الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » صدر به سعة وشوق أوسع

عدد الابيات : 20

طباعة

صَدرٌ بِهِ سَعةٌ وَشَوقٌ أَوسَعُ

فَالحِلمُ يُعطي والبلِيَّةُ تمنَعُ

وَحُشاشةٌ مَسلوبَةٌ وَلَعَلَّها

ذَهَبَت عَلى أَثَرِ الفُؤادِ تُودِّعُ

يا راحلاً رَحَلَت إِلَيهِ قُلوبُنا

وَأَظُنُّها مِن شَوقِها لا تَرجِعُ

مالي أَرى الدَّارَ الَّتي فارَقَتها

مَأهولةً وَكَأَنَّما هِيَ بَلقَعُ

قَد فَرَّقَ البينُ المُشتِّتُ شَملَنا

وَالشَّملُ لَفظٌ مُفردٌ لا يُجمَعُ

كانَ اللِّسانُ رَسولَ قَلبي فَاِنثَنى

قَلبي الرَسولَ عَنِ اللِّسانِ يُشيِّعُ

ما كانَ أَقصَرَ مُدَّةً لَكَ بَينَنا

كَالحُلمِ تُبصِرُهُ العُيون الهُجَّعُ

وَكَذا الزَّمانُ يَمُرُّ مُختَلِفاً بِنا

وَألسُّوءُ فيهِ وَالسُّرورُ يُضَيَّعُ

ما كُنتُ أَرضى بِالحَياةِ وَكُلُّها

عِلَلٌ وَلَكنْ صَرفُها لا يُمنَعُ

إِن لم يَكُنْ بَينُ النُّفوسِ مُروِّعاً

فَغُرابُ بَينٍ لِلنُفوسِ مروِّعُ

ما أَغفلَ الإِنسانَ عَن نُصَحائِهِ

وَأَشَدَّ صَبوَتهُ إِلى مَن يَخدَعُ

يَرعى الكَواكبَ في السَّماءِ ضَئيلَةً

وَالنَّفسُ أَقرَبُ مِنهُ لَو يَتَطَلَّعُ

أَخذ الطَّبيبُ بِأَن يُداويَ غَيرَهُ

وَنَسِي الطَّبيبُ فُؤادَهُ يَتَوَجَّعُ

وَالعِلمُ مَصلَحةُ النُّفوسِ فَإِن يَكُنْ

لا نفعَ فيهِ فَالجَهالةُ أَنفَعُ

بَأَبي الذي اُنحَنَتِ المَفارِقُ بَعدهُ

وَتَقوَّمَت وَجداً عَلَيهِ الأَضلُعُ

أَنتَ المنزَّهُ عَن مَظِنَّةِ جاهِلٍ

وَصِفاتِ مَن بِطِباعهِ يَتَطَبَّعُ

يا ساكِناً قَلبي المُتيَّمَ إنَّهُ

بَيتٌ وَلَكن في هَواكَ مُصرَّعُ

يا طالَما أَنشَدتُ فيكَ قَوافِياً

وَحَشاشَتي كَعُروضها تَتَقطَّعُ

نَفسي مُجرَّدَةٌ إِليكَ عَن الوَرى

وَلَعَلَّ ذَلِكَ في المَحَبَةِ يَرفَعُ

إِن كانَ قَد مُنِعَ التَقَرُّبُ بَينَنا

فَأَحَبُّ شَيءٍ عِندَنا ما يُمنَعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

161

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة