فضياءُ الشمس يغنى عن زُحَلْ

وإذا صاحبتَ فاصحبْ سيِّداً

صادقَ اللهجة ذا إن عَدَلْ

فإذا أولاكَ فاحفظْ وده

واعفُ عنه إن بَدَا منه خَلَلْ

إن يكنْ قبلُ وليّاً مُحسنا

فاذكرِ الإحسانَ منه واحتِيلْ

وكذا سركَ صنه جاهداً

عن جميع الخلق طُرّا يا رجلْ

إنما الشرُّ كجمر في الحشَا

يتَلظَّى أو كنَارِ تَشْتَعِلُ

لم يطق كتمانَه خلقٌ سوى

مَنْ أرادَ اللهُ ربى ذُو الأزَلْ

والزم الشُّورى وإن شاورتَ في

فِعل أمرٍ لا تخالف وامْتَثِلْ

كلْ من المطعومِ ما شئت ولا

تلبس الفاخرَ أو أَرْدَا الحُللْ

وإذا ما شئت تزويجاً فخُذ

وسَطام الحسن وارفض ما كَمُلْ

وكذاكَ نهيُك عَن تزويج من

قبحت من دونِ ربات الكِلَلْ

وذواتُ الحسن منها كالذي

حل بستاناً فيا نعمَ المَحَلْ

أو كَرَوْضٍ باكرتْه مزنةٌ

فهمَا الغيث بها ثم انْهَطَلْ

يجتنى من كلِّ زهرٍ رائقٍ

ويشورُ الريقَ منها كالْعسلْ

فاحفظِ الوصفَ وكُن ذَا فطنةٍ

ودع الجهلَ وخُذْ قولي وقُلْ

واقطعْ الآمالَ مِن مال الورى

واعتصمْ باللهِ نعم المتكلْ

إنما المرءُ إذا ما طمعتْ

نفسه في مال مَنْ والاه ذَلْ

وإذا ما قنعتْ نفسُ امرئٍ

عظمتْ هيبتُه فيهم وَجَلْ

وصن المال وفرق طرَفا

منه فالمرضىُّ منهم مَنْ بَذَلْ

لا تفرقْه عليهم كلّهُ

تَنْدَمَنْ فالناسُ أعداءُ المُقِلْ

إنما المالُ لعزٍّ باذخٍ

وكذَا الإقلالُ في دنياكَ ذُل

إنما دُنياك بالمالِ تُرى

في ذُرى العليا وأخرى بالعَمَلْ

ودعِ الخرصَ ولا تسلك له

طرقاً فالحرصُ كم شخص قتَلْ

فأرَى الناسَ صديقاً لفتىً

ذَا سخارٍ وأعادى مَنْ بَخَلْ

لا تغرنْك الأماني كلما

كثُر المال فتهوى في ظُلَلْ

أكثرُ الناس إذا ما كثرُ الم

الُ في كفيه في دنياهُ ضَلّْ

إِنما قارونُ من أجلِ الغنى

ساخَ في الأرضين مما قد عَمَلْ

فإذا أوتيته فاعملْ بما

جاءَ في القرآنِ في السبع الطُّوَلْ

وذَرِ الشىءَ الذي صاحبُه

إن يُسَائِل عنه يطرق في وَجَلْ

لا يصافِى الحرّ إلا مثلَه

هل ترى الأحرارَ صافتهم سِفلْ

لا تَرَى الإلْفينِ من كلِّ الوَرَى

ائتلفَا من غير أسبابِ العِلَلْ

ولسانُ المرءِ سيفُ قاطعٌ

يقتلن صاحبَه إنْ هو زَلّْ

وجراحُ النطقِ لا يُبْرَا المُدى

وجراحُ السيفِ يُبْرَى بالمهَلْ

إنْ يكن نطقُك ورداً كلّه

تجتنيه الناسُ فالصمتُ عَسَلْ

وليكن صَمْتُكَ فِكْراً لا تكُنْ

ساكِناً إلا بقلبِ ذِى وَجَلْ

ودعِ الأحقادَ والغلّ ولا

تلزمِ الكبْرَ وجانب مَن هَزَلْ

وذَرِ القُربى ولا تقطعْ لها

رحما فاللهُ ينجِى مَنْ يَصِلْ

لا تَزُرْ في كل يومٍ مرةً

كلَّ من تهوى فيعروك الملَلْ

ينبغي في كل شهر مرةً

إن يكن منك على قُرْب المَحَلْ

أو يكوننّ بعيداً نازحاً

فزرِ العامَ عزيزاً أو أَقِلُّ

مرةً في كل عامٍ واحدٍ

لا تزدْه ودعَنْ عنك العَذَلْ

لا نقمْ إلا قليلاً عنده

قدرَ يومٍ أو ثلاثٍ أو أَقَلّْ

وكذا إِنْ هُو وإفاكَ فَقُلْ

مرحباً يا مَنْ إلينَا قد قَفَلْ

والقَه بالبشرِ واللطفِ ولا

تَلْقَه بالغلظِ إنْ معْكَ نَزَلْ

وإذا صافاك خِلٌّ صافِه

بالوفاءِ المحضِ لا تبغِ البَدَلْ

فإذا زلَّ أقِلْ عثرتَه

لا ترى في الخَلْق شخصاً لم يَزِلْ

وإذا أذنبَ عاتبه على

ذَنْبه فالعفوُ أَحْرَى بالرجُلْ

فَتِّشِ الناسَ جميعاً هل ترى

غيرَ ذى عابٍ وإن كانَ بَطَلْ

تخُذِ الظاهرَ منهم ودعْ

المختفي وجانبْ ما اشْتكلْ

واجتَنِ الأثمارَ مهما أمكنتْ

فرصة منهم ودعْ عنك الفشلْ

واحفظِ الجارَ وإن جارَ فمَنْ

حفظَ الجارَ فقد سدَّ الخَلَلْ

وأنله إنْ يكُن ذَا عَيلةٍ

من ندى كفيك أو مما قد فَضَلْ

واقبلِ العذْرَ من الجاني إذا

بَسَط العذرَ بصدقٍ لا تُبَلْ

لا تكنْ فظّاً غليظَ القلب

ينقض من حَوْلك أهلٌ وخَوَلْ

وارْعَ مَن راعَاك في كلِّ الوَرَى

واقبلِ المعروفَ منه إنْ قَبِلْ

وابذل المعروفَ وفرّقه علَى

كلِّ ذى فقرٍ ومَنْ عَنْكَ سَأَلْ

يسترُ الجودُ عيوباً وكذا

يظهر العوراتِ في الناسِ البَخَلْ

لا تمنيك الأماني في المَدَى

بخلود إنما الدنيا كَظِلّْ

وإذا فاتَك شىءٌ لا تقل

ليتَه لي وعَسَاهُ ولَعَلّْ

فالتمنّي حرفة الحَمْقَى فلا

تكنْ الأحمقَ إن شىءٌ رَحَلْ

وارضَ بالشىء الذي يؤتى وإنْ

قَلّ فالعاقل يرضى بالأقَلّْ

ورَوِّض النفسَ وَوَطنها علَى

عَمل الخير ومِنهاجِ السبُلْ

فهيَ كالطفل إذا نهنهته

عنَ رضاعِ الندْىِ عنه ينفصلْ

وإذا أهملته شَبَّ علَى

حبّه الندْىَ مَداهُ واتصلْ

رُدَّها ما دمتَ في سنِّ الصبى

فعسيرٌ إن إذا المرءُ اكْتَهَلْ

فيصيرُ الفعلُ طبعاً لازماً

أبداً لا ينجلى مثلُ الكَحَلْ

قيلَ من شبّ على شىءٍ ولم

يرتدعْ شابَ عليه وثَقُل

وإذا مسَّك مكروهٌ فلا

تبتئسْ في الأمر فالدنيا دُوَلْ

مرةً تسقيك صاباً وكذَا

مرةً تسقيكَ شهداً وعَسَلْ

هكذا عادتُهَا مرت على

أممٍ من قبلنا لا تَشْتَغِلْ

فإذا نالك منها طرَفٌ

فتيقن عن قليلٍ يَضْمِحلّْ

لم تدمْ أتراحُها فيها ولا

أبداً يبقى لنَا فيها الجَذَلْ

فإذا شبتْ خُلودا دائماً

وترَى الخيراتِ في أعْلَى مَحَلّْ

كنْ كسلطان بن سيف في الوَرَى

وامتنل أخلافه ثمَّ اشتَمِلْ

فهْو محمود بخلق مرتضىً

عَمَّ أهلَ السهل جوداً والجَبَلْ

وهْوَ سيفُ اللهِ في الأرض على

مَنْ طغَى وامتازَ بالجهلِ وضَلّْ

إنْ جرَى ذكرٌ له في محفلٍ

تشتفى الأجسامُ مِنْ كلِّ العِللْ

ملكٌ آراؤه أسيامه

ماضياتٌ حدّها لا يَنْفَلِلْ

وجوادٌ إنْ أتاهُ عاذِلٌ

قال هيَّا سبَق الجودُ والعدَلْ

وشجاعٌ علّم الفرسان في

الحرب تصريفَ العوالِي والأَسَلْ

لا تقسْ جدوى يديه بالحيا

إنْ هَمَي مِن مزنة ثمَّ انهَمَلْ

جُودُه أثر فينا مِثْلَمَا

أثَّرت في راحِ كفّيه القُبَلْ

طوقَتْ نعماه أعناقَ الورى

فهيَ من أعناقهم لا تنحللْ

يا فَتى سيفِ المليك المرتضى

فُقْتَ أهل الأرض إحساناً فَظَلّْ

فضلَتْ أخلاقُك الحسنى فما

سادَ إلاّ مَنْ على الناس فَضَلْ

صُلْ على الأعداءِ في أوطانهم

فهمْ يغزونَنَا إن لم تصُلْ

وإذا ما صُلْتَ عليهمْ صولة

جوّد الضربةَ ألاّ تندمِلْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد المعولي

avatar

محمد المعولي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Mohamed-Almawali@

208

قصيدة

2

الاقتباسات

32

متابعين

محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ...

المزيد عن محمد المعولي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة